لتكن البداية مشرقة في مقالي البكر للتفاعل مع المرأة الإعلامية , ولنسمو معا وصولا إلى تحقيق غاية ليست متفردة إلا بما تحمله من عناصر مستقبلية طموحة , هدفها الأول مستقبل العراق عمليا وإعلاميا من حيث جعله عنوانا رئيسيا يتصدر الصحف والفضائيات على خط سير واحد مع الثقة والأمانة التي لازمت الصحفي العراقي حتى باتت سمة من سماته .ولا مناص من احترام نقدمه للإعلامية أولا وللام والأخت والزوجة المتجرعة مرارة ما يدور في كاس الصبر وهي تزف كل يوم أعراسا من الشبان إلى أحضان القبور تتخطفهم وحشية الموت .قبل أن نسكب الشهد في قارورة الحلم .. علينا أن نستذكر شيئاً من الحكمة لنتبين عمق ما نستند إليه , وليس خيراً من كلام الله عز وجل نتقصى منه الحكمة والدلائل .. إذ أشار بجلاء ووضوح إلى المرأة في محكم كتابه الكريم وما لها من دور في إرساء دعائم إنسانية دينية ودنيوية كأم موسى وبلقيس وامرأة فرعون وسيدتنا مريم (ع ).ولا يخلو مصب التاريخ من أسماء نقشت على ذاكرة الزمن بحروف من نور امثال سيدتنا فاطمة (عليها السلام ) وأمهات المؤمنين زوجات رسولنا الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مرورا بأسماء لمعت كالخنساء وبنت الازور وأم عمارة .. وغيرهن كثيرات .ولم يخلُ طريق الصحافة من شموع أنارت الطريق لكثيرين وسماؤها لم تخلو من نجوم افلت مرغمة حبا بالكلمة الصادقة ..إن مزاولة العمل الصحفي في ظل ظروف كالتي يمر بها العراق بات أمرا خطيرا .. فالكلمة سلاح لا يؤمن جانبه وصاحبها جندي في ساحته .. وبالتأكيد لم ولن ننسى أمسنا القريب حين قدمت المرأة الصحفية مشاعل نور قربانا للكلمة المقاتلة تمثلت بالزميلات الشهيدات هند إسماعيل وميسون عبد الحافظ والشهيدة أطوار بهجت وغيرهن كثيرات رحمهن الله جميعا واللاتي سيبقين أعلاماً من أعلام الصحافة الحرة .إن مسيرة المرأة حققت عبر سنوات عمرها المليئة بالكفاح والإنجاز - رغم كل الإعاقات - نضجا وصعودا أفقيا وعموديا مكنها من ترسيخ قاعدة عريضة بحيث لم يعد بالإمكان تجاهل دورها في عملية البناء والنهوض , وعلينا أن لا ننسى أن البحث عن الحقوق والسعي لتحقيقها يجب أن لا يتقاطع مع الثوابت الأساسية الموجودة في الأديان والأعراف التي فطر عليها المجتمع .لنكسر حاجز الصمت ونرقَ لمستوى المسؤولية الحقة التي تضع على كاهلنا العزم الجاد والسعي الحقيقي لإيجاد مستقبل أفضل في هذه المرحلة من تاريخ البلاد السياسي وعلى أمل أن يكون دور المرأة دافعا لتحويلها إلى قوة فاعلة لا رقما في لائحة انتخابية أو نسبة من نسب المحاصصة .وليس مهما أن نضع هيكلية أو منهجية عمل في أطر وأهداف منمقة إذا لم نتخذ السبل والآليات الكفيلة بتفعيلها , إذ يكفينا ما رفع من شعارات آلت إلى إعاقة المسيرة الإعلامية على المنحيين السمعي والمرئي والإجحاف بحق الإعلاميين وبالذات المرأة الصحفية , ولا نجهل تقصير المرأة بحق نفسها حين آثرت العمل في ظل الرجل أحايين كثيرة .وبالتأكيد فان الهدف لن يتحقق إذا لم يلحق به إيمان أكيد بعمق القضية ومشروعية ما نطمح إليه وإذا لم تتظافر الجهود لدعم مشروعية دور المرأة الإعلامية في الاتجاهين الإنساني والفكري على اختلاف التوجهات والأيديولوجيات والعمل على إنشاء مجتمع متكامل ومتجانس .والآن آن للأبواب الموصدة أن تفتح وأن تنطلق من خلالها الإبداعات التي ظلت عقوداً قابعة خلف الكواليس تحث خطاها نحو أمل مفقود .. آن لعوده أن ينتصب ولصوته أن يجهر . [c1][email protected][/c]
|
فكر
المرأة الاعلامية .. بين المتاح والمفروض
أخبار متعلقة