عمر عبدربه السبعفي الثلاثين من أغسطس عام 1999م رحل أحد أهم أقطاب الأدب اليمني عموماً.. والشعر العمودي خصوصاً، إنه الشاعر اليمني الكبير عبداللّه البردوني، الذي تجاوزت شهرته المستوى المحلي لتتسامى قامته الأدبية على المستوى العربي برمته، لاسيما بعد أن دوت قصيدته العصماء: "أبو تمام وعروبة اليوم" الأصقاع العربية.فهو - أي الشاعر البردوني - مند باكورة انتاجه ، كان مجيداً امتلك ناصية التفرد والتميز، والقدرة على الدهشة والابداع ولقد كان نسيج نفسه، وهو يكتب في الشعر العمودي، وترى بين الكلمات الشعرية المجاز والصور البلاغية الجديدة البعيدة عن الصور البلاغية وكنايات الشعر العمودي الكلاسيكي التي اتحفنا بها شعراء المعلقات وشعراء العصر الأموي ومن العصر العباسي ومن لف لفهم ولقد ساهم ضلوعه بعلوم الفقة وانغماسه في معترك الحياة العامة في كتابة جوانب من الفكر الاجتماعي والثقافي والإنساني وجاءت أشعاره مفعمة بحب الناس ومترعة بعدالة السماء والحديث عن المساواة بين بني البشر، وعن هموم الناس وقضايا المجتمع.ولقد أسس الشاعر الكبير والأديب الموسيقي عبدالله البردوني لنفسه مكانة مرموقة تجاوزت مجابيله وصار علماً بارزاً يحتذى به في السا حة اليمنية.ويقال عن الشاعر عبداللّه البردوني أنه تهكم وسخر من ثقافة الحداثة وعبثيتها وهمجيتها، واعتبر الحداثة صحراء مجدبة "1" إذ يقول في قصيدة "بغيض العمشى"[c1]غيم يعيق الشمس لايندى ويأبى أن يبارحأرقى ذكاء يرتقي ويجيد تفنين الفضائح[/c]فإذا تهكم الشاعر بالحداثة ببرودة، فإنه قد كتب الشعر العمودي بحرارة حتى كأدت قوالب هذا الشاعر أن تخرج عن الأنماط المألوفة.يقول :[c1]تمتضي أمواج هذا الليل في شره صموتوتعيد ما بدأت وتنوعي أن تفوت ولاتفوتوتثير أوجاعي وترغمني على وجع السكوتوتقول ليل مت أيها الذاوي فأنسى أن أموت[/c]وقد قامت وزارة الثقافة بمناسبة الذكرى السابعة للشاعر بالاحتفاء به، قال فيه وزير الثقافة خالد الرويشان: "واعتقد أن البردوني في كل كتاباته يتباهى بالربى وبالآكام وبالجبال وقد من عبقرية اليمن ولذا نقول إن عبقرية اليمن هي عبقرية البردوني".وقال فيه شاعرنا اليمني الكبير عبدالعزيز المقالح قصيدة شعر جميلة يقول فيها: [c1]في الموت تكتمل القصيدة، حيث لاموتى هناكولابكاءوإنما دنيا جديدة، مازال يكتب نصهفي نومه الأبدييكتب على مهل..فاسترحت في الشفاء تميمةفي القبر تكتمل القصيدة [/c] لقد صدر للشاعر عبداللّه البردوني أثنا عشر كتاباً كان باكورتها "من أرض بلقيس" في عام 1961م، ثم في طريق الفجر عام 1967م، ومدينة الغد 1970م، لعيني أم بلقيس 1972م، السفر الى الأيام الخضر1974م وجوه دخانية في مراي الليل عام 1977م زمان بلانوعية 1979م ترجمة رملية لأعراس الغبار سنة 1981م، كائنات الشوق الآخر سنة 1987م، رواغ المصابيح 1989م، جواب العصور 1991م، رجعة الحكيم بن زايد عام 1994م، وله من الدراسات اليمنية كتاب رحلة في الشعر ا ليمني قديمه وحديثه عام 1972م، وقضايا يمنية عام 1977م، وفنون الآداب الشعبي في اليمن عام 1982م، الثقافة ا لشعبية تجارب واقاويل يمنية عام 1987م، والثقافة والثورة اصدار عام 1989م، من أ ول القصيدة إلى آخر طلقة دراسة في شعر الزبيري وحياته عام 1992م، اشتات عام 1994م، اليمن الجمهوري عام 1997م وله أعمال أخرى متفرقة..لقد كان الشاعر عبداللّه البردوني من الكتاب القلائل الذين ظلوا يكتبون حتى الرمق الأخير في حياتهم، وكان غزيراً في نتاجه الأدبي، لسعة اطلاعه وعلمه وقدرته على الحفظ والاستذكار وتوليد الأفكار وقد فاح عطره الزكي في الوسط الثقافي اليمني والعربي وكسب جوائز جمة، باكورتها جائزة مهرجان أبي تمام في العراق عام 1970م.
|
ثقافة
الشاعر عبداللّه البردوني .. واكتمال القصيدة
أخبار متعلقة