موسكو/14 أكتوبر/اوليج شيدروف: قال الزعيم الليبي معمر القذافي أمس السبت انه يريد علاقات أوثق بشأن الطاقة مع روسيا مبتعدا عن التركيز على صفقات الأسلحة التي كانت تمثل حتى الآن جوهر العلاقات بين البلدين. وتخوض روسيا سباقا ثلاثي الاتجاهات مع أوروبا والولايات المتحدة لتأمين إبرام عقود جذابة مع ليبيا بعد أن خرجت من عزلتها الدولية بتخليها عن برنامج أسلحة الدمار الشامل. وتمشيا مع التقليد الذي يتبعه في زياراته للخارج أقام القذافي خيمة في حديقة الكرملين ليقيم فيها أثناء الزيارة. وقال القذافي للرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في بداية المحادثات في الكرملين أن العلاقات بين البلدين للأسف ركزت في الماضي بصفة أساسية على الاتصالات العسكرية والدبلوماسية ولم يكن هناك تعاون يذكر في القطاعات المدنية. وقال القذافي الذي يقوم بأول زيارة لروسيا منذ عام 1985 أن ليبيا وروسيا منتجان رئيسيان للنفط والغاز. وأضاف القذافي أن شكري غانم كبير مسئولي الطاقة في ليبيا ورئيس الوفد الليبي في أوبك جاء إلى موسكو حتى يتمكن من بحث التنسيق مع زملائه الروس. وقال القذافي في إشارة فيما يبدو إلى الانخفاض الحاد في أسعار النفط بعد تفجر الأزمة المالية انه يعتقد أن التعاون مناسب بوجه خاص في الأحوال الراهنة وعلاوة على ذلك توجد رؤية مشتركة بشأن سياسة الطاقة تربط بين البلدين. ويقول دبلوماسيون أن زيارة القذافي لموسكو هدفها موازنة علاقاته التي تتسع بسرعة مع الغرب. وقامت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بزيارة طرابلس في سبتمبر في أول زيارة من نوعها في 55 عاما. وقالت صحيفة روسية الجمعة أن الزعيم الليبي يزمع أن يعرض على البحرية الروسية افتتاح قاعدة في ميناء بنغازي لكن لم تصدر أي إشارة من الرجلين في هذا الشأن علانية في الاجتماع الذي عقد اليوم السبت. ولم يذكرا تفاصيل بشأن شكل التعاون في مجال الطاقة بينهما. وقالت شركة جازبروم الروسية لتصدير الغاز أنها تريد المشاركة في إنشاء خط أنابيب جديد للغاز يمتد تحت مياه البحر المتوسط من ليبيا إلى أوروبا. وليبيا وروسيا من بين 12 دولة أعضاء في «منتدى الدول المصدرة للغاز» وهي منظمة أثارت قلقا بين الدول المستهلكة للغاز التي تخشى من أن تتحول إلى منظمة أوبك للدول المنتجة للغاز تقوم برفع الأسعار. ومن المقرر أن يجتمع القذافي مع فلاديمير بوتين رئيس وزراء روسيا القوي الذي كان يتولى الرئاسة قبل ميدفيديف. وفتح بوتين أثناء توليه الرئاسة فصلا جديدا في العلاقات مع طرابلس عندما أصبح أول زعيم للكرملين يزور ليبيا في ابريل. وبالتزامن مع زيارة بوتين شطب الكرملين 4.5 مليار دولار ديون مستحقة على ليبيا. ثم وعدت ليبيا بأن تجاري هذه الخطوة بإبرام عقود مع شركات روسية تشمل شراء أسلحة روسية. وشكا مسئولون روس في تصريحات غير رسمية من أن ليبيا تقاعست عن الوفاء بوعودها لشراء أسلحة. وقالوا أن ميدفيديف وبوتين سيبحثان مع القذافي هذا الموضوع.
أخبار متعلقة