يبدأ اليوم بحضور مئات الإعلاميين العرب والأجانب من 38 دولة من بينهم يمنيون
إحياءً لتقليد سنوي تقيم وزارة السياحة السورية وللعام السابع على التوالي خلال الفترة ( 10 - 15 ) أكتوبر الجاري 2008م مهرجان (طريق الحرير) وبحضور مئات الإعلاميين العرب والأجانب من بينهم يمنيين وبمشاركة فرق فنية فلكلورية عربية وعالمية ويتضمن المهرجان فعاليات سياحية وثقافية عديدة تجسد تلاقي القوافل في سورية بالإضافة إلى العديد من العروض الفنية والثقافية والتراثية من الشرق والغرب ومعارض متنوعة .ويتضمن برنامج مهرجان طريق الحرير السابع هذا العام 2008م زيارة أكثر من سبع مدن سورية وستكون محطة القوافل الأولى في دمشق وريفها وتتضمن زيارة المتحف الوطني والاطلاع على محتوياته ثم جولة سياحية إلى معلولا، قبل أن يقام حفل الافتتاح الرسمي للمهرجان في قلعة دمشق مساء اليوم الجمعة.وتتضمن الفعاليات افتتاح معرض الصناعات اليدوية لدول طريق الحرير في التكية السليمانية بدمشق، وجولة إعلامية للمشاركين من 38 دولة عربية وأجنبية في دمشق القديمة.وستنقل الفعاليات إلى مدينة تدمر لزيارة واحة تدمر والمنطقة الأثرية ثم مدينة الرقة والتي تبدأ بزيارة الرصافة وزيارة محمية الثورة وقلعة جعبر وحضور أمسية وعرس فراتي.وفي اليوم التالي يبدأ وصول قوافل طريق الحرير إلى مدينة حلب لتقوم بجولة في أسواقها القديمة ويليها مهرجان المأكولات في خان الشونة ثم تقام أمسية موسيقية في قلعة حلب، ثم التوجه إلى مدينة اللاذقية واستكمال قوافل الإعلاميين لزيارة قلعة سمعان وصلاح الدين.وبعد ذلك تصل القوافل إلى مدينة جبلة حيث يقام حفل الختام والانطلاق إلى أفاميا عن طريق سهل الغاب والتوجه إلى حماه.يذكر أن مهرجان طريق الحرير الذي تنظمه وزارة السياحة السورية سنوياً منذ العام 2002م يعد تظاهرة سياحية كبيرة يدعى إليها مئات الإعلاميين من مختلف بلدان العالم ويهدف تعريفهم بالواقع السياحي في سورية وما تمتاز به السياحة السورية من عوامل جذب ثقافية ودينية وحضارية وأثرية وطبيعية ومناخية . هذا وكان وزير السياحة السوري الدكتور سعد الله آغة القلعة قد أوضح في مناسبات سابقة مماثلة أن وزارة السياحة قد رغبت عبر إقامتها مهرجان طريق الحرير بان تستعيد تقاليد ذلك التفاعل الخلاق بين الأمم والحضارات، الذي كانت سورية مركزَه ومحوره، في مواقعه التاريخية الأصلية، في وقت تبرز فيه حاجة العالم للحوار، مستفيدة من اللقاء مع شعوب العالم، لإبراز الصورة الحضارية الحقيقية لسورية وللمنطقة العربية، بما يدفع عن تلك الصورة كل ما يستهدفها، في سعي لكي تتحول المجموعات السياحية لتكون قوافل طريق الحرير المعاصر، وتتحول السياحة لتكون أهم أدوات حوار الحضارات وتمازجها وتشاركها في بناء مستقبل عالم متوازن وآمن. وأشار إلي أن المهرجان قد حقق في الأعوام السابقة نجاحاً كبيراً في إبراز مكانة سوريا التي كانت محطة رئيسية تلتقي فيها قوافل طريق الحرير الذي يعتبر من أهم الطرق التجارية في التاريخ القديم وشكل جسراً للتعاون بين الشرق والغرب ومحوراً للتفاعلات التجارية والثقافية والإنسانية والحضارية والدينية والعلمية.وقال إن وزارة السياحة السورية ، قد هدفت من إطلاقها مهرجان طريق الحرير أن تطرح أمام العالم ممثلاً بإعلامييه القادمين ، الكيفية التي استطاع من خلالها العالم القديم أن يتجاوز صراعاته ، من خلال ذلك التفاعل الخلاق بين الحضارات ، الذي كانت سورية ، بحكم موقعها الجغرافي في قلب العالم القديم ، مركزَه ومحوره ، منذ أن اتجهت أنظار العالم إليها لتتلاقى على أرضها وتتبادل البضائع والأفكار.مشيراً إلي أن فكرة مهرجان طريق الحرير كانت قد ولدت في عام 2002 من تضافر ثلاثة عناصر شكلت الرؤية الجديدة للسياحة التي اعتمدتها الحكومة في ذلك العام لتكون دعامة أساسية للاقتصاد الوطني وجسراً للحوار بين الشعوب ، ومحركاً من محركات التنمية الإقليمية . أولاً .. دور سورية التاريخي كمهد للحضارات والأديان، و الجغرافي كقلب للعالم القديم ، في احتضان التلاقي والحوار بين شعوب الشرق والغرب . ثانياً .. الوضع المستجد في العالم الحديث بعد أحداث الحادي عشر من أيلول لعام 2001 . ثالثاً .. حيث شهد العالم نشوء تغيرات مفصلية واضحة ، أدت إلى تشابك خطير في العلاقات بين الثقافات والشعوب ، لابد من أن تسعى السياحة كأداة تواصل وحوار بين الشعوب ، إلى أن تعيده إلى مساراته الآمنة.موضحاً أن قوافل التجارة في العالم القديم قد كانت مدناً متحركة ، تزخر بكل أشكال النشاط الإنساني ، تنطلق من الصين في أقصى شرق العالم براً عبر آسيا ، وتنضم إليها على الطريق شعوب متعددة، تسلك طرقاً ثلاثة مختلفة ، فتقضي ثلاث سنوات لتتلاقى في تدمر السورية ، مع القوافل البحرية المنطلقة من اليابان عبر المحيط ، صعوداً في الخليج ، فالفرات ، وانعطافاً قبالة تدمر ، ثم تتوزع تلك القوافل جميعها باتجاه الشمال الغربي نحو حلب ، لتلتقي فيها مع القوافل الأوربية القادمة عبر البر ، وباتجاه الغرب لتلتقي في اللاذقية وطرطوس مع القوافل الأوربية القادمة عبر طريق البحر المتوسط ، وباتجاه الجنوب الغربي لتلتقي في دمشق مع القوافل القادمة من مصر والدول العربية في شمال أفريقيا ، وباتجاه الجنوب لتلتقي في بصرى مع قوافل الشتاء و الصيف القادمة من الجزيرة العربية ، مما جعل سورية الدولة الوحيدة في العالم التي لا تعبرها قوافل طرق الحرير ، بل تلتقي على أرضها قادمة من أربعة أركان العالم ، تحط في الخانات والأسواق الظليلة، تحمل معها تراثها وحضارتها وإنتاج بلادها وخلاصة فكرها وتقاليدها.. فتتبادلها .. وهو ما هيأ سورية لتكون ومنذ فجر التاريخ موئلاً لأهم أشكال الحوار العالمي عبر التاريخ، ما أكسب شعبها استمرارية الإبداع ، و تقاليد الضيافة، وحرارة المحبة ، وكرم العيش في انسجام وأمان وسلام.وقال متسائلاً : فلماذا لا نبرز هذا الواقع للعالم.. كنموذج مقاوم لنماذج التطرف التي تطبق نظرية صراع الحضارات الطارئة ، التي كانت لا تعدو أن تكون نظرية تشاؤمية مثل كل النظريات التي تولد وتموت دون أن يسمع بها أحد ، ثم تحولت إلى واقع يجسد صراعاً مريراً بين منتسبين إلى حضارات مختلفة، ما انفك يزداد حضوراً يوماً بعد يوم ، مؤدياً إلى بروز عالم جديد .. يستهدف فيه كل طرف أطرافاً أخرى ، باسم حضارة ما هي منه براء ، في سعي واضح إلى السيطرة على العالم ..؟وكان السؤال : هل نستطيع اليوم أن نستعيد تقاليد تلك المثاقفة الحضارية التي كانت سورية موئلها ، في وقت تبرز فيه حاجة العالم للحوار بين الحضارات ، كخيار إنساني يناقض بشاعة الخيارات الأخرى المعتمدة على صراع الشعوب وتفتيتها وتحويلها إلى مجتمعات معزولة وهامشية ؟ هل نستطيع من خلال الحوار مع الإعلاميين القادمين إلينا بمناسبة المهرجان من مختلف دول العالم ، والمنتقلين من خلال فعاليات المهرجان عبر أرجاء الوطن ، إبراز الصورة الحضارية الحقيقية لسورية وللمنطقة العربية ، بما يدفع عن تلك الصورة كل ما يستهدفها ..؟هل نستطيع من خلال السياحة أن نسهم في معالجة الصور والأفكار الخاطئة عن عالمنا العربي والإسلامي ؟ كيف نستفيد من رغبة الغرب المستجدة في فهم حضارتنا المستهدفة ، لكي نقدم السياحة كحامل حضاري للتواصل المباشر؟ بما يكفل أن يصبح الإعلاميون و السياح العائدون إلى بلادهم ، منارات لواقع عرفوه وعاشوه.هل يمكن أن تكون المجموعات السياحية بمختلف أطيافها قوافل طريق الحرير المعاصر ، متجاوزة إشكالية الحوار عن بعد ، بحيث تكون السياحة السبيل الأهم لتحقيق التواصل بين الشعوب بما يكفل تمازجها وتشاركها في بناء مستقبل عالم متوازن وآمن ؟وأ كد أن وزارته قد عملت ومنذ انطلاق المهرجان ، على تجسيد اللقاء بين القوافل كما كان ، في إطار فني تميزت به الدراما السورية وأبدعت ، فكما تابعنا في مهرجان عام 2002 وصول القوافل الآسيوية إلى تدمر واستقبال الملكة زنوبيا لها ، ثم الاحتفال أمام قلعة حلب في مهرجان عام 2003 بتوقيع أول معاهدة تجارية بين مدينتي حلب و البندقية منذ ثمانمائة عام ، ثم وصول القوافل التجارية البحرية الأوربية العابرة للبحر المتوسط في الفترة الفينيقية إلى طرطوس في عام 2004 ، ومثلما قدمنا في دمشق عام 2005 ، أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ ، مشاهد متتالية في رحلة عبر الزمان، تبرز لحظات مشهودة من حياة دمشق ، كانت الرحلة واللقاء أساسها وجوهرها ،ثم قدمنا في قلعة دمشق في عام 2006 مشاهد ومن خلال فرقة سورية واحدة ، ترسم كيف كانت سورية الشام ، من خلال سندبادها ، تجتذب الشعوب من مختلف أصقاع العالم إليها ، مبرزين قدرة الفنان السوري على تجسيد فنون العالم المتنوعة ، وفي عام 2007 جسدنا في بصرى ودمشق وجبلة وحلب وتدمر ومن خلال الاحتفاليات التي قدمناها ، الحوار الفني بين فنانين سوريين و فنانين ضيوفِ قدموا من مختلف أنحاء العالم ، ليتلاقوا في أعمال مشتركة ، تبرز أسلوب الحوار الفني كما كان ، وتعكس أهمية الفن كلغة عالمية واحدة للإبداع والتفاهم. كما عملت وزارة السياحة وبشكل مواز على تجسيد الرؤية الجديدة للسياحة حيث تطور عدد السياح بشكل ملحوظ في السنوات الماضية يجذبهم منتج سياحي سوري ، مثير للخيال ، معبر عن سحر الشرق ، ومحقق لمواصفات الجودة الدولية ، فيما جسدت ملتقيات سوق الاستثمار السياحي ، التي تعقد كل عام ، استجابة قطاع الاستثمار السياحي لمتطلبات الزيادة المسجلة في عدد السياح، وانطلقت قوافل الترويج السياحي إلى مختلف أنحاء العالم لتحقق تنامي العرض والطلب بشكل متوازن ولائق بمكانة سورية التاريخية والحضارية.و أوضح أن السياحة في سوريا تعد أحد أهم أعمدة الاقتصاد الوطني وتسهم في التنمية المستدامة وتوازنها في الحفاظ على التراث الوطني ، وأكد أن وزارة السياحة السورية تعمل على تحقيق هوية سياحية متميزة كمقصد سياحي مهم على خارطة المقاصد السياحية العالمية.وحسب تصريحات أخري لمسؤولين في الحكومة السورية فإن الحكومة السورية تولي قطاع السياحة اهتماماً كبيراً وتعتبرها أحدى أهم دعائم عملية التنمية الشاملة في سورية .هذا وتقضي خطة وزارة السياحة السورية بتحفيز مختلف أشكال السياحة الداخلية والبيئية والنهرية والجبلية والشتوية والصحية والدينية والتاريخية وكذلك تحقيق التنمية الاجتماعية للتجمعات السكانية القريبة من المواقع السياحية وتحقيق تنامٍ متوازن بين عدد السياح وحجم الاستثمارات في القطاع السياحي.