واشنطن /14 أكتوبر/ رويترز:قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يواجه شكوكا في قدرته على تحويل دفة الحرب في أفغانستان إن أهدافه في هذا الصدد متواضعة وقابلة للتحقيق.ويسعى مسؤولون في إدارة أوباما لقياس مدى النجاح في الحرب المستمرة منذ تسعة أعوام قبل عملية مراجعة للإستراتيجية في ديسمبر. ويؤكد الرئيس ومسؤولون آخرون أن أهدافهم هي محاربة تنظيم القاعدة لا بناء ديمقراطية على النمط الأمريكي.وقال أوباما لشبكة (سي.بي.اس) التلفزيونية في مقابلة سجلت الجمعة الماضية وبثت أمس الأول الأحد «لا أحد يعتقد أن أفغانستان ستصبح ديمقراطية على النسق الذي وضعه (توماس) جيفرسون. وما نسعى إلى تحقيقه صعب لكنه هدف متواضع وهو.. لا تسمحوا للإرهابيين بالعمل من هذه المنطقة.. لا تسمحوا لهم بإنشاء معسكرات كبيرة للتدريب وبالتخطيط لتنفيذ هجمات على أرض الولايات المتحدة متمتعين بالحصانة. هذا أمر يمكن تحقيقه».وساهم نشر آلاف الوثائق السرية بموقع ويكيليكس Wikileaks على الانترنت في زيادة الشكوك بخصوص الحرب. وبلغ عدد القتلى في صفوف القوات الأمريكية في يوليو تموز أعلى مستوياته منذ بدأ الصراع عام 2001.وقلل مسؤولون أمريكيون من شأن ما كشفت عنه الوثائق التي نشرها ويكيليكس والتي رسمت صورة قاتمة للحرب التي تقودها الولايات المتحدة وأثارت شكوكا جديدة لدى باكستان الحليفة الوثيقة.لكن مسؤولين بإدارة أوباما قالوا في الوقت نفسه إن إذاعة أسرار عسكرية يمكن أن يؤدي إلى إزهاق أرواح ويضر ثقة الحلفاء بالكشف عن الوسائل الأمريكية في جمع معلومات المخابرات وأسماء أفغان تجري معهم اتصالات.وفي الوقت الذي يسعى فيه محققون إلى توسيع دائرة التحريات بخصوص تسرب الوثائق قال وزير الدفاع روبرت جيتس ان ويكيليكس مذنبة من الناحية الأخلاقية على الأقل في ما يخص نشر المعلومات المسربة.وكان أوبما أعلن في ديسمبر كانون إرسال 30 ألف جندي إضافي ليشاركوا في الحرب. كما قال انه يعتزم البدء في سحب قوات أمريكية من أفغانستان في يوليو تموز عام 2011 إذا توفرت الظروف الملائمة.وتزايد القلق من الحرب بدرجة كبيرة وخاصة بين العديد من أعضاء الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه أوباما.ووافق الكونجرس الأسبوع الماضي على تخصيص أموال لزيادة قوام القوات في أفغانستان لكن تأييد الجمهوريين لقرار التخصيص كان أكبر بين تأييد الديمقراطيين.وأعرب جيتس خلال برنامج بثته شبكة (ايه.بي.سي) التلفزيونية عن غضبه من المنتقدين الذين يقولون إن الولايات المتحدة ليست لديها خطة للفوز في الحرب رغم المراجعة الطويلة التي أجراها أوباما للاتستراتيجية العام الماضي والتي انتهت بقرار زيادة قوام القوات.وأوضح جيتس أن الهدف هو وقف قوة دفع مقاتلي طالبان وحرمانهم من دخول البلدات والمدن وتعزيز قوات الأمن الأفغانية لتتمكن من الدفاع عن نفسها ومنع تنظيم القاعدة من العودة إلى البلاد.وأضاف “أعتقد أن استراتيجية الرئيس بالغة الوضوح. لو لم أعتقد أن إتمام المهمة في أفغانستان أمر مهم لامننا القومي كنت سأسحبهم (الجنود الأمريكيين) كلهم اليوم لأنني اضطر إلى توقيع خطابات للأسر عندما تفقد أحد أفرادها.”وأضاف أن قضية ويكيليكس تشمل “مجالين للإدانة” أولهما “انتهاك للقانون... وهناك أيضا اتهام أخلاقي أعتقد أن الحكم فيه هو الادانة لويكيليكس. لقد نشروا ذلك دون مراعاة من أي نوع للعواقب.”ويقول مسؤولون أمريكيون إن التحقيق في واقعة تسرب الوثائق يركز على برادلي مانينج الذي كان يعمل محللا للمعلومات في الجيش الأمريكي بالعراق. ووضع مانينج بالفعل قيد الاحتجاز ووجه إليه اتهام بتسريب شريط مصور سري لهجوم نفذته طائرة هليكوبتر عام 2007 وقتل فيه عشرات الأشخاص في العراق منهم صحفيان من رويترز.وأضاف ادريان لامو الذي أبلغ السلطات عن مانينج هذا العام بعد أن تلقى منه رسائل تجرمه فيما يبدو في تصريحات لرويترز انه يعتقد أن المحققين الأمريكيين يتحرون أيضا عن أشخاص مقربين من مانينج تربطهم صلات بويكيليكس.