م/ سلطان عبده الشيباني:اذ حسبنا كمية المياه التي يحتاجها الشخص الواحد على أساس كمية المياه المطلوبة لارواء بات القمح اللازمة لامداد فرد “شخص” واحد من الحبوب، وكذلك حاجاته الباقية من البان ولحوم وملابس الى جانب الاستخدام المنزلي للمياه لوجدنا ان هذه الكمية من المياه تساوي (1100م3/ سنة) فنحن حين نستورد البان ولحوم واخشاب وملابس قطنية فنحن في الاساس نستورد مياه.فاذا حسبنا كمية المياه العذبة في العالم “ انهار، بحيرات، مياه جوفية” وقمنا بقسمة هذا المقدار المستحصل على عدد سكان العالم لوجدنا نصيب الفرد في العالم (7500م3/سنة) ولكن في حقيقة الامر هناك بلدان بها وفرة مائية حيت يبلغ متوسط نصيب الفرد من المياه في البرازيل (24,000 م3/سنة) بينما يبلغ متوسط نصيب الفرد من المياه في اليمن (125م3/سنة) فقط على ذمة التقرير الذي اذاعته قناة الجزيرة في 14 اكتوبر نشرت 2006م وقد سبق ان بثت الجزيرة في 14 اكتوبر 2002م تقريراً مفادة ان العاصمة صنعاء اول عاصمة في العالم سينضب فيها المياه، أي ان اليمن مقبلة على فاجعة مالم تتخذ إجراءات عملية مسئولة ومدفوعة بالحس الوطني الصادق وقد سبق ان نشرت مجلة الثوابت في عددها (12) التقرير المفصل الذي نشره واعده البنك الدولي عن المياه في اليمن ويبدو انه لم يلتفت احد الى ماتضمنه ذلك التقرير من نذر واشارات تدق ناقوس الخطر وتعد اليمن واحدة من افقر عشر دول في العام في المياه، كذلك نشر في مجلة الثوابت العدد الصادر في (4/6/2003م) ان 70% من كمية المياه الجوفية في اليمن تذهب لري شجرة القات، يبدو ان مكان العاصمة صنعاء بداوا يستشعرون هذه الازمة ، حيث صهاريج نقل المياه إلى المنازل نظراً لعدم قدرة الشبكة الرئيسية لامداد المياه على توفير المياه اللازمة للسكان، وليس هناك حل الا باتخاذ اجراءات قد تكون مؤلمة ولكنها ضرورة حياة.وتتمثل هذه الاجراءات ، بالحد من زراعة القات، بل منعه اذا امكن ، اعادة تدوير مياه الصرف الصحي لري الاشجار والحدائق على الاقل، والحد من التوسع في البناء للعاصمة صنعاء ونقل النشاط الاقتصادي برمته من العاصمة صنعاء الى المدن الساحلية، بحيث يعاد التوسيع الديمغرافي وفقاً للخريطة المائيه واقتصار صنعاء عاصمة سياسية ، ففي المدن الساحلية لازالت الخزانات الجوفية للمياه افضل حالاً بالنسبة للعاصمة صنعاء من جهة ومن جهة اخرى يمكن مستقبلاً حينما تتطور تقنيات تحلية مياه البحر بحيث لايزيد ثمن المتر المكعب من المياه المقطرة من البحر عن خمسين ريال بسعر الصرف الحالي( 0,24$) فمن الناحية العلمية والعملية يصعب ضخ كل الكمية التي تحتاجها العاصمة صنعاء من المياه بافتراض اننا استطعنا تحلية مياه البحر فعلى سبيل المثال تبلغ مقدار الطاقة اللازمة لضخ المياه من الجبيل الى الرياض في السعودية (450 ميغاوات) (mw) هذه الطاقة فقط للضخ، في حين يبلغ مقدار الطاقة الكهربائية المنتجة في اليمن 600 ميغاوات ، وصنعاء ترتفع عن سطح البحر بـ(2200م) بينما لايصل ارتفاع الرياض عن سطح البحر (1000م) وقد ذكر الاخ/ الذكتور محمد لطف الارياني وزير البيئة والمياه الاسبق ان نصيب الفرد من المياه في اليمن سيصل الى 72م3/سنه 2025م وفقاً للقراءة الحالية ، وذكر كذلك انه الى جانب المشكلة في المياه فهناك سؤ ادارة للموارد المائية وعدم ترشيد كان ذلك في مقابلة معه في صحيفة 26 سبتمبر ، ومن الجدير ذكره ان التحلية للمياه المتبعة حالياً في دول الخليج مكلفة ، حيث تبلغ تكلفة المتر المكعب الواحد قرابة عشرة دولارات (1900 ريالاً يمني تقريباً) ولكن هناك ضوء في نهاية النفق وهو تحلية المياة بالطاقة الشمسية هذه الطريقة لازالت بدايتها ولكنها مجدية ، وهذه الطريقة تعتمد على امداد المياه المالحة على سطح ساخن ضمن حيز سقفة من الزجاج فتتبخر المياه وتتكتف على سطح الزجاجي في وسط جو مشبع من بخار الماء ويمكن الحصول على عشرين لتر من المياه من المتر المربع الواحد خلال عشر ساعات أي ان المئة المتر المربع سوف نحصل منها على مترين مكعبين من المياه المقطرة وهذا يكفي لسد حاجة اسرة مكونة من خمسة افراد كذلك يمكن اعادة تدوير مياه الصرف الصحي في وحدة معالجة في نفس المنزل واستخدامها لري الاشجار والمرحاض على سبيل المثال
|
آراء حرة
مشكلة المياه والحلول
أخبار متعلقة