البويرة (الجزائر)/14 أكتوبر/عبد العزيز بومزار: قالت وكالة الأنباء الجزائرية نقلا عن وزارة الداخلية إن 11 شخصا على الأقل قتلوا في تفجير مزدوج بالجزائر أمس الأربعاء بعد يوم واحد من سقوط 43 قتيلا في أكاديمية عسكرية. وكان هذا أعنف أسبوع في نحو عام تشهده الجزائر العضو في أوبك والمورد الكبير للنفط والغاز لأوروبا والتي تخرج من صراع استمر أكثر من عشر سنوات مع متشددين إسلاميين، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها على الفور عن تفجيرات أمس الأربعاء في البويرة التي تقع على بعد 150 كيلومترا إلى الشرق من الجزائر العاصمة لكنها جاءت في أعقاب هجمات قام بها جناح تنظيم القاعدة في المغرب العربي. وقالت محطة إذاعة حكومية إن التفجيرات استهدفت قيادة عسكرية محلية داخل ثكنة عسكرية وعمال كنديين يعملون في مشروع مياه. وقالت الوكالة إن 31 شخصا أصيبوا بجروح منهم أربعة من أفراد الجيش. وجميع القتلى كانوا من المدنيين. وأضافت الوكالة إن القنبلة الأولى انفجرت في منطقة عسكرية في الساعة السادسة صباحا (0500 بتوقيت جرينتش) في حين استهدفت الأخرى فندقا وانفجرت بعد 15 دقيقة من التفجير الأول لدى مرور حافلة تنقل عمالا إلى موقع بناء سد وأغلب القتلى كانوا من ركاب الحافلة. ولم تحدد الوكالة جنسيات القتلى ولم توضح الإذاعة ما إذا هناك كنديون بين الضحايا. وقال شاهد عيان طلب عدم نشر اسمه «الحافلة تركت محطمة تماما.» وأضاف « بجوارها كانت هناك برك دماء وساعات وملابس ممزقة وهاتف محمول يرن.» وقال حليم (32 عاما) الذي يقيم بالقرب من الثكنة العسكرية إن مهاجما انتحاريا اندفع بسيارته مقتحما المبنى، وأضاف «الانفجار مزق جسد المهاجم إلى أشلاء وتطايرت أجزاء من أطرافه على مسافة أمتار.» ويقول محللون إن التفجير يمثل تحولا تكتيكيا في أسلوب المتشددين الذين تخصصوا في نصب الكمائن في مناطق نائية. وقال المحلل الأمني منير بوجمعة مفسرا الهجمات «مجموعة متشددة داخل الجماعة تتبنى الهجمات الانتحارية هي التي تتولى العمليات على الأرض.»، وأضاف «ليس هناك حل سهل لوقف التفجيرات الانتحارية. السبيل الوحيد هو الاستمرار في محاصرة معاقل الإرهابيين ومحاربتهم هناك. انه سباق مع الزمن.» وأكد وزير الداخلية يزيد زرهوني مجددا أمس الأول الثلاثاء وجهة نظر الحكومة القائلة بان المتشددين «وصلوا إلى نفق مسدود» بسبب حصار قوات الأمن لهم. وكانت تفجيرات الثلاثاء هي الأعنف التي تشهدها البلاد في سنوات في دولة يبلغ عدد سكانها 34 مليون نسمة. واستهدفت أكاديمية لتدريب قوات الأمن في بلدة يسر على مسافة 55 كيلومترا شرقي العاصمة. واندلع الصراع عام 1992 عندما ألغت حكومة مدعومة بالجيش انتخابات كان حزب إسلامي متشدد على وشك الفوز فيها. وقتل نحو 150 ألف في أعمال العنف التي أعقبت ذلك، وتراجعت إراقة الدماء في السنوات القليلة الماضية لكن مجموعة متشددة من مئات المتمردين مازالت تقاتل من خلال جماعة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي التي كانت تعرف من قبل باسم الجماعة السلفية للدعوة والقتال. ومنذ أن انتسبت الجماعة لتنظيم القاعدة في أوائل العام الماضي أعلنت مسؤوليتها عن عدة هجمات منها انفجار مزدوج في مكاتب الأمم المتحدة ومبنى محاكم في العاصمة في ديسمبر عام 2007 أسفر عن مقتل 41 شخصا. وقال المحلل أنيس رحماني إن قتل أعداد كبيرة من المدنيين في التفجيرات في الفترة الأخيرة يعيد للأذهان المذابح التي شهدتها البلاد في التسعينات والتي ألقيت المسؤولية فيها على عاتق الجماعة الإسلامية المسلحة المنحلة. وقال رحماني «هذه الإستراتيجية أدت إلى فشل الجماعة الإسلامية.» وقال ديفيد هارتويل محرر شؤون الشرق الأوسط في نشرة كانتري ريسك التي تصدرها مؤسسة جينز هناك مخاوف من أن يكون من نفذوا التفجيرات متشددين تلقوا تدريبات مع مسلحين يقاتلون القوات الأمريكية في العراق، وأضاف «هذا مصدر قلق حقيقي في الجزائر... لكن الجماعة ينظر إليها باعتبارها قادمة من الخارج لتنفيذ هجمات في الجزائر. لا دلائل على أنها تحظى بتأييد أكبر بين السكان.»