رحل ولن يعود
فاطمة رشاد غانم الصالح الفنان الذي رأيناه دوما على الشاشة العربية في عدة ادوار لطالما أضحكنا وأبكانا في الوقت نفسه هاهو يرحل عن دنيانا، ما نعرفه الآن هو انه لن يعود إلينا مرة أخرى ..هاهو يغادرنا وقد ترك لنا الكثير من الأعمال التلفزيونية والمسرحية التي لن ينساها المشاهد العربي .. فلم نكن على قرابة منه إلا من خلال تلك الأدوار التي صرنا نحفظها عن ظهر قلب.. كنا ننتظر مسلسله الذي عرفنا معنى الدراما الخليجية، فالأسماء في تلك الفترة كانت محدودة ولكن ذكر اسم الفنان غانم الصالح هو بحد ذاته كان يمثل الدراما الخليجية آنذاك، لقد جمع الفنان الصالح كثير من الأعمال مع الفنانتين حياة الفهد وسعاد العبدالله وكذلك أسماء خليجية كثيرة كان لها نصيب في الاشتراك بأعمال درامية ومسرحية و قد كان لهم لمساتهم الخاصة في تقديم الأعمال الدرامية التي لطالما كانت ومازالت تعرض على الشاشة العربية التي جعلت من الدراما الخليجية بوابة للقاء الفني. رغم أنه في أعماله الأخيرة كانت تبدو عليه آثار المرض إلا انه ولحبه الشديد للعمل كان يجاهد جسده لكي لايفقده جمهوره في الأعمال الدرامية التي صار المشاهد ينتظرها دوماً ويتساءل متى يظهر غانم الصالح وأعماله الجميلة . كثيرة هي الأعمال التي قدمها كما ارتبط اسمه بالنجمتين سعاد العبدالله وحياة الفهد فانه كان قد قدم أعمالاً فنية مع الفنانة الكبيرة الراحلة مريم الغضبان و مثل اجتماعهما في الدراما الكويتية حالة استثنائية في تلك الفترة فالصالح لم يكن فقط فنان الأدوار المضحكة بل فنان التراجيدية كما رأيناه في احد الأعمال الدرامية في مسلسل (الخراز) الذي قدمه مع الفنانة حياة الفهد كان المسلسل يناقش الكثير من القضايا الأسرية التي صارت محط اهتمامه في الفترة الأخيرة من حياته في الدراما .. لو ظللنا نتحدث عن أعماله وعن أدواره في الكثير من الأعمال الدرامية فإننا لن نعطي هذا الفنان الكبير حقه أمام أعماله الكثيرة. رحل ولن يعود.. كنا ننتظر عودته بعد خروجه من مسلسل (خرج ولم يعد). كنا ننتظره في أعمال أفضل وأفضل ولكنه لم يقف أمام عمل واحد بل تنوع لكي يقدم الأفضلية للمشاهد هكذا عرفه المشاهد وهكذا سيظل اسمه عالقاً محفوراً في ذاكرة المشاهد العربي فلم ينس احدهم مسرحية (باي باي لندن و مسلسلات (خالتي قماشة) و(الخراز) و(ليلة عيد) مسلسله الأخير الذي يعتبر اللقاء الأخير بينه وبين الفنانة حياة الفهد و كان قبل عام قد اجتمع مع الفنانة سعاد العبدالله في مسلسل ( أم البنات).هو رحل ولكن أعماله الجميلة ستبقى دوماً .هانحن نودعه ولكنه لن يعود فقد رحل ولن يعود، ولكن أعماله ستظل شريطاً يعرض أمام ذاكرة المشاهد العربي دوماً.