الزواج المبكر من وجهة نظر المجتمع
استطلاع / طارق الخميسيالزواج المبكر مشكلة يدركها الجميع صغاراً وكبار لما له من آثار ضارة بالأسرة والمجتمع،وله انعكاسات سلبية من الناحية الصحية والنفسية والاقتصادية صحيفة 14 أكتوبرالتقت ببعض أفراد المجتمع لمعرفة أضرار هذا الزواج الذي يشكو الناس منهالمهندس/علي محمد مرحب تحدث قائلاً:يقصد بالزواج المبكر الزواج الذي عادة ما يكون في سن مبكرة أي في عمر ما بين14-16سنة. إن الشباب أو الشابات في هذا العمر يعتبرون في سن المراهقة ولا يدرك كل منهم حجم المسؤولية ومستواها وما يترتب على هذا الزواج من أمور ولا تزال أفكارهم غير ناضجة وليس هناك أي مشاعر وأحاسيس من قبل الشاب والشابة بالحياة الزوجية أو العشرة الزوجية إن صح التعبير كون نظرتهما إلى الحياة لا تزال قاصرة عند هذا السن أو العمر. فالزواج المبكر لا يعني الامتناع عن الزواج أو الانتظار إلى سنوات قادمة ولكن يجب أن يكون لدى الشخص التصورات الكاملة عن هذا الزواج وما يترتب عليه من سلبيات ومشاكل والتي عادة ما تظهر بعد هذا النوع من الزواج بفترة ليست بعيدة أو أنها،أي السلبيات،والمشاكل الزوجية قد تدوم مع الطرفين وربما ينتهي الأمر إلى فشل الحياة الزوجية أو إلى تفاقم المشاكل لتؤدي إلى الجريمة أو القتل لا سمح الله.وللزواج المبكر آثار سلبية وايجابية فقد يكون هذا الزواج ناجحا ولكن سلبياته أكثر من إيجابياته ويمكن القول إن نسبة كبيرة اجتماعية من المجتمع اليمني ينطبق عليها هذا الأمر،ولكن لو تأملنا أن هذه الشريحة تعيش بدون حياة زوجية مستقرة وربما تعيش حياة زوجية فاشلة سببها الرئيسي الزواج المبكر وإذا ما ركزنا على أهم سلبيات الزواج المبكر نجد أنه دائما ينتهي بالفشل والمفارقة لأنه قد يكون تزوج بناءاً على طلب الأباء وعقدوا لهما منذ أن كانا صغيرين أي أنه زواج مفروض لا وجود للعاطفة بينهما والزواج المبكر حتى وإن استمر تصاحبه الكثير من المشاكل والعقد خصوصاً بعد مرور فترة من عمر الزواج،حيث يشعر كل طرف أنه فرض عليه واللذان ينظران كلا إلى الأخر بعدم الاهتمام والرضا بمعنى اخر أن الشعور والإحساس من جانب طرف نحو الطرف الاخر لم يعد له أي وجود وان كان منافيا للحقيقة فيصبح تباعد وجفاء بين الطرفين.أيضا ينتج عن الزواج المبكر أسرة غير مترابطة أو غير متفاهمة في حالة استمرار هذا الزواج والسبب يعود إلى عدم وجود النضج الكامل والعقلانية من الزوج أو الزوجة واللامسؤولية في بناء أسرة عريقة قوية واعني أن الأولاد لا يجدون من يهتم بهم ويربيهم تربية حسنة وذلك لان الزوجين لا يدركان معنى المسؤولية للطرفين وتحقيق هدف منشود وإرضاء غريزة عاطفية فحسب.قد يكون الرجل في سن أو عمر متقدم وتكون المرأة في سن مبكر وقد تم هذا الزواج لغرض مادي أو نحو ذلك وبالتالي تظهر سلبيات بعد الزواج لعدم وجود تفاهم بين المتزوجين،أو اختلاف التفكير أو وجود فارق العمر وربما إن المرأة المتزوجة في سن مبكر أرغمت وبالتالي لا تدرك معنى الحياة الزوجية فيما بعد،وقد يكون العكس تماماً بالنسبة إلى الرجل الذي يتزوج مبكرا بامرأة تكبره سنا كما أن المرأة أو البنت عندما تتزوج في سن مبكر لا تكون مطمئنة للحياة وتواجه العديد من الضغوط النفسية والاجتماعية وغالباً ما تكون مزاجية عصبية،تشعر بأنها قد اقترفت ذنبا أو أنها إنسانة ساذجة كونها تزوجت في سن صغير وتكون الأمور عيبا بالنسبة لها وهي في هذا العمر،وإنها لا تعي معنى تكوين أسرة وليس لها أي نظرة لبناء المجتمع والذي أساسه هو الأسرة بمعنى آخرأن النضره لدىالرجل والمرأة اللذان يتزوجان في سن مبكر تكون قاصرة بالنسبة إلى بناء الأسرة والمجتمع ولكن يبقى الزواج المبكر بعض ايجابياته بالنسبة إلى الشاب والشابة لأنه يعمل على تحصينهما وحمايتهما من الانحراف والانحطاط الأخلاقي والسلوك غير السوي وبالتالي يعتبر هذا الزواج حصانه للشخص وربما هذا النوع من الزواج له فوائد في مواجهة أعباء الحياة الزوجية ومشاكلها فيما بعد الزواج يولد معه التحدي والصمود والقدرة وتحمل المشاقة ومتطلبات الحياة الزوجية بحيث يكون لدى الرجل إرادة قوية مكتسبة ولا يضعف أمام الظروف الصعبة مهما كان الأمر وهذا قلما يوجد عند الأشخاص الذين تربوا في بيئه أو ظروف قاسية..ويمكن القول أن من فوائد الزواج المبكر أن الأبناء يعيشون في سن وعمر كافي لمساعدة والديهما حتى يصبحوا كبارآ ولا يمكن الخوف عليهم من عثرات العمر بالزمن.[c1]الزواج المبكرمشكلة تؤرق المجتمع [/c]وتحدثت الأخت/سلوى محمد علي الشاش قائلة:إن الزواج سكن ومودة ورحمة لتكوين أسرة مستقرة موحدة وإن الزواج من سنن الله سبحانه في الكون لديمومة الحياة واستمرارها إلى ما شاء الله ولكن الزواج المبكر الذي يعني أن الإنسان غير مهيئ جسمياً وعقلياً...الخ غير مكتمل النضوج ويحدد العمر ما تحت سن الثمانية عشر من العمر، إن الزواج المبكر مشكلة اجتماعية كبيرة تؤرق المجتمع ويؤدي إلى الكثير من المشاكل الاجتماعية والنفسية وهو من أهم الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع نسبة الطلاق في المجتمع ويؤدي إلى كثير من المشاكل الاجتماعية والنفسية ويؤدي كذلك إلى انحراف الأبناء وضياعهم ويعتبرون ضحايا الزواج المبكر كما أنه يعتبر أهم العوامل المؤثرة على خلق أسرة متذبذبة لعدم قدرة الزوجين على تربية الأبناء بشكل صحيح فيكونون عبئاً على المجتمع بل على أسرهم وأنفسهم مما يؤدي إلى تخلف وعدم نمو المجتمع وينتج عن الزواج المبكر الصراع بين العائلات وذلك لعدم تحمل الزوج أو الزوجة كلا منهما الاخر ولا يستطيعا نحل مشاكلهما بل يلجئون إلى الآباء عقلياً وجسمياً وذلك لعدم وجود الاستقرار النفسي في الأسرة والأهم من هذا أو ذاك ضياع العمر في المشاحنات والمشاكل التي لا تنتهي والعمر الذي لا يتكرر دون أن نحقق فائدة في ديننا ودنيانا.[c1]لماذا يزوجونهم في سن مبكرة[/c]إن من أهم الأسباب التي تدفع الآباء إلى تزويج بناتهم أو أبنائهم في سن مبكر الغريزة الموجودة بداخل النفس البشرية والمتمثلة في الطمع المادي فيكون أولادهم مجرد سلعة تباع دون التفكير في مستقبلهم الذي هو أغلى ما في الحياة كذلك من الدوافع العادات والتقاليد التي تقضي إلى تزويج الأبناء في سن مبكر خصوصاً الفتاة التي تغلب على أمرها ويتم تزويجها في سن غير مناسب لها وهي ليست قادرة على تحمل هذه المسئولية لأن سنها غير مهيأ إلى الإنجاب وتربية الأبناء ومن الدوافع أيضاً التخلف الذي هو مشكلة بحد ذاتها واعني تخلف الآباء الذي يدفعهم دفعة قوية لعدم فهمهم بأن الحياة تتغير وليس بالضرورة أن يعيش الأبناء مثلما عاشوا هم،وكذلك يصبح الزواج المبكر حجرة عثرة بوجه الفتاة فيمنعها من التعليم نهائيا أو يتم إخراجهم من المدرسة في وقت مبكر من حياتها وبذلك تكون هي متخلفة غير متعلمة وتؤثر سلباً على المجتمع وبالتالي تفشل في حياتها الزوجية هذه العوامل وغيرها تساعد على تخلف المجتمع وعدم ربط الماضي بالحاضر في هذه النقطة المهمة التي لها مضار جسيمة ونفسية اللتان تؤثران على المرأة في هذه المرحلة المبكرة غير مهيأة جسميا وما يزال أعضاء جسمها في طور النمو والإنجاب في هذه المرحلة قد يفقدها حياتها أو نموها بشكل صحيح وهو عامل مهم في ارتفاع نسبة الوفيات عند الولادة أضف إلى ذلك المضاعفات اللاحقة التي تضر بصحتها وصحة جنينها وأهم من ذلك المضار النفسية حيث تصاب المرأة بالاكتئاب النفسي بسبب ظروف الحياة الجديدة التي لا تستطيع تحمل ما فيها من صعوبات لأنها لا تملك الخبرة في كيفية التعامل مع الحياة التي مازالت تعيش هي نفسها عمر الطفولة...لذا علينا بقدر الإمكان أن نتجنب الزواج والإنجاب المبكر لما فيه من خطورة اجتماعية كبيرة وأن نحكم عقولنا في هذه المسألة لكي نتجنب ويلاته قبل أن نندم عندما لا ينفع الندم لأن ا لزواج كيان اجتماعي واسري يجب أن يكون متكافئ. [c1]وعلى النقيض[/c]وعلى الطرف الأخر تكلم الأخ/ عبد السلام مقبل الربادي بقوله:إن الزواج نعمة من نعم الله سبحانه أنعم بها على البشر جميعا لما تكتنفه تلك العلاقة من المودة والرحمة والألفة بين الزوجين وتكوين أسرة حفاظا على النسل البشري من الانقراض وقد جسدت تلك العلاقة الزوجية جميع الشرائع من عهد (أبينا أدم) إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها لذلك فإن الزواج المبكر ليس فيه مكروها لأن فيه للجنسين الذكر والأنثى العفة والطهر والنقاء من الرذائل التي تقع فيها المجتمعات التي تشرع في قوانينها وتحرم هذا النوع من الزواج.ما يساعد على نشر الرذيلة كم يحصل في المجتمعات الغربية والشرقية التي لا تدين بالشريعة الإسلامية.والزواج المبكر فوائد منها التمتع الجنسي لدى الذكر والأنثى في الوقت الذي يكون فيه تكاثر ألبائه قوية ومتهيج بسبب النمو الخلوي والجنسي للطرفين كذلك من ناحية الإنجاب نتيجة الزواج المبكر يكون له محاسن حيث يستطيع الذكر أو الأنثى تربية أطفالهما وإعالتهم لأنهما في مرحلة الشباب والحيوية ويكونان في مرحلة التحكم بأفراد أسرتهما على العطاء...وله أيضا مساوئ فقد تكون لا تذكر مقارنة بايجابية التي تحصن المجتمعات الرذيلة وتحفظ النسل البشري من الانقراض وتحمي المجتمعات من الأمراض التي تظهر بسبب تأخر الزواج كما هو الحال في المجتمعات سالفة الذكر.ولذلك أنا أرى أن الزواج المبكر هو الوسيلة الوحيدة لحماية المجتمعات من الانغماس في العلاقات غير الشرعية وبالتالي فإنها تعمل على حفظ الأنساب والأعراق والنسل الطيب...[c1]الأطفال لا تتحمل المسؤولية [/c]وتحدث الأخ/ نايف حمود اليمني: أولا لنعرف لماذا يتزوج البنين والبنات في سن صغيرة ومبكرة وأقول كانوا في السابق يلجؤون إلى تزويج أبنائهم صغارا بسبب انعدام أياد تساعدهم في أعمال الزراعة وكان الفرد منهم يتزوج المرأة أوالإثنين أوالثلات حتى تكون له عونا على العمل وخدمة الأرض والزراعة والحصاد ولكن السؤال المحير في زمننا هذا أنهم لا يعملون في المزارع وأصبح الابن عاله على أبيه بدلا ما أن يكون الأب مكلفا بإعالة الابن فقط يصبح الأب مكلفا بإعالة الابن وزوجته وأولاده وهذه معضلة بحد ذاتها تضاف إلى كاهل الأسرة فأنا حسب رأي أن الآباء لا يقدمون على تزويج أبنائهم إلا عندما ينضجون ويقدرون المسؤولية ويعرفون حقوق الزوجية بالنسبة للذكور والإناث كل منهم يعرف ماله وما عليه وأن يكون كفؤاً ويستطيع أن يتحمل المسؤولية ونفقات البيت لأنه سوف يؤسس بيت وعائلة فأنا عندما أقدم على تزويج ابني صغيرا وأنا الذي انفق عليه فسوف تصبح المسؤولية ثقيلة علي وبالتالي سوف اضطر أن أقول له الله يفتح عليك استقل بيتك...وهنا سيواجه واقعه لا عمل ولا وظيفة لا بيت لا دراسة وهو كله على بعضه عالة على والده ولا تقارن الزواج في الماضي بالحاضر في السابق الزواج المبكر لم يكن مشكلة لأن الحياة بمجملها لم تكن معقدة مثلما هي اليوم في عصر التكنولوجيا وكان الشخص يذهب إلى أي مكان ويعمل أي عمل بدون شروط وعدد نفوس الناس كان قليلاً مقارنة بالانفجار السكاني الحاصل الذي يعاني منه البلد فقبل عشرين سنه مرت كانت فرص العمل متواجدة وكان معظم الناس يعملون في دول الخليج والبقية داخل الوطن وبكل سهولة وميسرة ولكن في وقتنا الحاضر العمل أصبح صعبا سواء خارج البلد أو داخله.سلبيات الزواج المبكر من وجهة نظري يسبب في كثرة الطلاق لفشل الشريكين في الحياة الزوجية وجهل البنت بواجباتها وحقوقها ومن مشاكل الزواج المبكر أيضا أن الأبناء لا يعرفون معنى الزواج وما هي واجباته وما هي الحقوق الزوجية،تخيل عندما تكون الزوجة طفلة ويفرض عليها الحمل والولادة وتنجب مولودا وهي لا تعرف أساليب التربية ولا تعرف طريقة الاعتناء بهذا المولود لأنها هي بحد ذاتها تبحث عن مرشد لها ومن يكمل تربيتها وكذلك المشكلة الصحية التي تواجهها بعد الولادة...والابن الذي فرض عليه الزواج والأبوة وهو غير قادر ولا عاقل ولا بالغ تماما وكل هذه الأسباب انفة الذكر تؤدي إلى فشل الزواج وتؤدي إلى الطلاق المبكر فالمنطق هو أن يتعلم ويدرس ويحصل على وظيفة بعدها يمكن أن يفكر بالزواج.[c1]في نظر الطب وانعكاسه على الفتاة [/c]ومن جانبه قال الدكتور/عبد الرحمن قرحش:إن الزواج المبكر يكون في سن 14-17 لأن المرأة فايسيولوجيا لم تكتمل بعد وخاصة عند منطقة الحوض تكون العظام هشة لينة وهذا يؤثر عليها عند الحمل والولادة وأكثر المضاعفات التي تواجهها الأمهات الصغيرات السن والتي تؤدي في أغلب الأحيان إلى الموت هو الحمل والولادة المبكرة وأكثر حالات الولادة المتعسرة والإسقاط المتكرر والنزيف يحصل في الفئة العمرية من 14-17بشكل خطر ولكن نفضل أن يكون الزواج من بعد سن 18أو19سنه من العمر حتى نستطيع تأمين حياة هذه الأم وتستطيع أن تنجب في ظروف آمنه وتستطيع أن تحتفظ بصحتها ومن مخاطر الولادة المتعسرة الولادة المبكرة وكذا الحمل المتأخر ما بعد سن 35سنه فالمرأة في السن المبكر لا تعتبر امرأة فهي لازالت طفلة حتى عقلها غير متكامل لا تزال صغيرة على أن تتحمل المسؤولية ولأنها لا تزال تحتاج إلى رعاية وتربية فالزواج المبكر نكرر ونقول أنه خطير على الطفلة من 14-17سنه لأنها غير مكتملة جسديا وعقليا وهذا يتسبب في ولادة متعسرة تستمر من 12 إلى 20 ساعة عند البنت البكر بعكس الولادة للمرأة المكتملة من 8 - 10 ساعة والفرق واضح جداً ولهذا أكثر النساء الصغيرات الحوامل يتعرضن إلى الأمراض المزمنة والخطيرة مثل فقر الدم وأمراض البول السكري وضغط الدم وما تعج به العيادات الخارجية خير دليل على ذلك وبالنسبة إلى الصبي فإن سن 15-18سنه فإنه يعتبر سن الجنون علميا وهي مرحلة خطيرة وعليه فإن اكتمال العقل شرط من شروط الزواج حيث يستطيع تحمل المسؤولية وأن يعيش مستقلا بحياته ويحل مشاكل أسرته دون الاستعانة بالآخرين مهما كانت صلة القرابة.