غضون
* قتل في حضرموت إرهابيون وخلال الأسبوعين الأخيرين تم الإمساك بثلاثين إرهابياً يعملون لمصلحة تنظيم القاعدة الإرهابية هناك، ومن حضرموت صدرت نهاية الأسبوع الماضي أقوى إدانة وأقوى تحذير يصدر في اليمن عن رجال دين كانوا صرحاء في إدانتهم للإرهابيين والتحذير من سلوكم وثقافتهم المدمرة، وهذه الضربة التي وجهت للإرهابيين في حضرموت وأحبطت محاولتهم في القيام بأعمال إرهابية في اليمن والسعودية لا ترجع إلى يقظة سلطات الأمن وحسن تدريب وتسليح الأفراد المكلفين بقمع الأعمال الإرهابية وكشف أوكار الإرهابيين فحسب، بل أن ذلك النجاح تحقق أيضاً بفضل يقظة المواطنين هناك الذين فجعوا بالعملية الانتحارية التي نفذها الإرهابي المشجري في أواخر يوليو، فالمجتمع الهادئ والمسالم والتواق للعمل هناك تولدت لديه رغبة في كشف ظهور الإرهابيين، وعندما توجد هذه الرغبة لدى أقرانهم في مأرب أو أبين وفي غيرهما سوف يتخلص مجتمعنا من هذه الآفة.* إن الإرهابيين ليسوا كالعفاريت التي نسمع عنها ولا نراها، بل بشر مثلنا ولكن منحرفون وهم يعيشون بيننا وعندما نبقي عيوننا مفتوحة سوف نراهم، وفي بعض الأماكن في مأرب وعمران وأبين وشبوة والجوف يعيش بعض الإرهابيين بين الناس ويحظون بحماية نافذين، وهؤلاء الأخيرون هم جزء من المشكلة ويجب أن يساءلوا.. ونحن لا نحرض على القتل والعنف هنا بل ندعو للشراكة الاجتماعية في حماية أنفسنا من الإرهابيين الذين يتفاخرون بقدرتهم على إيذائنا وضرب مصالحنا الاقتصادية وعلاقاتنا مع الأشقاء والأصدقاء.* جرأة الإرهابيين على قتل الأبرياء وضرب المؤسسات والمصالح العامة لا تعود إلى كونهم شجعاناً أو كونهم خلقوا مفطورين على الشر، بل لكونهم قد تشربوا ثقافة القتل ويتمسكون بها كعقيدة، ولهذا السبب يستملحون الوحشية ويبيحون قتل الناس ويبررون لأنفسهم الانتحار وتخريب الأوطان وضرب منافع الناس.. إن الإرهاب مثل الحرب التي تشتعل أولاً في الرأس قبل انتشارها في جبهات القتال، ويجب الاعتراف أن ثقافة التطرف والإرهاب قوية الجبروت وغير قابلة للمراجعة، فلاحظوا أن معظم رجال الدين المعتدلين يقولون إن قتل الأبرياء حرام فيأتي شاب غرير يرد على هؤلاء الرجال أو العلماء ولا يتأثر بما يسوقونه من أدلة وحجج وآيات وأحاديث.. ولاحظوا أن أسلوب الحوار مع الإرهابيين الذين كنا نتفاخر به قد فشل فشلاً ذريعاً.