ترجمة معيد/ طارق السقافيعد الكاتب الروائي الفرنسي جولس فيرن بحق رائد روايات الخيال العلمي، فهو أول من بدأ كتابة هذا النوع من الروايات، والمقصود بروايات الخيال العلمي هي تلك الروايات التي تصف التطورات المستقبلية لحياتنا بصورة علمية خيالية.ولدالروائي الفرنسي جولس فيرن في مدينة نيتس غرب فرنسا عام 1828م . إن للتاريخ هنا أهمية كبرى فقصص جولس فيرن كانت تخبر القارئ عن أحداث وأشياء كثيرة جدا سوف تحدث أو تكتشف أو تخترع في المستقبل، بمعنى أنه كان سابقاً لعصره ، فعلى سبيل المثال لا الحصر هناك غواصة كبرى في روايته الشهيرة (الجزيرة الغامضة) وكان فيرن قد كتبها عام 1874م في تلك الفترة كانت الغواصة قد تم اختراعها بل إن الجيش الفرنسي كانت لديه غواصة تدعى نوتيليس وكانت تتسع لثلاثة أشخاص وكانوا يحركون دفتها باليد، ولكن الغواصة التي ذكرها فيرن في روايته الشهيرة كان عليها أن تنتظر ظهور الثورة الصناعية عند اختراع محرك البترول عام 1885م ، ومن مميزات هذه الغواصة التي ذكرها فيرن في روايته أنها كانت تسير بمحرك البترول كما كانت تحتوي على مصابيح كهربائية من ذلك النوع الذي اخترعه أديسون فيما بعد عام 1879م.درس فيرن القانون ولكنه اتجه لكتابة المسرحيات، في عام 1826م أصدر روايته الأولى من النوع الذي برع فيه والمسمى بالخيال العلمي وكانت بعنوان(خمسة أسابيع على المنطاد) وقد أظهرت هذه الرواية براعة فيرن في جعل الروايات الخيالية ممتعة وكانت الرواية الأولى التي من خلالها سمس فيرن بأبي الخيال العلمي، وكانت تشكل نجاحاً كبيراً لهذا النوع من الروايات وقد سمع الناس عن هذه الرواية ولهذا فقد ترجمت إلى العديد من اللغات منها اللغة الإنكليزية عام 1869م بعدها توالى النجاح في كتابة هذا النمط من الروايات منها: (رحلة إلى مركز الأرض) وكان قد كتبها عام 1864م وكذا (رحلة من الأرض إلى القمر) عام 1865م وفي هذه الرواية استغرقت الرحلة 97 ساعة و20 دقيقة وكتب أيضاً (عشرون ألف فرسخ تحت سطح البحر) كتبها عام 1869م وفيها قدم فيرن الشخصية الشريرة القبطان نيمو في غواصته النيوتيلس، كما كرر الشخصية نفسها (القبطان نيمو) في روايته (الجزيرة الغامضة)، كما كتب أيضاً في عام 1873م رائعته الشهيرة (حول العالم في ثمانين يوماً) وكانت ممزوجة بالكثير من المواقف الكوميدية إضافة إلى المغامرة والاكتشاف العلمي.لا تزال روايات الخيال العلمي لفيرن مشهورة الى يومنا هذا ، كما تم أيضا تصوير الكثير منها في السينما ولاقت نجاحاً منقطع النظير، وكان نجاح رواياته أكسبه الكثير من المال واستطاع شراء قارب صيد ومن خلاله كان يبحر ويكتب مما كان يزيد في إلهامه وإبداعه . وعندما أصبح أكثر شهرة قام بشراء قارب أكبر وأبحر لمسافات أبعد وفي تلك الفترة كان قلمه ينتج كتباً عديدة.توقف فيرن عن الكتابة والإبحار بالقارب وذلك عندما فقد بصره عام 1902، وتوفي عام 1905م. الفرسخ : وحدة قياس الطول (المترجم).