في استطلاع أراء المشاركين في ورشة العمل الخاصة باللقاء التشاوري لتثقيف الاقران
زاد الاهتمام بموضوع الصحة الانجابية والحقوق الانجابية للمراهقين والشباب , نظرا لوجود فجوة كبيرة وواضحة في معرفة الشباب بابعاد الصحة الانجابية وعملياتها ومراحلها , خاصة ما يتعلق بعلامات البلوغ والسلوك الصحي المرتبط بها وبالعادات الصحية , سواء الغذائية او الرياضية , والعلاقات بالزملاء , وبالنوع الاخر ( ذكرا او انثى ) , وانتشار مظاهر غير قليلة للسلوك الخطر , كالتدخين وتعاطي المخدرات والكحوليات , وعدم المعرفة بسبل واساليب الوقاية من الامراض المنقولة جنسيا ومنها الايدز وغيرها , ومما زاد الطين بله هنا في هذه الامر هو ما اثبتته العديد من الدراسات والبحوث العلمية من ان الاباء يحتلون موقعا متاخرا كمصدر لمعرفة الشباب بقضايا السكان والصحة الانجابية وتنظيم الاسرة , مما يضطر الامر بهؤلاء المراهقين والشباب الى اللجوء الى اقرانهم واصدقائهم للتعرف والحصول على المعلومات المتعلقة بالقضايا السكانية والصحية والتنموية وغيرها من القضايا والمسائل الاخرى العامة منها والخاصة التي تهمهم وتدور من حولهم , وتعرف هذه الوسيلة او الطريقة بعملية تثقيف الاقران “ أي من الشباب الى الشباب “ والتي كانت محور انعقاد ورشة العمل الاقليمية والدولية التي اختتمت اعمالها الاسبوع الماضي في بلادنا , ونظمها صندوق الامم المتحدة للسكان بمشاركة 40 دولة من الوطن العربي ومنها بلادنا ومن افريقيا وآسيا الوسطى ولاهمية هذا الموضوع قمنا باجراء استطلاع مع عدد من المشاركين على هامش انعقاد هذه الورشة لمعرفة وجهات نظرهم وآرائهم وتجارب بلدانهم المختلفة حول مسألة تثقيف الاقران واهميتها ومدى فاعليتها وتاثيرها وجدواها في توعية الشباب , فالى التفاصيل استطلاع بشرى مشورة[c1]معايير محدودة للتثقيف[/c]* بدايةُ تحدث الينا الاخ الدكتور / زياد الرفاعي ــ المستشار الاعلامي بالمكتب الاقليمي لصندوق الامم المتحدة للسكان بعمّان , وقال : توجد هناك العديد من الانشطة التي يقوم بها الشباب في العديد من دول العالم والدول العربية ومنها اليمن وذلك في مجال توعية الشباب لانفسهم ولزملائهم واقرانهم ورفقائهم حول القضايا والمواضيع التي تهمهم والاشكاليات والتحديات التي تواجههم في حياتهم خصوصا تلك المتعلقة بالقضايا السكانية والصحية والتنموية وخاصة فيما يتعلق بالصحة الانجابية وتنظيم الاسرة والامراض المنقولة جنسيا ومنها مرض الايدز , وتلك الانشطة بحاجة الى ضوابط ومعايير معينة من اجل ضمان نجاحها وتاثيرها الايجابي في معارف واتجاهات وسلوكيات وممارسات الشباب حول مجمل القضايا المذكورة انفا , وقد جئنا في هذه الورشة تحديدا والتي تقرر عقدها في اليمن . بهدف مناقشة ومراجعة دليل علمي تم اعداده سابقا من قبل خبراء دوليين ومحليين متخصصين في مجال الشباب وقضاياه المختلفة لوضع معايير محددة وواضحة وذات جودة عالية لبرامج التثقيف بالنسبة للشباب بحيث تكون في متناول أي جهة كانت تريد القيام بعمل انشطة في مجال التوعية الصحية والسكانية والتنموية في صفوف المراهقين والشباب من خلال الرفيق للرفيق او ما يسمى النظير وبالتالي تستطيع تلك الجهات ان تقيم مدى النجاح والتقدم الذي حققته في مجال تعميم وتنفيذ انشطتها وبرامجها من خلال هذا الدليل الهام , وبالتالي الوصول في النهاية الى ضمان نجاح وصول الرسالة المراد ايصالها الى الشباب وجعلها تتداول فيما بينهم بصورة مفيدة وايجابية .[c1]برامج صديقة للشباب[/c]* من ناحيته يقول الاخ / زياد يعيش ــ من مكتب صندوق الامم التحدة للسكان بفلسطين : يعتبر تثقيف الاقران بدولة فلسطين جزءا من المشاريع الموجهة للشباب الفلسطيني , والتي نعمل من خلالها هذه المشاريع على عدة اصعدة من اهمها : العمل على دمج مفاهيم الصحة الانجابية في المناهج الدراسية الفلسطينية خاصة في مناهج الصفين التاسع والعاشر , وهذه تعتبر احدى الخطوات العلمية الهامة التي استطعنا تحقيقها في فلسطين رغم الصعوبات والتحديات الكبيرة التي تواجهها نتيجة الاحتلال الاسرائيلي لبلادنا .اما الشيء الاخر والمتعلق بتثقيف الاقران فاننا نعمل حاليا مع عدد من المنظمات غير الحكومية بفلسطين على تدريب وتاهيل وتوعية القيادات الشبابية بمفاهيم وقضايا الصحة الانجابية والديموقراطية والسلام , كما يوجد لدينا برنامج ناجح في تثقيف الاقران سواء داخل المدارس او خارجها , الا اننا نواجه تحديا في هذا المجال وهو عدم وجود او توفر خدمات مصممة للشباب وقد عملنا بالرغم من ذلك خلال هذه الفترة على تطوير برامج صديقة للشباب يستطيع من خلالها الحصول على اية معلومات يريد معرفتها حول قضايا معينة كقضايا الصحة الانجابية والامراض المنقولة جنسيا وغيرها من الامور التي تهم الشباب .[c1]دعم برامج التوعية[/c]* وعن التجربة السورية في هذا المجال, تقول الاخت / رايا شكر ــ سئول البرامج في مكتب صندوق الامم المتحدة للسكان بسوريا قائلة : توجد لدينا انشطة وبرامج تستهدف الشباب السوري ولكنها كانت غير مبنية على اسس علمية مدروسة ومجربة , وسوف نعمل مستقبلا من خلال هذه البادرة لهذه الورشة على ان يتم تطبيق ممارسات ومعايير محددة وواضحة لتثقيف وتوعية الشباب , ونحن باعتبارنا كمنظمات مدنية ندعم هذا التوجه في هذا المجال .[c1]من الشباب للشباب [/c]* اما الاخت / منى مصطفى ــ مديرة برامج بمكتب صندوق الامم المتحدة للسكان بمصر فقد تحدثت عن التجربة المصرية قائلة : لقد ابتدأت تجربتنا مع الشباب منذ اربع سنوات تقريبا مع مشروع للشباب سمي بعيادة صديقة الشباب ومن اهداف هذا المشروع ليس فقط توفير خدمات صحية وطبية للشباب ولكن تزويدهم بالمعارف والمعلومات الصحية والسكانية , وقد وجدنا ان افضل واحسن طريقة لتوصيل تلك المعلومات هي ان تكون من الشباب للشباب انفسهم , ومن هذا المنطلق فقد قمنا بالعمل في المدارس وفي المراكز الخاصة بالشباب في مجال حماية الشباب وتوعيتهم حول الصحة الانجابية وتنظيم الاسرة والايدز , وقد وجدنا من خلال احتكاكنا المباشر بالشباب انهم مرتاحون من هذه التجربة التي وفرت لهم اشخاصا من نفس سنهم وبيئتهم يقومون بتوصيل المعلومات التي تهمهم وتخصهم اليهم من دون أي عوائق او تحرجات , ونحن الان بصدد تطوير هذا البرنامج مع الجهات غير الحكومية بحيث يكون فيها متخصصين يدربوا الشباب على كيفية التثقيف والاتصال المباشر , كما اننا سوف نستمر كذلك مع عيادة صديقة الشباب نظرا لنجاح هذه التجربة .[c1]اطار موحدا [/c]* وحول النتائج المتوقعة من هذه الورشة اوضح الاخ / شكري بن يحيى من مكتب صندوق الامم المتحدة للسكان بتونس قائلا : نتوقع ان نخرج من هذه الورشة باطار عام وموحد لدعم جهود الدول في تثقيف الشباب وخلق وعي ايجابي في اوساطهم وفق عادات وثقافات وتوجهات وسياسات واطر كل بلد .[c1] اكثر فاعلية [/c]* واخيرا , تؤكد الاخت الدكتورة / بثينة عباس الارياني ــ مسئولة برنامج الايدز بمنظمة اليونسيف بصنعاء , على ان التجربة العالمية اكتشفت ان وسيلة تثقيف الاقران هي الانجح في توصيل المعلومات خصوصا الهامة منها والتي قد يحرج او يتهرب منها الكبار في ايصالها للشباب وبالذات في قضايا الصحة الانجابية والجنسية والعدوى من فيروس الايدز , وهذا لا يعني ان المنهجيات الاخرى لا تنفع , ولكن في الجزئيات المتعلقة بالقضايا الحساسة والهامة وبالذات تلك المتعلقة بالايدز والفئات الاكثر عرضة بعداوة فقد اتضح ان التوعية بها عن طريق الاقران اكثر فاعلية من غيرها , ومن هنا او التاكيد بان اليمن سوف تستفيد من تجربة تثقيف الاقران باعتبار ان تثقيف الاقران احد المحاور الرئيسية للاستراتيجية الوطنية للطفولة والشباب وانه سوف يتم توسيع ودعم هذه التجربة النوعية في اليمن من قبل منظمة اليونسيف وصندوق الامم المتحدة للسكان .