صباح الخير
انعقاد اللجنة اليمنية السعودية في أكفاف مدينة المكلا اليمنية هذه المرة له دلالاته العميقة ، وتوقيته المختار .التوقيت بمناسبة توحيد اليمن يكسبه اهمية بالغة تشير الى دور هذا الانجاز التاريخي في استدامة مقتضيات الوحدة التنموية الشاملة والدلالات عديدة تتعامد كلها في تأكيد طبيعة العلاقة الاصيلة الثابتة غير الطارئة أو العابرة ، لاسيما وقد انتقلت قيادتا البلدين باستيعاب حكيم للمنطلقات والابعاد والضرورات .. انتقلت بعلاقة البلدين من مرحلة المناسباتية والنزاعات الباردة المحدودة الى مرحلة الشراكة ان لم نقل الاندماج الذي يسيران صوبه ، وتتجسد أجلى تعبيراته في هذا اللقاء بمستواه الرفيع الذي نشهده الآن .لا ريب ان الارادة السياسية الشجاعة التي حسمت النزاع الحدودي الطويل هي التي مهدت الطريق امام تقبل دخول اليمن في مجلس التعاون الخليجي في سبيل - ولو بالتدرج - العضوية الكاملة لليمن بما تمتلكه من مؤهلات الموقع والقربى والتاريخ واللغة والدين ، وبمخزونها البشري .ان هذه العلاقة ليست ترفاً بالنسبة للبلدين بل هي ضرورة وحاجة ملحتان. فاليمن يستطيع العطاء لجيرانه ليس سياسياً وأمنياً ، وانما كذلك تنموياً ومعرفياً واجتماعياً في سياق برنامج تطوير اليمن اقتصادياً بتوجيه الاستثمارات صوبه. واليمن بدورها تتهيأ لهذه المهمة تأهيلاً وترقية ، وتحرص على النجاح في هذا الاختبار الذي يتوافر لأول مرة بهذا الزخم وهذه الجدية نتيجة الادراك المسؤول للرئيس / علي عبدالله صالح والقيادة السعودية .* رئيس الهيئة العامة للكتاب