[c1]طارق الخميسي[/c] الانتخابات والتصويت والاقتراع معناه واحد، يقصد بها إدلاء الناخب بصوته في أية انتخابات عامة أو استفتاء عام وتعد أهم مظاهر الديمقراطية والوسيلة المفضلة التي يعبر بها الشعب عن اختيار ممثليه في المجالس ورئاسة الجمهورية ويحق لكل مواطن أو مواطنة قيد اسمه في جدول الناخبين ممارسة الاقتراع ما دام يحمل وثيقته الرسمية التي تنحصر في البطاقة الانتخابية أو الشخصية أو العسكرية أو جواز سفر (حسب لائحة قانون الانتخابات) وبناءً على ذلك لا يجوز إثبات شخصية الناخب لممارسة حقه في الاقتراع بغير هذه الوثائق وأيضاً لا يجوز التعريف بالناخب في يوم الاقتراع على خلاف ما كان في مرحلة القيد والتسجيل ولا يمكن للناخب أن يدلي بصوته في غير موطنه الانتخابي الذي سجل فيه اسمه بمعنى أنّه لا يجوز أن يمارس حق الانتخاب إلا في المركز الانتخابي الذي سجل اسمه.[c1]بتصرف من كتاب (حقوقنا الانتخابية)(نظرة نحو الانتخابات)[/c]المواسم الانتخابية في كل دول العالم المتحضر والطامحة للتطور نحو الأفضل تعد فرصة تاريخية ومناسبة وطنية تتيح للقوى الحية من الأحزاب السياسية والشخصيات الاجتماعية تقييم نشاطها وبرامجها وخطابها ومدى حضورها الشعبي من أجل التحسن والتطور من خلال الحصول على معطيات واقعية ميدانية ومن أجل ذلك لابد أن تتم عملية الحصول عليها في أجواء طبيعية سليمة بعيداً عن استخدام وسائل العنف وحمل السلاح. غير أنّ أمامك الانتخابات من يحاول أن يهيئ الأجواء لارتكاب أخطاء وخطايا بحق نفسه وشعبه ووطنه باستباق الأحداث بتعبئة أفراد وقطاعات شعبية في وطننا الغالي ضد بعض الأفراد والصحافة بشكل خاطئ ومغلوط ومع قرب الاستحقاق الانتخابي تشهد الساحة السياسية في بلادنا تحركات مريبة يقوم بها بعض القيادات الحزبية لتعبئة أفرادهم وأتباعهم ضد كل من لا ينتمي إلى حزبهم وإلصاق شتى التهم وتصوير العملية الانتخابية كما لو أنّها ساحة حرب عسكرية وما تحمله هذه الصورة من تداعيات مخيفة ترتبط بالدمار والخراب والقتل والضحايا والدموع.. بينما الانتخابات ليست معركة عسكرية بل أنّها وسيلة حضارية يتنافس فيها أبناء الوطن الواحد ببرامجهم وخططهم لبناء مستقبل أفضل.العقلاء والمحبون للوطن والطامحون إلى مستقبل أفضل ينظرون إلى الموسم الانتخابي كمحطة تتبارى فيها القوى السياسية والشخصيات الاجتماعية المستقلة ببرامجها ورؤاها لإصلاح أوضاع البلاد والعباد وتحسين مستوى معيشتهم وتسمح للمرشحين الاطلاع عن كثب على معاناة الشعب والاستماع إلى همومه لكن للأسف فإنّ ثمة أشخاص لا يريدون أن تكون الانتخابات كذلك وتصر على جعلها محطة رعب وخوف تحمل السلاح تارةً وتزمجر تارةً أخرى دون أن تعي ما تفعل تجاه العملية الديمقراطية وتشويهها وطالما قلنا إنّ اليمن وطن اليمنيين وهي سفينة تحمل كل المواطنين وهؤلاء بمختلف انتماءاتهم السياسية والحزبية والفكرية يتحملون مسؤولية حماية السفينة من الغرق أو حرفها عن مسارها الوطني الثابت نحو الغاية أو الهدف الوطني المتمثل بيمن متقدم ومستقر وأمن ينعم فيه أبناؤه بالكرامة والمساواة والحرية والسلام ولطالما قلنا إنّ الحرص على هذه السفينة يتوقف على الكف عن إتباع أساليب إقصاء الآخرين وتهميش وإلغاء التفكير الوطني والنظرة إلى أبناء الوطن جميعاً باعتبارهم شركاء في عمارته وتقدمه وازدهاره.
وعي انتخابي
أخبار متعلقة