جورجيا: تصويت البرلمان الروسي استمرار «للعدوان»
موسكو/تفليس /14 أكتوبر/رويترز: قال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أمس الاثنين إن بلاده لا ترى أي مزايا من عضوية منظمة التجارة العالمية وإن عليها تجميد بعض التعهدات التي قطعتها خلال محادثات الانضمام للمنظمة وذلك في علامة على ابتعاد موسكو عن الغرب بعد حربها مع جورجيا. ونقلت وكالات أنباء روسية عن بوتين قوله خلال اجتماع حكومي إن من المتوقع أن يتحمل الاقتصاد الروسي عبئا ثقيلا للوفاء بمتطلبات عضوية المنظمة وإن بعض تلك المطالب يتعارض مع مصالح البلاد. وروسيا عاشر أكبر اقتصاد عالمي وهي أكبر دولة لاتزال خارج منظمة التجارة العالمية وتتفاوض من أجل الانضمام لعضويتها منذ عام 1995. وتوقعت موسكو في وقت سابق إمكانية التوصل إلى اتفاق بنهاية العام لكن وكالة (انترفاكس) نقلت عن ايجور شوفالوف النائب الأول لبوتين قوله إنه لا يوجد احتمال للانضمام في غضون العام القادم وأشار إلى أن دوافع سياسية تؤخر محادثات الانضمام. ونقلت (انترفاكس) عن بوتين قوله «نقترح مواصلة المفاوضات داخل إطار عمل المجموعة المختصة بمفاوضات الانضمام لمنظمة التجارة العالمية مع إبلاغ شركائنا بضرورة الانسحاب من بعض الاتفاقات التي تتعارض حاليا مع مصالح الاتحاد الروسي.»، وأضاف «لا نشعر أو نرى أي امتيازات من وراء العضوية إن كانت هناك امتيازات أصلا. لكننا نتحمل العبء.، «ينبغي أن نوضح هذا لشركائنا.» ونقلت وكالة (نوفوستي) للأنباء عن رئيس الوزراء قوله «تتحمل قطاعات محددة من اقتصادنا على رأسها الزراعة عبئا ثقيلا للغاية» في إشارة إلى متطلبات عضوية منظمة التجارة. ومع استمرار التوترات بمنطقة القوقاز لمح عدد من المسئولين الغربيين من بينهم وزير التجارة الأمريكي كارلوس جوتيريز إلى أن عمليات الجيش الروسي في جورجيا عرضت سعي روسيا للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية للخطر. وتتوقف العضوية على تسوية روسيا بعض القضايا المعلقة بما فيها رسوم تصدير الأخشاب والدعم الزراعي ودور المؤسسات التي تسيطر عليها الدولة مثل شركة جازبروم للغاز. وقال الرئيس الأمريكي جورج بوش إن الحرب مع جورجيا تضر مساعي روسيا للانضمام إلى المؤسسات الاقتصادية والأمنية العالمية الحديثة. وعلاوة على ذلك تمنح قواعد منظمة التجارة جورجيا العضو بالمنظمة بعض النفوذ بشأن ترشح روسيا حيث يتعين على كل دولة مرشحة التوصل إلى اتفاق مع جميع الأعضاء وعددهم 153 إلى جانب التوصل إلى اتفاقات منفصلة مع أي دولة عضو تطلب ذلك. وتعارض جورجيا دعم روسيا لمنطقتي أوسيتيا الجنوبية وابخازيا الانفصاليتين قائلة إنه ليس بوسعها السيطرة على الرسوم الجمركية على حدود روسيا مع المنطقتين. ونتيجة لذلك تمنع جورجيا بدء محادثات رسمية بشأن انضمام روسيا بينما تسمح باستمرار المفاوضات غير الرسمية. في غضون ذلك قالت وزارة الخارجية الجورجية أمس الاثنين أن دعوة المشرعين الروس إلى اعتراف موسكو بالإقليمين المتمردين في جورجيا استمرار «للعدوان» الروسي على جورجيا. وقالت نائبة وزير الخارجية جيجا بوكيريا «نحن نعتبر هذا القرار خطوة أخرى في الحرب التي تشنها روسيا على سيادة جورجيا.» وقالت «إنه استمرار للعدوان الروسي على جورجيا وانتهاك خطير للقانون الدولي وسيكون كذلك إذا قبله الرئيس الروسي.» وكان البرلمان الروسي بمجلسيه قد وافق أمس الاثنين بالإجماع على قرارين يدعوان إلى الاعتراف باوسيتيا الجنوبية وابخازيا كدولتين مستقلتين وهي خطوة من المرجح أن تزيد تدهور العلاقات المتوترة بالفعل مع الغرب.