العراق يشهد أكبر موجة نزوح في المنطقة منذ "نشوء" إسرائيل
بغداد / وكالاتفيما تدور اشتباكات عنيفة منذ صباح أمس بين مسلحين وقوات امنية عراقية بدعم اميركي في شارع حيفا ببغداد، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية محمد العسكري ان ما لايقل عن 50 مسلحا قتلوا خلال الاشتباكات العنيفة التي جرت في محيط الشارع.واوضح العسكري "قتل حوالى 50 مسلحا في الاشتباكات الدائرة في شارع حيفا" مؤكدا "اعتقال 21 اخرين بينهم عرب".ودارت اشتباكات عنيفة امس في شوارع حيفا والعلاوي والمشاهدة (وسط بغداد) تخللها تدخل للطيران الذي قصف مواقع في هذه المناطق.وقد سمع بعيد الظهر دوي انفجار قوي بينما كان الطيران يحلق فوق اخر شارع حيفا, لكن لم يكن ممكنا التأكد مما اذا كان الانفجار ناجما عن قصف للطيران الاميركي.لكن شهود عيان رأوا مروحيات من طراز “اباتشي” تطلق صواريخها اكثر من مرة ونيران اسلحتها الرشاشة اثناء تحليقها الذي استمر اكثر من ساعتين فوق شارع حيفا ومنطقة العلاوي وساحة الطلائع.وافاد الشهود ان "الطيران الحربي قصف مرتين منطقة المشاهدة في وسط بغداد" ناحية الكرخ (غرب دجلة) كما قصفت المروحيات بعض الاحياء المتاخمة لشارع حيفا.وقد سمعت طوال الليل اصوات القاذفات الصاروخية والاسلحة الرشاشة في المنطقة. وتواصلت الاشتباكات حتى الصباح في حين اغلقت القوى الامنية الشوارع والجسور المؤدية الى المكان.وكانت مروحيات اميركية حلقت فوق المنطقة بدون ان تتدخل في المواجهات بادئ الامر كما قامت احدى المقاتلات بالتحليق ثلاث مرات قبل سماع دوي القصف.من جهته, اكد الجيش الاميركي في بيان ان المواجهات تجري بين مسلحين وعناصر من اللواء الاول التابع للفرقة السادسة في الجيش العراقي الذي يحاول "استعادة سيطرة القوى الامنية على شمال شارع حيفا".ونقل البيان عن اللفتنانت كولونيل سكوت بليشويل قوله ان "هذه المنطقة تشهد نشاطا للمسلحين الذين يعرقلون تحركات القوى الامنية في وسط بغداد”. وتابع ان "العملية الامنية المشتركة سفرت عن توقيف عدد من المسلحين" مشيرا الى انها "ما تزال مستمرة".وشارع حيفا يضم احدث المباني السكنية في بغداد وخصوصا للعاملين في دوائر الدولة ابان النظام السابق وكبار مسؤولي حزب البعث العربي الاشتراكي من جنسيات عربية. كما تشكل منطقة صدامية الكرخ, حيث يوجد قصر للرئيس الراحل صدام حسين, امتدادا للشارع. وغالبية السكان هم من السنة.وكانت قناة "العراقية" الحكومية اعلنت قبل يومين "مقتل 30 ارهابيا خلال اشتباكات في المنطقة كما تم اعتقال تسعة اخرين بينهم اربعة سودانيين". وبدورها, اعلنت وزارة الدفاع العراقية اعتقال 11 "ارهابيا" بينهم سبعة يحملون "الجنسية السورية" في شارع حيفا.واوضح بيان ان "قوات الجيش تمكنت من اعتقال احد عشر ارهابيا بينهم سبعة يحملون الجنسية السورية خلال عملية دهم وتفتيش في منطقة شارع حيفا". واشار الى "تحرير ثمانية رهائن في هذه المنطقة". لكن البيان لم يوضح متى حدث ذلك.وتابع البيان ان الجيش تمكن الاثنين من "اعتقال المدعو عبد الله كاظم جدي الزوبعي قائد تنظيم +كتائب ثورة العشرين+ في اليوسفية (25 كم جنوب بغداد)". كما اكد "اعتقال ابراهيم حسين عنيزان الجبوري امير تنظيم القاعدة في منطقة اليوسفية”.[c1]صور جديدة لإعدام صدام[/c]الى ذلك, عرض احد المواقع الالكترونية صورا جديدة اليوم لجثمان صدام حسين بعد فترة وجيزة من اعدامه بحيث بدت على رقبته بقعة من الدماء. ووضع الجثمان في صندوق خشبي وقد غطي بقماش ابيض, فيما ظهر على الجانب الايسر من عنقه كدمة حمراء اللون ناجمة عن عملية الشنق.وتظهر الصور التي تم التقاطها بواسطة هاتف نقال ومدتها 27 ثانية, جثمان صدام مغطى بقماش ابيض في حين يقوم شخص بالكشف عن وجهه.وتجمع حول الجثمان عدد من الاشخاص لم تظهر صورهم. الا ان صوت احدهم كان واضحا حيث سمع صوت يقول "بسرعة بسرعة ساعد حتى الاربعة" ما يشير الى انهم كانوا يقومون بالتصوير بشكل سري. وقال اخر "ابو علي اهتم انت بالامر".وكانت مشاهد سابقة مدتها 30 ثانية صورت تنفيذ عملية الاعدام شنقا في 30 مقتل خمسين مسلحا خلال الاشتباكات في بغداد (رسمي) /كانون الاول 2006 بعد ادانته بمقتل 148 شيعيا من اهالي بلدة الدجيل (شمال) عام 1982 ردا على محاولة فاشلة لاغتياله.وكانت مشاهد تنفيذ الاعدام اثارت غضبا لدى معظم العرب السنة في العراق والدول العربية الاخرى لما تضمنته من هتافات باسم الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر. كما هتف آخر "عاش محمد باقر الصدر" الذي اعدمه النظام السابق عام 1980.[c1]أكبر موجة "نزوح" [/c]إلى ذلك، أعلنت الامم المتحدة ان العنف فى العراق ادى الى اكبر موجة نزوح فى الشرق الاوسط منذ انشاء اسرائيل عام 1948، وقالت المنظمة الدولية ان واحدا من كل ثمانية عراقيين نزحوا عن ديارهم مشيرة الى ان نصف مليون شخص تركوا منازلهم خلال الاشهر الستة الاخيرة فقط. وبشكل عام يعتقد ان مليونى شخص غادروا البلاد فى حين نزح 7ر1 مليون شخص داخل العراق. وناشدت الامم المتحدة المجتمع الدولى التبرع بستين مليون دولار كمساعدات طارئة للتعامل مع الوضع، واوضحت مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان النازحين يرزحون تحت وطأة الفقر فى حين تعانى المناطق التى تستضيفهم من ضغوط شديدة.وكانت المفوضية قد قالت الصيف الماضى ان آلاف العراقيين يغادرون بلادهم يوميا، مشيرة الى ان عدد العراقيين الذين يطلبون حق اللجوء فى الغرب يتزايد باضطراد، وقال رون ريدموند الناطق باسم المفوضية ان العاملين فى مفوضية اللاجئين المكلفين بمراقبة الحدود العراقية السورية يقولون ان الفي شخص يجتازونها من العراق يوميا اى بمعدل 40 الف شهريا كما يتصاعد باستمرار عدد العراقيين الذين ينزحون عن مناطق سكناهم قاصدين اماكن اكثر امانا داخل العراق. وتشير الاحصاءات الخاصة بالاشهر الستة الاولى من العام الحالى الى ان العراقيين شكلوا اكبر مجموعة من طالبى اللجوء فى اوروبا بينما ارتفع عدد العراقيين الذين يطلبون حق اللجوء فى الدول الصناعية المتقدمة بنسبة 50 فى المئة عما كان عليه فى العام الماضى. وتقول مفوضية اللاجئين انها اضطرت الى تغيير مهمتها من مساعدة العراقيين على العودة الى بلادهم الى مساعدة اولئك الذين يهربون من الاوضاع غير الآمنة.