ميدفيديف: اتفاق الدرع الصاروخية الأمريكية يستهدف روسيا
واشنطن/عواصم/14 أكتوبر/رويترز: أعرب الرئيس الأمريكي جورج بوش مرة أخرى أمس الجمعة عن تأييده لجورجيا واتهم روسيا «بالترهيب» والإضرار بوضعها الدولي من خلال إرسال جيشها إلى جورجيا. لكن بوش قال أيضا في بيان ألقاه في البيت الأبيض إن الولايات المتحدة تريد أن تربطها علاقات طيبة مع روسيا والا تعود إلى علاقات عصر الحرب الباردة. وقال بوش قبل أن يتوجه إلى تكساس لقضاء عطلة إن «علاقة شائكة مع روسيا ليست في مصلحة الولايات المتحدة وعلاقة شائكة مع أمريكا ليست في مصلحة روسيا.»، لكنه أضاف «بتصرفاتها (روسيا) في الأيام الأخيرة أضرت روسيا بمصداقيتها وعلاقاتها مع شعوب العالم الحر. الترهيب والترويع طرق غير مقبولة في ممارسة السياسة الخارجية في القرن الحادي والعشرين.» وقال بوش إن وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس الموجودة في تفليس على أمل تخفيف حدة التوتر بين روسيا وجورجيا ستطلعه على تطورات الأوضاع في جورجيا. وفي الأسبوع الماضي أرسلت روسيا قوات إلى جورجيا بعد إن أرسلت تفليس قواتها إلى اوسيتيا الجنوبية لمحاولة استعادة سيطرتها على الإقليم الذي انفصل عن جورجيا بعد حرب في التسعينات. وتدعم موسكو الانفصاليين في اوسيتيا الجنوبية. من جانبه قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أمس الجمعة أن اتفاقا تم التوصل إليه بين الولايات المتحدة وبولندا بشان الدرع الصاروخية يستهدف روسيا. وقال «يظهر هذا القرار بوضوح كل ما قلناه في الآونة الأخيرة. نشر قوات جديدة مضادة للصواريخ يستهدف الاتحاد الروسي.» وأعلنت روسيا بوقت سابق أمس الجمعة أن الاتفاق على نشر جزء من نظام الدرع الصاروخية الأمريكي في بولندا سيضر بالعلاقات الأمريكية الروسية المتوترة بالفعل بسبب الصراع في إقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي. وقال الكولونيل جنرال أناتولي نوجوفيتسين نائب رئيس هيئة الأركان العامة الروسية في مؤتمر صحفي «إنه أمر يبعث على الأسف وفي ظل هذا الموقف العصيب يزيد الجانب الأمريكي من تأزم العلاقات مع موسكو.»، وأضاف أن روسيا وأوكرانيا بحاجة إلى إجراء محادثات جديدة حول مستقبل الأسطول الروسي في البحر الأسود والمتمركز في شبه جزيرة القرم التابعة لأوكرانيا. وقال «الوضع الحالي لا يمكن أن يبقى هكذا طويلا. إننا بحاجة إلى مفاوضات في إطار ثنائي في سبيل التوصل لاتفاقية»، ونفى نوجوفيتسين أيضا أن تكون القوات الروسية استخدمت القنابل العنقودية في جورجيا. وقال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أمس الجمعة أن منطقتي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا الانفصاليتين الجورجيتين من غير المرجح إنهما تريدان البقاء جزءا من الدولة الجورجية بعد العمليات الحربية هذا الشهر. وقال «للأسف بعد ما حدث من غير المرجح أن أهل اوسيتيا وأهل ابخازيا سيتمكنان من العيش في دولة واحدة مع الجورجيين.»، وأضاف ميدفيديف ان قوات حفظ السلام الروسية ستضمن «إرادة الشعب» في المنطقتين. وقال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أمس الجمعة أن روسيا سترد مرة أخرى بطريقة مماثلة لما حدث في جورجيا هذا الشهر إذا تعرض مواطنوها أو قواتها لهجوم مرة أخرى. وقال «إذا استمر احد في مهاجمة مواطنينا وقواتنا لحفظ السلام فسنرد بالطبع بنفس الطريقة التي قمنا بالرد بها. لا يجب أن يكون هناك أدنى شك في هذا». وكانت روسيا قد قالت أمس الجمعة أن قواتها ضبطت أسلحة أمريكية الصنع في قاعدة عسكرية جورجية بالقرب من بلدة سيناكي لكنها أضافت انه لم يحدث إطلاق نار في جورجيا في الساعات الأربع والعشرين الماضية. وقال الكولونيل جنرال اناتولي نوجوفستين نائب رئيس هيئة الأركان الروسية في مؤتمر صحفي «قواتنا ضبطت 1728 سلاحا في سيناكي.» وعبر نوجوفستين عن شكوك جديدة بشأن طبيعة الشحنة الأمريكية التي أرسلت إلى جورجيا. وقال «نود أن نعرف ما إذا كان هناك (مساعدات) إنسانية أو نوع ما من الشحنة العسكرية لكن لا تتوفر لنا هذه المعلومات.» وقد وصلت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس أمس الجمعة إلى جورجيا للحصول على توقيع تفليس على اتفاق سلام مع روسيا وإظهار دعم واشنطن لحليفتها جورجيا. وقالت رايس للصحفيين على متن طائرتها «أذهب الآن للتباحث مع الرئيس (ميخائيل) ساكاشفيلي حول إيضاحات قدمها الفرنسيون ثم سنحاول تفعيل هذا الوقف الرسمي لإطلاق النار لان الهدف من هذا هو تطبيق وقف إطلاق النار وحمل القوات الروسية على الانسحاب من البلاد في أسرع وقت ممكن». وقال الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي أمس الجمعة انه وقع اتفاقا لوقف إطلاق النار ينهي العمليات الحربية مع روسيا التي اندلعت بسبب إقليم اوسيتيا الجنوبية الانفصالي. وقال «اليوم (أمس) وقعت على اتفاق وقف إطلاق النار»، وكان يتحدث خارج قصر الرئاسة في تفليس وبجواره وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس. وألقى ساكاشفيلي باللوم على الغرب لعدم رده بقوة كافية على التحركات العسكرية الروسية السابقة ولعدم منح بلاده عضوية حلف شمال الأطلسي. وقال «ننظر اليوم إلى الشر في عينيه»، وقال أن جورجيا لن تقبل مطلقا احتلال روسيا لأي من أراضيها.