جانب من أحياء ذكرى نكبة فلسطين
رام الله /14 أكتوبر / من محمد السعدي:في ظل انقسامهم وغضبهم احييوا الفلسطينيون ذكرى قيام إسرائيل التي يسمونها بالنكبة باحتجاجات وإطلاق صفارات الإنذار وبالونات سوداء أمس الخميس.ورغم أنها عادة ما تكون عرضا للوحدة الوطنية فإن مراسم إحياء النكبة أبرزت الانقسام الداخلي بين الرئيس محمود عباس الذي يحاول التفاوض من أجل إبرام اتفاق سلام مع إسرائيل وحركة (حماس) التي تعارض هذه المحادثات.وفي قطاع غزة الذي سيطرت عليه حماس في يونيو ارتدى نحو ألف طفل زي نشطاء مزودين بدمى على هيئة أسلحة وقاذفات مورتر.وفي الضفة الغربية دعا عباس للمصالحة وإنهاء الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية.وقال عباس في مدينة رام الله بالضفة الغربية «ستون عاما مرت على نكبة شعبنا...آن لهذا العار الإنساني الذي يسمى نكبة الشعب الفلسطيني أن ينتهي.»ولم تحقق محادثات السلام التي يجريها عباس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت برعاية الولايات المتحدة تقدما يذكر فيما يبدو.وفي الوقت الذي دعا فيه عباس إلى مواصلة المحادثات حتى يتم التوصل لاتفاق دعت حماس في رسالتها بمناسبة النكبة الفلسطينيين إلى الانضمام «للمقاومة» ضد إسرائيل وقالت إنه ينبغي لعباس أن يتخلى عن «أوهام» المفاوضات.وفي القدس أشاد الرئيس الأمريكي جورج بوش في خطاب أمام البرلمان الإسرائيلي بإسرائيل ووصفها بأنها «وطن للشعب المختار.»وانطلقت صفارات الإنذار في مدن الضفة الغربية وتوقفت حركة المرور تماما في بعض الشوارع لمدة دقيقتين.وفي قطاع غزة نظمت مظاهرات حاشدة للاحتجاج على الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع الساحلي. وأطلقت الشرطة الإسرائيلية الرصاص والغاز المسيل للدموع على المئات من الشبان الفلسطينيين الذين ساروا نحو الحدود مع إسرائيل. وقال مسعفون إن صبياً أصيب برصاصة في ساقه.وعرضت قنوات تلفزيونية متنافسة تتبع حماس وفتح لقطات للفلسطينيين الذين نزحوا أو طردوا من ديارهم في عام 1948.لكن التوتر بين الجانبين لا يزال شديدا في غزة حيث منعت قوات حماس الأمنية أنصار فتح من الخروج في مسيرة بمناسبة النكبة في مخيم جباليا للاجئين.وسلطت الاحتجاجات الأضواء على محنة اللاجئين وأحفادهم الذين يعيش 4.5 مليون منهم في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي الخارج بينهم كثيرون في مخيمات متواضعة.وفي رام الله سار أطفال المدارس في شوارع رفعت على جانبيها الأعلام وارتدوا قمصانا سوداء كتب عليها «1948» على الظهر و «ليست للبيع» على الصدر. وحمل بعضهم مفاتيح قديمة وصدئة لمنازل عائلاتهم التي طردت أو هربت.وأطلقت آلاف البالونات السوداء بعدد الأيام منذ قيام إسرائيل في 15 مايو أيار عام 1948 فوق الضفة الغربية. ويأمل المنظمون بأن تظلم البالونات السماء فوق القدس لبوش الذي سيحيي ذكرى قيام إسرائيل بخطاب تهنئة أمام البرلمان.وقاطع معظم المشرعين العرب الخطاب وقام حراس الأمن بإخراج ثلاثة آخرين بعد أن لوحوا بلافتة تقول «سنتغلب».وتضمن الخطاب إشارة واحدة فقط للفلسطينيين ولم يشر إلى آماله بشأن إبرام اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين قبل أن يغادر البيت الأبيض في يناير كانون الثاني.وقال بوش أمام البرلمان إن قيام إسرائيل «كان تحقيقاً لوعد قديم أعطي لإبراهيم وموسى وداود .. وطن للشعب المختار.»وقال المحلل السياسي الفلسطيني علي غرباوي إن خطاب بوش يوضح انه يقف في جانب إسرائيل.وقال غرباوي من جامعة بير زيت قرب رام الله انه لم يتحدث عن حل يقوم على دولتين بل تحدث عن دولة من البقايا للفلسطينيين.