الإسلام وقضايا المرأة
لا شك في أن الدور الذي يؤديه خطباء المساجد في التوعية بقضايا المرأة مازال ضعيفاً ودون المستوى المطلوب وهناك أسباب متعددة لهذا الضعف منها:- البناء الضعيف للخطيب إذ أن معظم الخطباء والوعاظ لا يمتلكون الثقافة المطلوبة والعلم الشرعي الغزير وأساليب ومناهج الخطابة الناجحة ذلك أن الخطابة أصبحت علماً وفناً بحاجة إلى دراسة وتدريب حتى يتم الإحاطة بأصولها وأساليبها فإلى جانب الضعف العام في إعداد الخطباء وثقافتهم العامة فإن هناك ضعفاً خاصاً في قضايا المرأة وتنظيم الاسرة والصحة الانجابية وغيرها إذ أن الكثير من الخطباء لا يشعرون بوجود المشكلة أصلاً ومادام الإحساس بوجود المشكلة مفقوداً فلا شك في أن حل المشكلة عسير المنال ! كما أن بعضهم قد وقع تحت تأثير الشائعات الخاطئة حول هذه القضايا إذ يعتبر أنها مؤامرات من إعداد الأمة للقضاء على تماسك الاسرة المسلمة وإضعاف نسلها وأمثال هؤلاء يساهمون في تعقيد المشكلة بدلاً من المساهمة في حلها وتوعية الناس بالموقف الصحيح تجاهها.تفعيل دور المسجد في التوعية بقضايا المرأة من أجل تفعيل دور المسجد يجب تحليل ظواهر وأسباب ضعف دور المسجد في معالجة ذلك وأول الخطوات تتمثل في :- معالجة الضعف العام للخطباء والوعاظ حتى يصبح الخطيب قادراً على العطاء والتأثير إذ أن فاقد الشيء لا يعطيه وعلى وزارة الأوقاف أن تقوم بهذه المهمة المطلوبة والضرورية من أجل الإعداد السليم للخطيب الكفؤ المؤهل ويمكن أن يتم ذلك عبر الاستفادة من المؤسسات الاسلامية العريقة في العالم العربي مثل الأزهر الشريف.- أن يتم توعية الخطباء بضرورة طرح قضايا المرأة وتنظيم النسل وغيرها من قضايا السكان والمجتمع وتوضيح الموقف الشرعي منها وما أفتى به العلماء المعتبرون دون الاحتكام الى العواطف والاستسلام للشائعات .إن الإلمام بهذه القضايا والاهتمام بها وإشاعتها في المجتمع ليس مناطاً بالدعاة وخطباء المساجد فحسب بل بجميع المؤسسات والجهات الحكومية وغير الحكومية ذات العلاقة .