[c1](قراءة)[/c]تقول الدكتورة ليزاه ـ نيوتن في مقدمة كتابها العظيم (نحو شركات خضراء) الصادر ضمن سلسلة عالم المعرفة يوليو 2006م، في محاولتها الإجابة عن سؤالها المطروح في هذه المقدمة لماذا ألفت هذا الكتاب تقول: هناك مشكلات عملية واجتماعية وأخلاقية ملحة في أفق العالم لا تسير بصورة حسنة هناك حروب وهناك إرهاب وعدم استقرار سياسي كل هذه الأمور عرفناها منذ أن كنا شباباً وبالإضافة إلى كل تلك الأمور وما سببها ويفاقمها هناك أيضاً شعور متزايد بأن البيئة الطبيعية للعالم واقعة تحت ضغط رهيب وهذا الخوف جديد تماماً لا يزيد عمره عن نصف قرن، هناك مغامرات جديدة لقطع الأشجار في أفريقيا الاستوائية والتي تثري أفراد النخبة الفاسدة بينما تشق الطرق عبر الغابات التي كانت بكراً حتى وقت قريب مما يفتح الطرق أمام الصيادين المنتهكين الذين لا يفكرون مطلقاً في أنهم يقتلون آخر حيوانات الغوريلا والشوبانزي ووحيد القرن الأبيض البرية تضغط الحكومات الجديدة في أمريكا الجنوبية من أجل التنمية الاقتصادية التي لا يمكن أن تتأت إلا على ظهر الأرض ومن الممكن أن تغزى المحمية الوطنية القطبية الشمالية للحياة البرية من أجل الحصول على مكامن نفطية جديدة.وتواصل الكاتبة عرض الكثير من المشكلات البيئية التي تبين أن الحياة مع كوكبنا باتت في خطر واضح وترى أن البشرية بحاجة إلى بحث المشكلات وتصنيفها وتحديد المواقف من أجل البحث الجاد عن حلول.نحن بحاجة إلى طرق لتصنيف المشكلات والمواقف التي نتمسك بها بحماس حول تلك المشكلات وبالتالي فمن الأسباب التي دفعتني إلى تأليف الكتاب هو تحليل الصراعات التي تعذبنا في حياتنا اليومية واكتشاف ما إذا كان من الممكن العثور على صياغات وسبل واعية للفعل يمكنها حل المعضلات والسماح لنا بمواصلة طريقنا في سلام وليس من قبيل المصادفة انه يمكن وصف أي نوع تقريباً من المعضلات البيئية إذا أردنا كمواجهة بين مصالح الأعمال ومصالح الأرض ذاتها.وتخلص الكاتبة إلى محاولة تحديد دوائر الصراع بين هذه المصالح فتضع شكل لهذه الدوائر فتثبط من مخططات فين وهي عبارة عن مخططات تمثل فيه الدوائر المتداخلة في بعض أجزائها بين الأعمال والاقتصاد والسوق الحرة والاستراتيجية الخضراء ودراسات البيئة والقانون والسياسة وأخلاقيات الأعمال والأخلاقيات البيئية وعلم الأخلاق وحقوق الإنسان والرخاء البشري والايكولوجيا والأنظمة البيئية والعلوم البيئية. وفين هو عالم المنطق البريطاني جوك فين الذي تنسب إليه هذه المخططات (1834 ـ 1923م) ولأهمية الموضوع فاننا سوف نحاول في الأعداد القادمة تناول هذه الدوائر المتعلقة بصراع المصالح ومدى تشابكها والتقائها وافتراقها، وذلك من خلال قراءة ما تناولته الكاتبة في كتابها وإبداء أية ملاحظات تتوصل إليها من خلال التفكير في هذه القضية الحيوية بصوت مسموع لأنني اعتقد أنها بالفعل قضية القضايا في عصرنا هذا وعلى مدى طويل من الزمن الآتي.
نحو شركات خضراء
أخبار متعلقة