اقواس
بين وقت وآخر تشهد الصفحة الثقافية قصيدة تتناول موضوعة معينة والشعراء الصحفيون ( قلة ) ومع هذا قلما وجدوا نافذة ادبية مفتوحة القلب كي يطلوا منها بابداعاتهم الشعرية حتى فتحت هذه الصفحة مجالاً للشعر الهادف الغني بمعانيه ومفرداته . وهذا بالطبع ما حاولنا ونحاول في القسم الثقافي خصوصاً ان نفعله وان ندفع الجدل باتجاهه وخير برهان على ذلك الاقلام التي برزت في هذا المجال وفرضت وجودها نصاً وشعراً ونثراً وقصة وما زالت تروى هذه الصفحة بسخاء . قلت ان ندفع الجدل باتجاهه من دون تعصب او استفراد وانما عن قناعة مطلقة بان الحوار المبني على اساس تقديم الفكر الجيد هو غالباً ما نتمناه وليس العكس ولهذا نقوم بين الحين والاخر بنشر قصيدة او نص نثري ونتابع بشغف اراء القراء حوله مهتمين ومتخصصين لان القصيدة لا تكتب لمجرد الكتابة وانما تكتب بحثاً عن قارئ محب للشعر . تكتب بشكل ينفع ولا يضر ولا يقوم على اللعب على الكلام وبالطبع ليس كل القصائد تحمل هذه المعاني وانما اقصد الشعر الذي كلما قرأناه كلما استسلمنا بعد قراءته لقيلولة جميلة نابعة من اصالته او حداثته او كلاسيكيته او واقعيته حتى في سرياليته المهم ان نعمل على تنوير هذا الجانب وإغنائه . وفي كل الحالات كنا وما زلنا نطالب بوضوح القصد .. ربما في كلامي بعض القسوة ولكني لا اقصد التجريح ابداً والله . وان كنا نقرأ الشعر ولكن لا نقرأ النقد الا فيما ندر النقد الذي يسمي الاشياء بمسمياتها من دون مجاملات .. النقد الذي يجعل النقاش مجدياً ومحدداً حول تلك القصيدة او القصة ربما قد تختلف وجهات النظر وقد تتقابل المهم في الامر ان لا تعطل استمرارية الحوار الذي بالتاكيد لن يحجب عنا شيئاً...... من جدوى الشعر او بعضاً من جدوى الكلام بناء على جدلية المد والجزر . وبالطبع من معاناة الكاتب ومعايشته ورؤيته تأتي القصيدة مشحونة بتجارب المدارس الشعرية المختلفة وهناك تباين وتداخل لقراءات وتجارب كثيرة لكن القصيدة التي تقف بإمتياز على طرف الاهتمام بالمعنى بالهدف بالقارئ هي التي تحظي بالاهمية لانها ستكون في متناول الجميع اذن بالتأكيد هي الاكثر قرباً والاقل بعداً والاقدر على تقديم وجهة نظر الشاعر .نهلة عبداله