تحذيرات من عزل الفلسطينيين عن مقدساتهم
فلسطين المحتلة/وكالات:فرضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إغلاقا شاملا على الضفة الغربية ونشرت المزيد من القوات في أنحاء متفرقة وشرعت في عمليات تفتيش, وذلك بمناسبة عيد الغفران اليهودي الذي بدأ مساء امس الأربعاء.وأوضح متحدث للاحتلال الإسرائيلي أن الإغلاق سيبقى قائما حتى الساعة الثامنة من صباح غد الجمعة, مشيرا إلى استثناء الحالات الإنسانية وبعض الفئات المهنية التي سيسمح لها بالتوجه إلى إسرائيل من الضفة الغربية.وذكر راديو إسرائيل أن قوات شرطة وجيش الاحتلال اتخذت إجراءات مشددة لحماية المحتفلين والمصلين في المعابد لاسيما عند الحائط الغربي للمسجد الأقصى في القدس والذي يسميه اليهود حائط المبكى.وكانت سلطات الاحتلال قد أغلقت الأراضي الفلسطينية الأسبوع الماضي بمناسبة حلول رأس السنة اليهودية، ما تزامن مع احتفالات الفلسطينيين المسلمين بعيد الفطر.من ناحية أخرى اعتقل جيش الاحتلال اثنين من نشطاء سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في بلدة قباطيا جنوب غرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية.وقال بيان للحركة إن قوة عسكرية كبيرة توغلت فجر أمس في البلدة وسط إطلاق نار كثيف وإلقاء لقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ونفذت عمليات دهم وتفتيش واسعة بحثا عن مطلوبين من سرايا القدس.وأشار البيان إلى أن القوة اقتحمت منازل ستة من مقاتلي السرايا في البلدة، واعتقلت اثنين أثناء ملاحقتهما قرب منزليهما, موضحا أن المعتقلين هما هاني وميسرة كميل حيث تلاحقهما القوات الإسرائيلية منذ أشهر.في غضون ذلك يواجه الفلسطينيون -مسيحيين ومسلمين- خطر عزلهم دينيا عن القدس ومقدساتها، إضافة إلى محاولات إسرائيل عزلهم سياسيا واقتصاديا، والهدف الحقيقي من وراء ذلك تهويد المدينة وجعلها يهودية خالصة.ورغم أن المسؤولية في التصدي لمثل هذه المشاريع تقع على عاتق العرب عامة والفلسطينيين خاصة، فإن ردود الفعل العربية ما زالت حبرا على ورق وشكلية أكثر منها عملية.وأكد علماء دين مسلمون ورجال دين مسيحيون أن إسرائيل عزلت القدس عن محيطها الفلسطيني ليس فقط سياسيا واقتصاديا وإنما دينيا أيضا، وأن السماح لهم بدخولها في أيام رمضان أو أيام الجمع هدفه خداع الرأي العام العالمي.وقال قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي إن إسرائيل تمنع أي إنسان من دخول القدس إلا بموافقة مسبقة منها، كما تمارس قيودها على أداء الشعائر الدينية والعبادة والصلاة في المسجد الأقصى، وتتحكم في أبوابه وتمنع من تريد من دخوله، «ما يعني تقييد حرية العبادة وانتهاك حقوق الإنسان»، وأضاف أن «هذا ما تريده إسرائيل، وهو أن تطبع العقلية العربية والإسلامية والفلسطينية بأنها هي التي تهيمن على المسجد الأقصى، وهي من تملك فتح بابه أو إغلاقه».وأشار التميمي إلى أن إسرائيل تحدد أعمارا معينة لدخول الأقصى والقدس، مؤكدا أن أعداد المسلمين الذين يتوجهون إلى القدس آخذة في التناقص، وقال «قبل عام 1967 أي قبل احتلال القدس كانت تصل أعداد المسلمين من جميع أنحاء العالم في صلاة الجمع لأكثر من نصف مليون مصل، أما الآن فلا يتجاوزون ربع المليون فقط»، وشدد التميمي على أنه رغم الرهان على أن إسرائيل ستفشل في تمرير مخططاتها، «ولكن الحقيقة أن إسرائيل بجدار الفصل والحواجز العسكرية عزلت القدس عن محيطها».من جهته بين المطران عطا الله حنا أحد مؤسسي الجبهة الإسلامية المسيحية لحماية المقدسات الفلسطينية، «أننا كفلسطينيين نتعاطى مع قضية القدس على أننا شعب واحد وطائفة واحدة، ولا نتحدث كمسيحي أو مسلم وإنما كعربي وشعب فلسطيني واحد، ونرفض الحديث عن تجزئة الصراع وكأنه إسلامي مسيحي مع إسرائيل».وقال إن «القضية هي احتلال إسرائيل للقدس، واحتلالها للشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه».ورفض حنا كل الإجراءات الإسرائيلية التي تستهدف القدس، وأكد أن الاعتداء على المسجد الأقصى اعتداء علينا كمسيحيين وعلى كنيسة القيامة «لأن هناك جسدا واحدا وأسرة واحدة وهدفا واحدا، وبالتالي المؤامرة الاحتلالية تستهدفنا جميعا بكنائسنا ومساجدنا ولا تستهدف فئة دون الأخرى»، وأشار المطران حنا إلى أن إسرائيل ستفشل في إبعاد الفلسطينيين عن القدس رغم أن مقوماتها العسكرية وغيرها ساعدتها على عزل المدينة ومحاولة تهويدها بالجدار والحواجز والعوائق، قائلا «إنها تملك السلاح والقوة الاقتصادية وهي قادرة على أن تشوه الحقائق كما يحلو لها، لأنها تملك وسائل إعلامية وتأثيرات في الغرب واللوبي الصهيوني».وأكد أن التاريخ العربي الفلسطيني والإسلامي والمسيحي أقوى بكثير من كل مؤامراتهم ومخططاتهم، «ومهما سعوا لتهويد المدينة وطمس معالمها والإساءة إلى وجهها العربي والإسلامي والمسيحي فإنهم سيفشلون، لأن وجهها العربي الفلسطيني الإسلامي المسيحي أقوى من مخططاتهم وحيلهم»، وأضاف أن «علاقتنا مع القدس ليست شعائر دينية فقط، بل روحية وقومية وسياسية، وإنما نريد أن تكون هنالك القدس المحررة العربية الفلسطينية عاصمة الدولة الفلسطينية، ونسعى لزوال الاحتلال عن كل القدس كي يتمكن الفلسطيني من العيش والعمل بها وليس فقط الصلاة فيها».وعبر المطران حنا عن «عتبه» على الأمتين العربية والإسلامية منتقدا إياهما لعدم تحركهما أمام المخططات والمؤامرات الإسرائيلية الخطيرة التي تكتشف يوميا لتهويد القدس وهدم الأقصى.