نيويورك/14 أكتوبر/رويترز: قالت صحيفة (نيويورك تايمز) أمس الأحد إن قرار الرئيس الأمريكي جورج بوش بزيادة عدد القوات الأمريكية في العراق العام الماضي اتخذ على عكس توصيات مبدئية من جانب كبار مستشاريه. وواجه القرار الذي اتخذه بوش في يناير عام 2007 بإرسال 20 ألف جندي إضافي إلى العراق انتقادات لتعميقه الحرب غير الشعبية ولكن نسب إليه بعد ذلك فضل خفض أعمال العنف بشكل كبير. وقالت الصحيفة نقلا عن مذكرات سرية ومقابلات مع مجموعة من المسئولين الحاليين والسابقين إن قرار بوش بزيادة عدد القوات لمواجهة المسلحين في العراق جاء بعد أشهر من المناقشات الحادة داخل الإدارة، وأضافت الصحيفة أن ميل بوش للاذعان للقادة الميدانيين ووزير دفاعه اجل اتخاذ موقف جديد إزاء العراق حتى اقترب الوضع من الفوضى «والحرب الأهلية» وذلك حسب ما وصفه تحليل لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية في أواخر 2006. وفي هذه المرحلة كانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تؤيد نقل المسؤولية إلى القوات العراقية مما يسهل خفض القوات الأمريكية. وأضافت الصحيفة أن وزارة الخارجية الأمريكية كانت تحث على خطة بديلة لمواجهة القاعدة في العراق لتكبح العنف في بغداد وتوقف العنف الطائفي فقط عند وصوله إلى مستوى «القتل الجماعي.» وكان السفير الأمريكي في بغداد يجادل من اجل سلطة التفاوض على حل سياسي مع العراقيين. ونقلت الصحيفة عن السفير زالماي خليل زاد قوله في برقية سرية إن «اقتراحات إرسال مزيد من القوات الأمريكية إلى العراق لن تؤدي إلى حل على المدى البعيد وسيجعل سياستنا اقل وليس أكثر استمرارا». وقالت الصحيفة إن أعضاء مجلس الأمن القومي قاموا بالجهود المبدئية لبحث احتمال زيادة قوات وطلب من الكابتن البحري المتقاعد وليام لوتي عضو المجلس أن يكتشف بهدوء ما إذا كانت القوات متوفرة. وقدم تقرير سري في أكتوبر 2006 بعد التشاور مع هيئة أركان الجيش. ودعا التقرير إلى زيادة كبير في القوات أو نحو خمسة ألوية في بغداد والمناطق الساخنة الأخرى. وأثار اقتراح زيادة القوات انقساما في القوات المسلحة الأمريكية مع تأييد بعض الضباط لهذه الفكرة ولكن مساعدين لهيئة الأركان المشتركة أشاروا إلى أن الجيش مجهد جدا. وبعد ثلاثة أيام من انتخابات التجديد النصفي بالكونجرس عام 2006 عقد البيت الأبيض مراجعة رسمية على مستوى الحكومة لمناقشة زيادة مستوى القوات في العراق. وقالت الصحيفة إن استقالة وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد في السادس من نوفمبر أزالت بعضا من المعارضة العتيدة للزيادة في البنتاجون. وحدد مساعدون كبار خلال اجتماع عقد في البيت الأبيض في 22 نوفمبر الخطوط العريضة «لإجماع بازغ» في الطريق مشيرين إلى اتفاق على نطاق واسع على أن النجاح في العراق مهم لحرب إدارة بوش على الإرهاب. وقالت الصحيفة إن وثيقة أعدت لهذه المراجعة أوضحت أن «مركز جاذبيتنا-التأييد العام- في خطر بسبب الشكوك في أن جهودنا بالعراق تسير على طريق يؤدي إلى النجاح.» وفي نفس الوقت جادلت وثيقة سرية لهيئة الأركان المشتركة من اجل «التعجيل بدفع العراقيين إلى القيادة المسئولة عن العمليات» واقترحت إجراءات من بينها تخصيص لواء أمريكي لكل فرقة عراقية لتحسين أداء الجنود العراقيين.وقالت الصحيفة انه حتى بعد إعلان بوش قراره في العاشر من يناير لم يسع مطلقا الجنرال جورج كيسي قائد القوات الأمريكية في العراق إلى الحصول على أكثر من لواءين يضمان ثمانية آلاف جندي.