عدسة / سلوى الشرعبيإذا تحدثنا عن زواج الصغيرات وأنه سلب لحقوق الفتيات فلأن الزواج في سن مبكرة يؤدي إلى نتائج سيئة لا تحمد عقباها والقاعدة الشرعية تقول إن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ، أي إذا كان هذا الزواج ستؤدي نتائجه إلى مفاسد تجني ثمارها الفتاة المسكينة فدرء هذه المفاسد مقدم على زواج قد تكون فيه مصلحة لأبيها ، فلماذا نأخذ ببعض القواعد الشرعية أحياناً إذا كانت توافق الأهواء والمصالح وتحقق الأغراض والمطامع ونضرب ببعض القواعد الشرعية عرض الحائط.إن لم تكن تخدمنا فيما نريد تحقيقه أو الوصول إليه فلماذا لا نعمل بجميع القواعد الشرعية ولا نكون كالذين يأخذون ببعض الكتاب ويتركون البعض الآخر، إذا أن في الزواج المبكر مفاسد كثيرة وكبيرة وعواقب وخيمة وقتلا لمعاني الطفولة وتعديا لكثير من حقوق الفتاة البريئة المشروعة لها أليس في تزويجها وحرمانها من حقها في التعليم انتهاك أليس في حرمانها من أن تكون الطبيبة والمدرسة والمهندسة والعالمة والمفكرة سلب لحقوقها المشروعة ؟ أليس زواج الفتاة في سن مبكرة وطلاقها أيضاً في سن مبكرة يحدث لها حالة نفسية وعقدة ملازمة لها فضلاً عن نظرات المجتمع السلبية التي لا ترحم خاصة في القرى وبعض الأسر الجاهلة قد نرجع إلى عهد الجاهلية دون أن نشعر، عصر سلب حقوق الحقوق ومصادرة الحريات إذا كانت الفتاة في ذلك العصر توأد وهي حية فهي في عصرنا توأد حينما تساق إلى بيت الزوجية طفلة وإذا كانت تعامل كالجارية ولا رأي لها ولا إرادة ، ومصيرها ليس لها أن تحدده فهي تعامل بنفس الطريقة حينما تساق إلى قبر الزوجية ويحدد وليها ومصيرها لا يترك الأمر في الاختيار لها ما عليها إلا أن تنفذ ما يملى عليها، ألم يخرجنا الإسلام من الظلمات إلى النور؟ من التعسف والظلم والاستبداد إلى التشاور والتعاون والعدل والتحرر؟ أليس من الظلم أن تستغل المرأة من أجل تحقيق مصالح حزبية أو مطامع شخصية ؟ فنتحكم بها كيف نشاء إذا تقتضي المصالح إخراج النساء أخرجناهن .. وإذا كان العكس قلنا لهن ( وقرن في بيوتكن) . لماذا نسيس الدين ؟! ولماذا لا نعمل بكل تعاليم الدين ألم يقل الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) ( البقرة 159) فإذا كان الطب وعلماء الطب يقولون إن الزواج المبكر فيه خطر على الفتاة وأن أكثر حالات الوفاة في صفوف النساء ناتجة عن الحمل المبكر أي حمل الفتاة وهي صغيرة لم تكتمل بعد ما يؤدي إلى انفجار الرحم وقت الولادة مسببا الوفاة أي أن زواج الفتاة الصغيرة وحملها المبكر فيه هلاكها والله لا يرضى بذلك فهو الآمر بعدم الزج بالنفس في هاوية الهلاك فكيف نخالف أمر الله ونزج بالصغيرات إلى الهلاك وأن الذين يتحججون بزواج أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها نسوا أن في ذلك الوقت كانت الفتاة في العاشرة من عمرها وهي تنعم بصحة جسدية وكأنها في سن العشرين مقارنة بفتيات اليوم إذا ترى الفتاة في سن الخامسة عشرة وهي ما تزال ضعيفة هزيلة لا تقوى على الحمل والوضع ثم إنه لا يجب مقارنة زواج النبي صلى الله عليه وسلم بعائشة وهي صغيرة ونربط بين الزواج المبكر وزواج النبي فلا بد أن تراعي الفوارق فالنبي صلى الله عليه وسلم لا يقارن ببشر أياً كان هذا البشر وعائشة رضي الله عنها لا تقارن بامرأة من نساء اليوم أيضاً أبو بكر رضي الله عنه الولي ليس كأي رجل إذا لم يزوجها طمعاً في مال كبعض أولياء الأمور اليوم ولا لأي غرض إلا أنه يريدها أن تنهل من علمه وتسعد بقربه وكل البشر يتمنون أن ينالوا قربه صلى الله عليه وسلم ، ثم إن الذي يتزوج اليوم من الرجال بفتاة صغيرة لن يصبر عليها حتى تكبر فيباشرها كما صبر النبي على عائشة ، فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم معصوم وغيره معرض للخطأ خاصة وهو يراها أمامه في كل وقت وهي زوجته فلن يتركها وأن شرط عليه أن لا يقربها فإذا تأججت نيران الشهوة في الإنسان غاب عنه التبصر وافتقد الورع وتفادياً لحدوث ما لا يحمد فإنه يجب العمل بقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم القائل : ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ) اقرع الشك باليقين دع ما يوجب الشك ويولد الريب ، وهنا يجب أن يدرك كل ولي أنه مجرد الشك في زواج الفتاة الصغيرة أنه قد يؤدي إلى هلاكها والقضاء عليها حتى لا يسوقها بيده إلى الموت فيكون الجاني عليها فيحاسب عنها أي على فعله بها كونها أمانة في عنقه لها حق الرعاية إذا أدرك ذلك فأنه لن يقدم على تزويجها صغيرة حتى تكبر ويشتد عودها وتقوى على تحمل المسؤولية والقيام بدور الأمومة إذا كان الواجب متابعة النبي صلى الله عليه وسلم في كل أمر فعله فقد تزوج من تسع فهل معنى ذلك أن يتزوج الرجل منا بتسع والله لم يشرع لنا سوى أربع .. هناك أمور خاصة به صلى الله عليه وآله وسلم لا يجب أن نتحجج بها ولا وجه للمقارنة على الإطلاق ولا داعي لأن تحول القضايا الشرعية إلى سياسية وتسيس الدين وتوظيفه لتحقيق أهداف حزبية وغيرها والتي تظهر في تلك النسوة اللاتي تظاهرن معارضات تحديد سن الزواج واللاتي في سن الثلاثين فما فوق والمدفوعات من قبل بعض الأحزاب أو الفئات لإحداث الفوضى إذا أن الأمر لا يعنيهن إلا أنهن أمهات يردن التخلص من الفتيات حيث لم تتظاهر الصغيرات صاحبات الشأن نفسه ما يبين لنا النوايا المبيتة تساق المرأة إلى الهلاك لا مانع إن كان ذلك فيه تحقيق مصالح ومقاضاة أغراض وأني لأعجب من بعض علمائنا الأجلاء ومن بعض مشايخنا الأفاضل كيف يتورطون ويقعون بالإحراج معارضين لقانون تحديد سن الزواج وهم يعلمون أنهم سوف يسألون عن توقيعاتهم في حق كل فتاة صغيرة ترغم على الزواج فالتشريع وسن القوانين ليست إلا لتسعد البشرية لا لتشقى بها والله أرحم منكم بعباده واتقوا الله يا أولي الألباب.[c1] مدير الأوقاف والإرشاد - مديرية شعوب[c1]
|
ومجتمع
اتقوا الله في فتياتكم الصغيرات
أخبار متعلقة