خمسة وأربعون عاماً مضت منذ أن امتشق بطلنا المغوار غالب بن راجح لبوزة بندقيته وصعد واثباً إلى مشاهق جبال ردفان الأبية ليصوب طلقته المدوية الهادرة، وليزلزل مكامن البغي والطغيان الاستعماري البريطاني.خمسة وأربعون عاماً مرت منذ صعد مغوارنا (لبوزة) إلى قمم الجبال الردفانية وهو لا يملك من متاع الدنيا والحياة حتى كسرة خبز هنيئة يسد بها رمق الحياة، بل صعد ببندقيته وشجاعة وشهامة ونخوة القبيلي المغوار المنهك بفعل شظف العيش.. صعد تكتنفه إرادة فولاذية وثابة للتطهر من أدران ربقة الذل والقهر والاستبداد والتسلط (الأنجلو - سلاطيني) المقيت لتنطلق من فوهة بندقيته أولى بشائر انجلاء الظلام وانبلاج فجر يماني مضى بقيم الثورة والتضحية والاستبسال، في سبيل نصرة طموحات وإرادة وأحلام السواد الأعظم من أبناء هذه الأرض اليمانية المعطاء.. أحلام الفقراء والمعوزين والمقهورين وتوقهم للعيش تحت ظلال الحرية والديمقراطية.. ينعمون بخيرات الوطن المحمي بحدقات أعينهم والمنتصر بقطرات دمائهم الزكية والمشيد بقطرات عرق جبهاتهم السمراء بلون البن اليماني.خمسة وأربعون عاماً منذ أن صوب مغوارنا (لبوزة)نيران بندقيته إلى صدور الطغاة المستعمرين، لتنطلق من فوهتها بشرى النداء الأول لانطلاق الثورة الأكتوبرية المباركة.بعناية السماء وإرادة الجماهير الزاحفة بحشود وثابة من كل حدب وصوب في أرضنا اليمانية نحو مضارب التضحية والفداء والاستبسال. لتلقين المستعمر البريطاني وأعوانه معاني (من دخل بالغضب يخرج بالصميل)، وأن إرادة الشعوب لا تقهر بأدوات القمع والتعذيب والتنكيل والجهل والتخلف والتجويع، وأنه (إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر).. وها هو شعبنا اليماني قد حطم الأغلال الاستعمارية، وقهر الظلام، وانتصر لإرادته، واستعاد كرامته المسلوبة.. وقد جاء الحق وزهق الباطل، وها نحن ننعم بخيرات الوحدة المباركة ونهنأ بما تجود به أرضنا الحبلى بالخيرات المادية، ويتبارى جميع الخيرين في سبيل رقي وازدهار الوطن وشموخ بنيانه في ظل نظام ديمقراطي حر يقود دفته ربان سفينتنا الماهر الرئيس القائد/ علي عبدالله صالح - حفظه الله -.وكل عام والوطن وأبناؤه بكل خير وسؤدد.
14 أكتوبر.. ثورة حررت الشعب من الذل الاستعماري
أخبار متعلقة