سطور
في القرن الثامن الهجري الرابع عشر الميلادي لم تبق في إسبانيا من الحضارة الإسلامية إلا طائفة من الناس هم (الموديسكيون) أو المدجنون وهم المسلمون الذين ظلوا في إسبانيا بعد خروج الإسلام منها وعودة المسيحية إليها.ومن بين هؤلاء المدجنين كان هناك فنانون حافظوا على الأساليب الفنية التي ميزت الحضارة الإسلامية في صناعات كثيرة منها صناعة وفنون الخزف واحتفظ هؤلاء الفنانون بسر صنعتهم وواظبوا على إنتاج الكثير من الخزف البديع التصميم والتصوير حتى خرج جميع المسلمين من إسبانيا في أوائل القرن السابع عشر الميلادي بسبب اضطهاد الحكام الجدد وقد ظهر على أيدي هؤلاء الفنانين المسلمين أنواع جديدة من الخزف سميت بالخزف الأندلسي.كما ظهرت في مالقة (وتسمى مالاجا الآن) أنواع من الخزف له بريق معدني وانتشر خارج الاندلس بعد تصديرها إلى مصر.كانت الأواني الأندلسية المصنوعة بهذه الطريقة تزين بأجنحة الطيور وأوراق النباتات وتتويجات زهور واشكال حيوانات وتطلى باللون المعدني فوق الطبقة البيضاء وغالباً يضاف اللون الأزرق إلى اللون الابيض.وفي القرن الخامس عشر الميلادي انتقلت صناعة الخزف بالبريق المعدني من مالقة إلى فالنسيا.أما كيف عرف الاندلسيون هذا الفن الخزفي فقد انتقل إلى هناك بواسطة فناني الدولة الفاطمية في مصر ونشأ الفن الجميل في غرناطة حتى انتقل إلى مالقة التي ازدهر بها وتم تصديره إلى مدن الشمال ومصر وقد نقل هذا هذا الفن إلى مدينة فينيسيا (إيطاليا) التي كانت امبراطورية مستقلة وذلك منذ القرن الخامس عشر الميلادي ، وهو ينتج هناك منذ ذلك الحين حتى اليوم.ويتميز الخزف الأندلسي بالبريق المعدني وبإطار له شرائط و زخرفته عريضة وتنتشر النباتات في كل أركان الصحون الزخرفية وهو إشارة إلى البيئة الزهرية الخصبة التي عاش فيها الفنان المسلم في الأندلس.