لقاءات / مندوب الصحيفة د . شائف عبده سعيد :هذه الذكرى تثير لديّ الأمل بأنّ الغد سيكون أفضل د . هائل عبد الله أحمد :كان العمل في البداية شاقًا لكن كنّا نشعر أننا نقوم بدور وطني لابد منه د . محمد يوسف السباعي :وجدت نفسي ضمن مجموعة من الطلاب من مناطق يمنية مختلفة جمعنا حب العلم والرغبة في تلقي المعرفة د . عبده عبد الرب ناجي :كان للمكان هيبة خصوصًا باعتباره أول حرم جامعي يُقام بعد الاستقلال الأستاذة : ملكي سعيد باخبيرة :من أجمل ذكرياتي إحساسنا بالألفة والإخاء هذه المشاعر الصادقة كانت تربطنا بأخواننا الطلاب الأستاذة / حياة عبده ردمان :مستوى الطلاب العلمي والثقافي آنذاك كان أفضل بكثير من مستواهم اليوم، لأنّ الطالب كان يحصل على تعليم أفضل وأعمق منذ مرحلة التعليم الأساسيتحتفلُ كلية التربية عدن هذه الأيام بالذكرى الـ (35) لتأسيسها، وكان الهدف من إنشائها إعداد معلمين للمرحلتين الإعدادية والثانوية آنذاك في مساقي الدبلوم والبكالوريوس. وكانت الكلية التي أُنشئت في ديسمبر عام 1970م قد بدأت بسبعة تخصصات قامت على أساس التخصص المزدوج بالاعتماد على هيئة تدريس يمنية وأخرى وافدة عن طريق اليونسكو.بعد ذلك وبالتدريج تطورت الكلية تطورًا كميًا ونوعيًا، حيث تمّ التوسع في أعداد المقبولين ليصل إلى (3245) في العام الجامعي 2004 / 2005م، كما تمّ استحداث أقسام وتخصصات جديدة تطلبتها مراحل التطور، وازداد عدد أعضاء هيئة التدريس والهيئة المساعدة بصورة كبيرة.ومما لاشك فيه أنّ هذه المناسبة تعني كثيراً لدى عدد من الأساتذة الذين قدِّر لهم أن يكونوا أول الأساتذة المحاضرين في الكلية، فكانوا جزءًا لا يتجزأ من الحدث بذكرياته وشجونه، كذلك فإنّ الحدث أيضًا مناسبة عزيزة وغالية عند عدد من الأخوة الذين شكلوا قوام أول دفعة تلتحق بالدراسة عند افتتاح الكلية، ومن تيسر لنا اللقاء بهم اليوم هم أساتذة مبرزون رفيعو التأهيل، سجّلنا ذكرياتهم ومشاعرهم وأداءهم المتصلة بهذا الحدث العلمي التربوي المهم الذي يرمز إلى بداية مرحلة مهمة في تاريخ التعليم الجامعي في اليمن الحديث والمعاصر.الغد أفضلفي البدء ألتقينا بالباحث والأكاديمي المعروف الدكتور/ شائف عبده سعيد رئيس قسم التاريخ بالكلية، وسألناه عن مشاعره التي تثيرها هذه المناسبة كونه من أوائل الأساتذة المحاضرين في الكلية عند افتتاحها، فرد بقوله :إنّ الاحتفال بالذكرى الـ (35) لتأسس كلية التربية عدن يعني لي كثير، فهي أولاً، ترمز إلى النجاح والنمو والاستمرارية في التطور إلى الأمام.كما يعني ثانيًا، قيام صرح علمي تجسد لاحقًا بجامعة عدن ككل، وكلية التربية باعتبارها الكلية الأم، هذا الصرح العلمي مستمر في التقدم والإنجاز من خلال توفير الكوادر الأساسية لكل مرافق الدولة.وثالثًا، فإنّ هذا الصرح العلمي مع الجامعات اليمنية الأخرى يشكل مصدر أمن واستقرار لتطوير كل مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والعلمية وغيرها من المجالات.وعن مشاعره بهذه المناسبة، يقول :هذه الذكرى تثير في نفسي الاعتزاز والفخر كوني من أوائل الأساتذة العاملين في الكلية، كما تثير لديّ الأمل بأنّ الغد سيكون أفضل أكثر بكثير عما كان عليه الأمس.من جهته تحدث الدكتور هائل عبدالله أحمد معربًا عن مشاعره بهذه المناسبة، حيث قال :هذه المناسبة تعني لنا كثير، فالكلية أول صرح علمي أكاديمي عالٍ يقوم على مستوى اليمن بهدف قهر الظلام الذي ساد اليمن، وهذه الكلية كانت النواة لجامعة عدن، التي نجحت في مد وزارة التربية والتعليم بالكوادر المؤهلة لسد النقص في كادر المعلمين المؤهلين من أبناء اليمن الذين تحملوا المسئولية بنجاح مشهود له.وأضاف : أنا ممن كان له شرف الانتماء لهذه الكلية كواحدٍ من أول الأساتذة المحاضرين فيها، حيث أسهمنا بكل ما نستطيع، ونشعر اليوم بالسعادة كون هذه الكلية قد أسهمت إسهامًا كبيرًا في بناء اليمن وما زالت تواصل إسهامها هذا في بناء جيل اليمن الموحد، جيل اليمن السعيد، أنا سعيد جدًا كون هذه الكلية قد أصبحت اليوم شامخة وراسخة.إخلاص وطموحوحول ذكرياتهم التي ارتبطت بانطلاق العمل في الكلية يقول د . شائف، أكثر الذكريات التي ارتبطت بهذه المناسبة ذلك اللقاء الذي تمّ مع الفقيد الراحل الأستاذ المرحوم عبد الله عبد الرزاق باذيب، حيث اجتمع بنا وكان حينذاك وزير التربية والتعليم باعتبارنا الأساتذة الأوائل في إدارة التربية ودار المعلمين والمعلمات والثانويات للالتحاق بكلية التربية العليا لفتح الأقسام الأساسسية المتوافر فيها كوادر محلية من جملة الدرجات الجامعية الأولى على أنّ تتولى اليونسكو تأهيل الملتحقين منهم بالتدريس في الكلية وتأهيلهم تأهيلاً عاليًا بالحاقهم بالجامعات الخارجية ابتداءً من عام 1972م.كما ستتولى اليونسكو أيضًا تجهيز الكلية بالمتطلبات الضرورية للعملية التعليمية وتوفير أساتذة أجانب في المجالات التي لا يتوافر فيها كادر محلي.وقد وافق عدد من الأساتذة على ما طلبه وزير التربية والتعليم وتكوّنت كلية التربية العليا بقيادة الأستاذ القدير عبدالله فارع والأستاذ الدكتور جعفر ظفاري، وكنت واحداً ممن تولوا رئاسة أحد أقسام العلوم الإنسانية، وهو قسم التاريخ.وتولى رئاسة قسم الجغرافيا الدكتور حازم شكري، وأنضم بعد ذلك للكلية عدد من الأساتذة اليمنيين والعرب ومنهم الأستاذ المرحوم سلطان ناجي (تاريخ) والأستاذ عبد العزيز إسحاق بن شيبان وآخرين.وعن الأجواء التي رافقت بدء العمل في الكلية يوضح د. شائف، أنّ أجواء العمل الأكاديمي والتربوي قد أتسم بالحماس والنشاط والإخلاص من قبل الجميع بما في ذلك إدارة الكلية التي كانت متعاونة ما رفع من مستوى التعاون بين الأقسام التي افتتحت آنذاك، خصوصًا وأنّ الجميع كان مدفوع بطموح الالتحاق بالدراسة العليا، فكان الكل حريصًا على إظهار أفضل ما عنده.ومع أنّ هذا الوعد لم ينفذ بالنسبة لأساتذة العلوم الإنسانية؛ إلا أنّ عددًا من الأساتذة في أقسام العلوم قد تمّ إيفادهم للدراسة العليا في الخارج، لهذا تجد الآن أنّ أقدم من حصل على الدكتوراه هم أقسام العلوم البحتة.وقد صبر أساتذة العلوم الإنسانية وجدوا في عملهم وقد حصل طلابهم على درجات الدكتوراة قبل أن يحصلوا هم على هذه الدرجة العلمية.أما د.هائل فيتحدث عن ذكرياته حيث يشير إلى أنّه كان اليمني الوحيد من بين أساتذة قسم الفيزياء بعد سفر الأستاذ/ عبد الله سعيد مذيحج للدراسة العليا في نيوزلندا، وكانت أجواء العمل في البدء شاقة كونها، أي الكلية، ما زالت في طور التأسيس، لكن مع عزمنا القوي والتفاني تغلبنا على كثيرٍ من المعوقات؛ إذ كان الدوام في الكلية على فترتين صباحية للطلاب المنتظمين، ومسائية للمنتسبين، وهم الملتحقون بدورات عرفت آنذاك بالدورات أثناء الخدمة، وهم في الأصل مدرسون يزاولون أعمالهم في الفترة الصباحية في مجال التعليم ما قبل الجامعي.كان العمل شاقاً للغاية لكن كنا نشعر بأننا نقوم بدور وطني لابد من القيام به من أجل النهوض بالعملية التعليمية والتربوية في الوطن اليمني.تميز ومسؤوليةوعن وصفه لأول يوم عمل في الكلية يقول د. شائف، لم يختلف أول يوم عمل تدريسي عشته عند افتتاح قسم التاريخ في الكلية عن بقية أيام عملي السابقة، فقد كنت أدرِّس في دار المعلمين والمعلمات، أما استجابة الطلاب فكانت جدية للغاية، إذ لمست عندهم شوقاً ورغبة لمعرفة كل جديد، وتوقاً للحصول على شهادة بتقدير عالٍ، لهذا كانوا متجاوبين ومتعاونين مع الأساتذة بصورة عامة.أما د. هائل فيتحدث عن أول يوم عمل له في الكلية، موضحًا أنّ الجديد الذي شعر به هو التقائه بهيئة تدريس تكوّنت من أساتذة عرب وغير عرب، وكانت هذه بالنسبة لي تجربة جديدة لكنها ليست صعبة، إذ كان لدراستي الجامعية في كلية العلوم بجامعة بغداد وكانت باللغة الإنجليزية دور في تمكيني من التفاهم مع الأساتذة الأجانب، والتعامل مع المنهج الذي وضعه خبراء من منظمة اليونسكو التي كانت تشرف على الكلية وتوافر كل متطلبات العملية التعليمية والتربوية.أما استجابة الطلاب فيبيّن د. هائل، أنّه وعلى الرغم من عددهم القليل؛ إلا أنّ تفاعلهم مع العملية التعليمية والتربوية كانت عالية جداً، وقد كانوا في اعتقادي من الطلاب المميزين في مستواهم العلمي والثقافي وأيضًا كانوا متميزين في دورهم الوطني، وتحملوا مسؤوليتهم الوطنية تجاه بلدهم وتجاه العملية التعليمية في اليمن.ويضيف د. هائل :في الوقت الحاضر صحيح أنّ القبول زاد وعدد الطلاب كبير، لكن مع الأسف تدني المستوى العلمي لديهم وعدم إقبالهم على التحصيل العلمي واضح وهذا في اعتقادي خلل له تأثيره السلبي على كل جوانب الحياة الاجتماعية، ولابد من دراسته ومعالجته.وكنّا قد التقينا أيضًا مع عدد من الأخوة الأساتذة من الذين كانوا ضمن أول دفعة التحقت بالدراسة عند افتتاح كلية التربية عدن، حيث تحدث إلينا أولاً الدكتور محمد يوسف السباعي وسألناه عن ذكرياته كطالب ضمن أول دفعة التحقت بالكلية عند افتتاحها، فأجاب بالقول :كانت لنا ذكريات جميلة، فقد وجدت نفسي ضمن مجموعة من الطلاب من مناطق مختلفة من اليمن جمعنا حب العلم والرغبة في تلقي المعرفة.وبطبيعة الحال كنّا نشعر بأننا الدفعة الأولى المميزة، ونشأت بيننا علاقات أخوية طيبة، لا سيما وأنّ عددنا كان محدوداً، وقد سادت بيننا روح التعاون والتفاهم والتنافس الشريف على تحقيق أفضل المستويات، وخلال هذه الفترة قمنا بتنظيم العديد من الرحلات العلمية الترفيهية، وشاركنا في كثيرٍ من الفعاليات والمناسبات العلمية والوطنية.أما الدكتور عبده عبد الرب ناجي فيتذكر أنّ الجو كان يتصف بالهدوء، والكل يتطلع إلى معرفة الجديد الذي سيقدم له في هذا الصرح العلمي، وكان للمكان هيبة خصوصًا باعتباره أول حرم جامعي يُقام بعد الاستقلال الوطني ورحيل الاستعمار.أُلفة وتقديروتتحدث الأستاذة والمربية المعروفة ملكي سعيد باخبيرة عن ذكرياتها فتشير إلى أنّ تجربة الاختلاط كانت وليدة وعلى الرغم من ذلك لم نكن نحن الطالبات نشعر بالخوف أو الإرباك، كنّا نتصرف على سجيتنا من غير تكلف أو صنعة، ومن أجمل ذكرياتي في هذه المرحلة الدراسية هو أننا أحسسنا بالألفة والإخاء، هذه المشاعر الصادقة التي كانت تربطنا مع أخواننا الطلاب، كان الاحترام متبادلاً بين صفوفنا.كنّا نجلس جنبًا إلى جنب في قاعات الدراسة، وكنّا نشترك معًا في الأنشطة المختلفة داخل الكلية وخارجها : رحلات علمية، زيارات ميدانية، رحلات ترفيهية .. الخ.من جهتها قالت الأستاذة الفاضلة حياة عبده ردمان إنّ أبرز الذكريات التي ما زالت حية في ذاكرتي، وهي من اللحظات الرائعة في حياتي تلك اللحظات التي عرفت فيها ترشيح الطلاب الأوائل، وكنت واحدة منهم، للسفر إلى الاتحاد السوفيتي للدراسة العليا (ماجستير ودكتوراه)، وقد شعرت بالسعادة؛ لأنّ هذه المنحة ستمكنني من التأهل ومن اللحاق بزوجي الذي كان يدرس في الاتحاد السوفيتي، لكن للأسف لم يتم سفرنا، عندئذٍ عيّنت معيدة في قسم الجغرافيا في الكلية.ويصف لنا د. السباعي أول يوم جامعي في حياته بالقول :كان يوم مشهود له من قبل الأهل والأصدقاء، فالجميع يهنئ ويبارك وينظر بعين الفخر والإعجاب، وشعرت في ذلك اليوم بسعادة بالغة تغمرني من كل جانب، وفي الوقت نفسه كان في نفسي شيء من الخوف والرهبة من هذه الخطوة المتقدمة؛ لأنّ عليها مسؤوليات وتبعات، فكنت والحمد لله وبفضله عند مستوى تلك المسؤوليات والتبعات، وبذلنا الجهود وسعينا إلى العلم والمعرفة برغبة صادقة وبُنية مخلصة وكللت تلك الجهود والمساعي بالنجاح والتوفيق بإذنه تعالى.في السياق ذاته يتحدث الدكتور عبده عبد ناجي فيبيّن أنّ يوم الالتحاق للكلية كان يوماً مميزاً على الرغم من أنّ الدراسة كانت قد بدأت باللغة الإنجليزية، وأنّ الوضع كان صعباً في البدء لكون كثير من المتطلبات لم توفر لكن الوضع تحسن بعد ذلك.وتصف الأستاذة ملكي باخبيرة أول يوم دراسي لها قائلة :أول يوم وطأت فيه قدماي الكلية كانت تغمرني فرحة كبرى لكن هذه الفرحة كان يتخللها شيء من القلق الغامض.فرح وبهجةويسلط د. السباعي الضوء على بعض الذكريات التي ما زالت عالقة في ذهنه ويرغب في التطرق إليها، حيث يشير إلى أنّ أبرز ما يجول في ذاكرته حتى الآن أنّ منظمة اليونسكو كانت تمنحنا في تلك الفترة مخصصاً مالياً شهرياً يقدر بحوالي خمسة آلاف ريال في الوقت الحاضر، ولكن بقيمتها الشرائية آنذاك وعند تطبيق سياسة تخفيض الرواتب للعاملين في البلاد ارتفعت أصوات بعض المزايدين في الكلية تطالب بتخفيض رواتبنا وبالفعل تحقق مطلبهم على الفور وأصبحنا نتسلم نصف المبلغ وأما النصف الآخر لا أظن أنّه يذهب إلى خزانة الدولة؛ لأنّها لم تكن هي الجهة التي تصرفه لنا.أما الأستاذة ملكي باخبيرة فتتحدث عن ذكرى التخرج، فتقول :ما أجمل أن يجني المرء ثمار عمله وجهده، وكوننا أول دفعة فقد حظينا باهتمام كبير من الدولة والجامعة في مراسم حفل التخرج، حيث كان حفلاً فنيًا بهيجًا أقيم مساءً في المسرح الوطني بالتواهي وكرِّم فيه أوائل الطلاب، وكنت من بين هؤلاء المكرمين، وكانت جائزتي ماكينة خياطة ما زلت احتفظ بها للذكرى رغم قدمها.كما أعقب هذا الحفل حفلاً آخر خاصاً بالأوائل من الطلاب وهو حفل عشاء على أنغام الموسيقى الساحرة وذلك في "عروس البحر" منتجع العروسة حاليًا.ويتطرق د . السباعي إلى مسألة مهمة وهي مستوى التحصيل العلمي الذي حظي به كطالب خلال دراسته في الكلية، فيوضح أنّ منظمة اليونسكو في تلك المرحلة كانت هي الممول الأساسي لجميع احتياجات الكلية من الأجهزة والمعدات والأدوات والكيماويات وغيرها، ولذلك توافرت ولأول مرة جميع الإمكانيات المهمة للعملية التعليمية مع وجود عدد محدود من الطلاب فتهيأت لنا على الأساس فرص تعليمية مناسبة وأوقات دراسية ملائمة، فأكتسبنا خبرات علمية كبيرة ومهارات علمية معرفية عالية، ووصلنا بتحصيلنا العلمي إلى أفضل المستويات وأعلى الدرجات، ومن نتائج ذلك حصل معظمنا على منح دراسية تكريمية لمواصلة التحصيل العلمي لنيل شهادتي الماجستير والدكتواره.بدوره يتحدث د . عبده عبد ناجي فيقول : أما مستوى التحصيل فكان ممتازًا بشكل عام وهذا يعود إلى أنّ الدفعة الأولى التي التحقت بالكلية لم تأت تحت ضغط المجموع وإنّما بدافع الرغبة من قبل بعض، ولأسباب اجتماعية من قبل بعض آخر.ويضيف أنّ معظم خريجي الكلية من الدفعة الأولى هم الآن أعضاء هيئة تدريس في جامعة عدن والجامعات اليمنية الأخرى، ومنهم من يعمل في مراكز مرموقة ومؤسسات مختلفة.فضلا المعلممن ناحيتها تؤكد الأستاذة ملكي على هذه المسألة بقولها :الدراسة على أيامنا كانت جادة، والتخصص فيها كان إجباريًا في مادتين أساسيتين، وكنت الوحيدة التي جمعت بين اللغتين العربية والإنجليزية، وتوفقت بعون الله في دراستي وحصلت على المرتبة الأولى في اللغة العربية وعلى المرتبة الثانية في اللغة الإنجليزية.وتنوه إلى أنّ وعلى الرغم من قلة العدد في التخصص الواحد؛ إلا أنّ التحصيل العلمي كان يُقاس حينها كيفًا لا كمًا، وكان الفضل بعد الله لأساتذتنا الأجلاء الذين قامت على أكتافهم مهمة التدريس وأذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الأستاذ عبد الله فاضل الذي شغل منصب عميد الكلية ود. جعفر الظفاري ود. سعيد عبدالخير النوبان، ود. سالم بكير، ود. فاطمة الصافي وعدد من الأساتذة الأجانب الذين أفادونا كثيرًا في اللغة الإنجليزية عمليًا من خلال دروس في المختبر اللغوي.وهو ما نفتقر إليه اليوم مع مطلع القرن الواحد والعشرين رغم أهميته الفائقة لطلاب قسم اللغة الإنجليزية.دافع ذاتيوتتحدث الأستاذة ملكي عن طالب الأمس وطالب اليوم فتقول :بالأمس كان الطالب في الكلية يحضر بدافع ذاتي؛ لأنّ الغاية هي حضور المحاضرة للاستفادة ولاكتساب العلم والمعرفة، أما طالب اليوم يحضر فقط لتدوين اسمه في سجل الحضور حتى لا يُحرم من الامتحان.كذلك طلاب الأمس التحقوا بالكلية عن رغبة وهم يدركون أنّ ما يدرسونه يلبي حاجاتهم أما بعض طلاب اليوم فيلتحقون بالكلية؛ لأنّهم لم يوفقوا في الالتحاق بكليات أخرى، ويعكس ذلك أثره في موقفهم من الدراسة.وتؤكد : عندما التحقنا بالجامعة بالأمس كنا نحرص على أن نحقق الهدف المنشود ونصبح معلمين وأساتذة مؤهلين لتعليم أجيال تفيد في بناء المجتمع أما اليوم فكثير من طلابنا يلتحقون بالدراسة الجامعية من أجل الحصول على الشهادة فقط لا من أجل التحصيل العلمي العلمي والاستفادة من الدراسة كونها مفتاحاً لإنارة العقول، وبدلاً عن ذلك ينصب الاهتمام الآن على الشهادة فقط كونها مفتاحاً للوظيفة ليس إلا.من جهتها تؤكد الأستاذة حياة ردمان على هذه الحقيقة فتشير إلى أنّ المستوى العلمي والثقافي آنذاك كان أفضل بكثيرٍ من مستويات طلاب اليوم.وترد سبب ذلك إلى التحصيل العلمي لطلاب تلك الفترة من المراحل الأساسية كان أفضل وأعمق، وقد ساعد على ذلك تشجيع أساتذتنا الأفاضل والإمكانيات المادية المتاحة والمسخرة من أجل العلم، بما في ذلك الرحلات، فلم تكن رحلات لعب وترفيه، بل كانت رحلات تتسم بالفائدة العلمية إلى جانب الترفيه، أيضًاكنا نحرص على المواظبة على حضور المحاضرات قبل الأستاذ المحاضر، هذا الالتزام لم يعد محل اهتمام طلاب اليوم للأسف.
|
ابواب
عدد من أوائل الأساتذة والطلاب الملتحقين بكلية التربية عدن يتحدثون عن ذكريات التأسيس
أخبار متعلقة