ثمة من التلويحات والتهديد العلني يطلقها بعض زعماء أحزاب (اللقاء المشترك) للمعارضة في تصريحات صحفية نارية حول موقفهم من الانتخابات بعد أن أعلنوا قرار المقاطعة للاستحقاقات الدستورية لانتخابات مجلس النواب القادم.. فبعد أن كانت خياراتهم باللجوء إلى النزول إلى الشارع وتحريكه لإفساد العملية الانتخابية كشفوا في تصعيدهم أخيراً باستخدام أدوات أسوأ وأخطر وهي أعمال العنف التي يجرمها القانون والدستور والقيم الدينية السامية وبهذه التصريحات الوقحة دخل (المشترك) في المربع الخطير وكشف عن قناعه الزائف وسقوطه المدوي إلى الدرك الأسفل. الثابت أن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم الذي خاض حوارات طويلة ومنذ وقت مبكر مع قادة أحزب (المشترك) للمعارضة وكان قد وقع معها اتفاقات تنصل الأخير عنها في اللحظات الأخيرة الحاسمة وزاد التنازلات التي قدمها (المؤتمر) وهي بالجملة لصالح (المشترك) وتدخل فخامة الرئيس في رعاية بعض تلك الحوارات بغية الوصول إلى توقيع الوفاق السياسي وتصفية الملعب بين الأطراف في العملية السياسية لخوض الاستحقاقات الديمقراطية التنافسية ألا أن (المشترك) كان قد عقد النية والعزم على قرار المقاطعة هروباً من النتائج وإدراكاً منه بافتقاده للقاعدة الجماهيرية التي يتكئ عليها للحصول على مقاعد برلمانية تحفظ له ماء الوجه وبذلك ظل يبتز (المؤتمر) بشكل لا يليق بهذا التجمع السياسي الذي الملأ خطابه الإعلامي المدعوم بوعكة الفشل نظراً كما قلنا لافتقاده للقاعدة الشعبية التي اقتنعت بأن هؤلاء ليس لديهم القدرة والكفاءة على تمثيلها وتبني مصالحها والالتزام والوفاء بكل ما يقولونه بعد أن جربتهم على واقع الأرض طوال الـ 19 عاماً من عمر الوحدة المباركة والتعددية السياسية والمسيرة الديمقراطية وكشفت عن مشاريعهم الصغيرة. لعل حقيقة ما نقوله عن هروب (المشترك) عن المشاركة في العملية الانتخابية ما كشف عنه احد الأعضاء القياديين فيه وهو الأخ/ محمد المقالح في مقالته الأخيرة بصحيفة حزبه (الثوري) والذي حمل أحزاب (المشترك) مسؤولية رفضها الالتزام بالاتفاقات السابقة وتنصلها عن جميع المبادرات التي كانت قد أفضت عنها حواراتها مع الحاكم ومثل هذا الموقف عدم جديتها في دخول الانتخابات. أما السياسي المخضرم والقيادي الاشتراكي المعروف الأستاذ/ انيس حسن يحيى فقد وصف تصريحات قيادات ( المشترك ) بعدم خوض الانتخابات البرلمانية بـ ( النزقة ) معتبراً أن هذه التصريحات تهرب من إصدار القرار بشأنها .. وهاجم في الوقت ذاته ( أنيس حسن يحيى ) من يرفضون الانتخابات والتشاور والحوار .. بمن فيهم حزبه الاشتراكي .. وقال لولا غياب الحوار في الاشتراكي واستبداله بالحس التآمري لما خسرنا الرئيس ( سالمين ). الأرجح أن هذه المواقف العقلانية الشجاعة التي تأتي من داخل (المشترك) والحزب الاشتراكي بالذات لم يصغ لها ولم يلتفت إليها الاشتراكيون و(المشترك) رغم انها جاءت من قيادات تاريخية مجربة ومعاصرة بحجم الأستاذ المناضل أنيس حسن يحيى واتخذ (المشترك) قراراته وعزمه المستميت من النزول إلى الشارع إلى اللجوء لممارسة أعمال العنف حتى وهو يدرك بفعل همجي كهذا .. لكنها لغة المأزومين.. وديمقراطية العنف المشترك. بقي في الختام أن ندعو جماهير شعبنا الواعية استقبال الحدث الديمقراطي الانتخابي بروح ديمقراطية واعية وممارسة حقهم الدستوري في المشاركة كمرشحين وناخبين وفي إدارة العملية الانتخابية والتمسك بحرية ونزاهة الانتخابات والاحتكام لنتائج الصندوق وهذه هي الإرادة الصلبة والقوية للشعوب لتحقيق تطلعاتها نحو البناء والتنمية والرقي .. وبذلك التفاعل الشعبي خسر المشترك الرهان وسقطت أوراقه.
|
مقالات
الانتخابات و (المشترك)
أخبار متعلقة