قراءة في خطاب الرئيس
بصراحة كان الخطاب الذي ألقاه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح بمناسبة العيد الوطني العشرين للجمهورية اليمنية بداية مرحلة وطنية جديدة وطي صفحة الماضي بكل معطياته السلبية وإفرازات أحداثه لتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الضيقة الذاتية الأنانية.#ولكن يبقى الأكثر أهمية هو رفع معيشة المواطن الذي يعد الهم الأول للدولة وهذا دليل على مدى اهتمام القيادة بتوفير حياة كريمة له ويبقى خطابه بارزاً واضحاً كالشمس خاصة انه جاء بعد مرور عقدين من الزمن على وحدة الوطن الذي عانى الكثير من التصادم والصراع ولأول مرة يأتي خطابه متميزاً وحاملاً للكثير من الدلالات والمعاني الرفيعة فالرئيس علي عبدالله صالح حفظة الله يخاطب شعبه بكل شفافية ووضوح وصراحة ويضع النقاط على الحروف بروح الاستشعار العالي للمسؤولية الوطنية من صميم الواقع الاجتماعي المعاش والارتقاء بالمستوى المعيشي للمواطن وترسيخ دعائم متينة لأسس اقتصاد مزدهر. إن ابرز ماجاء في الخطاب دعوة الرئيس الى الشراكة الوطنية مع كل القوى السياسية في ظل الدستور والقانون وفي ضوء نتائج الحوار بحيث يمكن تشكيل حكومة من كافة القوى السياسية الفاعلة الممثلة في مجلس النواب والحرص على طي صفحة الماضي وإزالة آثار ما أفرزته أزمة 1993م وحرب صيف 1994م ودعوته الصريحة لكل أطياف العمل السياسي وكل أبناء اليمن في الداخل والخارج إلى إجراء حوار وطني مسؤول تحت قبة المؤسسات الدستورية دون شروط أو عراقيل مرتكزاً على اتفاق فبراير الموقع بين المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك الممثلة في مجلس النواب وتعزيز بناء دولة النظام والقانون”.وهذا دليل واضح على الانفتاح وسعة القلب، وعلى الشركاء في الساحة السياسية أن يتحملوا المسؤولية تجاه الوطن والشعب بدلاً من أن يظلموا مغردين خارج السرب والهذيان السياسي المريض الذي يولد الفوضى ويعكر صفو الحياة ويخلق العراقيل في مسيرة البناء والتنمية. ولكن كيف يفهم الإخوة في القوى السياسية في المعارضة هذه الرسالة الوطنية وكيف يتفاعلون ويتعاطون معها؟!نريد إجابة عملية منهم ومن خلالها يميز المواطن بين القادر على تحمل المسؤولية الوطنية وبين العاجز الذي يغطي عجزه بالطنطنة وكيل الاتهامات ورصد الأخطاء واللعب على العواطف ودغدغتها.بصراحة أكثر إن خطابه يحتاج إلى ندوة فكرية توضح المضامين التي كشفها الرئيس في خطابه الصريح والمهم وهذا الخطاب يعد مرحلة جديدة تفتح افاقاً مستقبلية وتبدد المخاوف الماثلة أمام الوطن. فان الإفراج عن المعتقلين خطوة ممتازة وتترك الأثر الكبير في نفوس الناس في محافظات صعدة ولحج وأبين والضالع وإن العفو والتسامح من صفات الرئيس القائد الذي عودنا على ذلك حيث يتعامل مع الجميع بروح القائد الأب والإنسان فالعفو هو لمراجعة الذات والعمل في إطار المجتمع بما لا يؤثر عليهم ويبقى أملنا أن تترجم مضامين خطاب رئيس الجمهورية عملياً على ارض الواقع. بصدق إن العفو الذي أصدره الرئيس عن الصحفيين كان كريماً جداً ونأمل أن يكون الرئيس كما عهدناه صديقاً لصاحبة الجلالة السلطة الرابعة الصحافة ، ويعيد لنا صحيفة الأيام محبوبة الجماهير ، فالرئيس بتسامحه هذا سما فوق الجميع وهذا دليل على الروح السامية والقلب الكبير لعلي عبدالله صالح حفظه الله. للأمانة فهذا الخطاب هو فاتحة جديدة لـ “ يمن جديد” ... مستقبل أفضل” فالخطاب الرئاسي جاء بالعلاج الكافي الناجح اسكت الجميع وحقق مطالب الجميع وأحرج الجميع وجعل الكرة الآن في ملعب الأحزاب والقوى السياسية وما عليهم إلا التعاطي الايجابي مع ما أعلنه فخامته وان يمدوا أيديهم للمشاركة في بناء اليمن وان يتحملوا المسؤولية ويكونوا صفاً واحداً لمواجهة التحديات وان يكونوا عند مستوى الحدث والمكانة التي وضعتهم الوحدة فيها وان يتحملوا المسؤولية بجدارة ويثبتوا لوطنهم وشعبهم بأنهم قادرون على تحمل المسؤولية الوطنية ويقدرونها. فالرئيس بعفوه وتسامحه وترحيبه اثبت انه أكثر الجميع حباً للوطن وللمصلحة الوطنية فما علينا وعليكم كأحزاب وتنظيمات سياسية إلا تنمية هذا الوطن بالحب واعتماده ليكون عنوان المرحلة التنموية القادمة ويشارك الجميع في البناء وتحمل المسؤولية الوطنية. وان شاء الله لنا حديث أخر عن خطاب الرئيس بصورة شاملة.