رئيس الجمهورية في حفل توزيع حراثات على المزارعين والجمعيات الزراعية :
صنعاء/ سبـأ: وجه فخامة الرئيس علي عبد الله صالح ، رئيس الجمهورية وزارة الزراعة والري بإجراء الدراسات والاختبارات للتربة بمحافظتي الحديدة وأبين ، لمعرفة مدى صلاحيتها لزراعة القمح والاستعانة في هذا الجانب بالخبراء والفنيين.و في كلمته التي ألقاها امس في حفل توزيع حراثات على المزارعين والجمعيات التعاونية الزراعية في محافظات الجمهورية ، أوضح فخامة الرئيس ان توزيع الحراثات المقدمة من المعونة اليابانية وعددها 224 حراثة شمل كافة المحافظات بهدف تشجيع الإنتاج الزراعي ، مؤكدا أنه سوف يتم شراء حوالي 500 حراثة من جمهورية التشيك لذات الغرض. وبين الاخ الرئيس أن التوسع في زراعة المحاصيل الزراعية خاصة القمح سيخفف أعباء كبيرة من فاتورة استيراد اليمن لمحصول القمح من كندا واستراليا وأمريكا وغيرها من البلدان ، مشيرا إلى أن إنتاج اليمن من القمح ارتفع من 130 ألف طن إلى 217 ألف طن ، وقال: « هموم الناس في هذه الأيام سببها ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة لأننا نعتمد على الاستيراد من الخارج خاصة في مجال الحبوب ولذا فإننا ندعو المزارعين للتوجه نحو المزيد في استصلاح الأراضي الزراعية». وأضاف: « مثلما قررنا منع استيراد الفاكهة من الخارج في عام 1984م وكنا نستورد في ذلك الوقت بحوالي 105 ملايين دولار من الحمضيات والموز فإننا الآن أصبحنا نصدر فائض المنتجات الزراعية من الفاكهة». وأشار فخامة الرئيس إلى مشكلة المياه وجهود الدولة في التغلب عليها ، وقال: « صحيح ان المياه تشكل مشكلة كبرى لكن الحكومة اتجهت خلال السنوات الماضية نحو خطط حجز مياه الأمطار وتم تحقيق أكثر من 3 آلاف منشأة مائية تشمل سدوداً وحواجز مائية وكرفانات ولاشك أنها عادت بمردود ايجابي على المياه الجوفية». وأضاف: « عندما دعونا إلى حجز مياه الأمطار كان لدينا وديان في تهامة وهي: مور، سردود ، زبيد ، رماع ، وسهام ، وكانت مياه السيول تصب في البحر وعندما أنشأنا السدود والحواجز لحجز تلك المياه التي كانت تذهب إلى البحر أصبحت الآن تعطي مردودا إيجابيا على المحاصيل الزراعية خاصة في تهامة التي تعتبر سلة للمنتجات الزراعية و تغطى احتياجات اليمن من الخضروات والفواكه والأعلاف من تهامة والمهرة. وتابع قائلا:(( إذا فلنتجه نحو زراعة القمح وزراعة الذرة والدخن وإذا لم نتمكن من زراعة القمح في تهامة وأبين ولحج ويكون الإنتاج على المستوى المأمول ، فلماذا لا نزرع الذرة ونزرع الدخن، فالدخن يمكن ان يحل محل القمح خاصة في المناطق الساحلية)). وتساءل فخامة الرئيس قائلا:» لماذا لا يتعود المواطنون في الجبال على استهلاك الدخن مثلما كان المواطنون في المناطق الجبلية متعودين فقط على أكل لحوم الأبقار والأغنام والآن تعودوا على أكل الأسماك والآن أصبحت لحوم الأسماك تنتشر في المحافظات غير الساحلية»، موضحا ان لحوم الأسماك أكثر فائدة وصحية من لحوم الأبقار والأغنام». وحث فخامة الرئيس وزارة الزراعة والري والجهات الحكومية المعنية على تبني حملات إعلامية لتوعية المواطنين بأهمية التوسع في الأراضي الزراعية واستغلالها في زيادة الإنتاج من المحاصيل خاصة الحبوب وتقليص الاعتماد على المنتجات المستوردة والسعي نحو تحقيق الأمن الغذائي ، وقال: « وزعنا مجموعة من الحراثات في الفترة الماضية والآن سنوزع 224 حراثة وإن شاء الله العام القادم سنوزع 500 حراثة سيتم استيرادها من جمهورية التشيك على أن يتم تمويلها بواقع 500 مليون ريال تتحملها وزارة الزراعة و 500 مليون تدفعها وزارة المالية من الاعتمادات المركزية». وأضاف:» نحن شجعنا الإنتاج السمكي والاصطياد السمكي والآن نصدر الأسماك ما قيمته أكثر من 300 مليون دولار إلى الخارج بروكسل وأوروبا عموما والى بعض الدول العربية». وأردف قائلا: « كانت الأسماك لا يقبل عليها مواطنو صنعاء وذمار وإب ، الآن كل الناس يتناولون الأسماك إذا شجعنا الإنتاج السمكي وجلبنا عدداًً من قوارب الاصطياد للصيادين في حضرموت وعدن وأبين والحديدة وفي باب المندب والمهرة» ، مشيرا الى زيادة الإنتاج السمكي وبدأت اليمن تصدر الأسماك بشكل جيد في الوقت الذي السوق اليمنية مملوءة بالأسماك حتى ولو ارتفعت أسعارها. وقال:(( إننا نشجع التصدير إلى المملكة العربية السعودية عن طريق الوديعة وحرض ، وليتحرك الشباب في الجبال ويتجهوا نحو السواحل للاصطياد»، موضحا انه كان منذ أسابيع بسواحل ميدي وصادف صيادين من المناطق الجبلية ، مشددا على ضرورة ان يتحرك الشباب للبحث عن العمل بدلا من ان يلجأوا إلى الجريمة أو الفاحشة. وقال(( بدأ الآن صيادون من ذو محمد وذو حسين بجبل برط من أعلى القمم في المناطق الشمالية يأخذون قوارب صيد ويذهبوا إلى البحر للاصطياد ويحصل الواحد في اليوم على حوالي 14 إلى 15 تلة 20 ألف ريال بدلا من ان يتسكع الشباب في الشوارع أو الثرثرة في المقايل وتعاطي القات المبودر»، مؤكدا تشجيع الشباب بأخذ قوارب والاتجاه نحو السواحل للاصطياد.وأضاف» اليمانيون عظام هاجروا إلى أفريقيا وآسيا بحثا عن لقمة العيش والرزق والمال الحلال بكد عرقهم دون ان يلجؤوا إلى قطع الطريق او قتل النفس المحرمة او ارتكاب جريمة السرقة وأصبحوا مغتربين مثاليين وسفراء لليمن في اندونيسيا وماليزيا والحبشة وجيبوتي والصومال والسودان وفي مختلف البلدان الأفريقية فبدلا من ان نظل نحكي نفس الاسطوانة ونفس الكلام ضروري ان يتجه الشباب نحو الاصطياد». واستطرد قائلا « المخزنون يرددون نفس الكلام مثل إيقاع مياه النافورة فهم نفس المقيلين ونفس الوجوه كل يوم وفي كل مقيل يكررون نفس الحديث ولم يخرجوا بأي إنجاز أو استفاد الاقتصاد الوطني والتنمية الزراعية منهم مثلا من مقايل القات. وأضاف(( ومن يقول إن القرارات التي يخرج بها المجتمعون في مجالس القات إيجابية وفاعلة ومؤثرة ويمكن الأخذ بها ، ليس إلا من قبيل النكتة والكلام الفارغ «، داعيا إلى التوجه إلى ساحل ميدي و اللحية وباب المندب والخوخة وأحور وبئرعلي للاصطياد السمكي ، فالمثل يقول( جاور بحر ولا تجاور ملك ،) فالبحر لديه ما يعطي الجميع ، وأفضل للإنسان أن يأكل من فوق رأسه لا من تحت أقدامه. وحث وزارة الزراعة والري على تفعيل التوعية الإعلامية خاصة بعد افتتاح قناتين فضائيتين جديدتين يوم الأربعاء موكل بهما الجوانب الثقافية والتوعية بشكل عام ، مشيرا الى انه سيتم في المستقبل فتح قناة دينية توعي المواطنين بأمور دينهم ودنياهم وقناة أخرى إخبارية وهناك قناة شبابية وقناة قادمة صحية وزراعية توعي الناس كيف يتجهون نحو الاستثمارات. وجدد فخامة الرئيس الدعوة للمستثمرينرالى الاسثتمار ليس في مجال الصناعات التحويلية فحسب ولكن في عدة مجالات زراعية وصناعية وحرفية وتقنية ومهنية ، وقال:»وزارة الزراعة تقول أنها الآن استصلحت أكثر من 1000 هكتار من الأراضي الزراعية في المحافظات الرئيسية وهي بحاجة إلى مد شبكة الري وحفر الآبار وتمهيد الطرق الزراعية إليها وتزويد الأراضي بالحراثات أو بالجرافات. وأضاف:(( هذه الأراضي ستوزع على الشباب ولكن ليس للبيع والشراء ولكن لغرض الاستفادة منها للزراعة عبر ما يسمي بعقود الانتفاع ولا يعني هذا أن أحد سيستلمها ثم يبيعها لشخص آخر، هذا غير وارد، هذه أراض زراعية ملك للدولة، لن تكون في يوم من الأيام ملك لمواطن»، داعيا إلى عدم التعاطي مع الدعوات القائلة بأخذ أموال الأغنياء وتوزيعها على الفقراء ، وقال: « هذا كلام خطأ هذا كان أيام نظام الاشتراكية العالمية». وتمنى فخامة الرئيس في ختام كلمته للاتحاد التعاوني الزراعي النجاح في مهامه في تحسين وتوسيع الرقعة الزراعية بشقيها النباتي والحيواني. وكان الدكتور منصور الحوشبي ، وزير الزراعة والري قد ألقى كلمة رحب في مستهلها بفخامة الاخ الرئيس لحضور هذا الحفل ، مثمنا الدعم الياباني المقدم لليمن في المجال الزراعي ، مشيرا الى ان الوزارة استكملت عملية شراء 500 درَاسة زراعية و300 حصادة يدوية وسيتم توزيعها على مزارعي الحبوب في مختلف المحافظات من أجل رفع إنتاجية محاصيل الحبوب ، مؤكدا أن انتاج الحبوب ارتفع من 730 ألف طن عام 2006م الى 990 ألف طن العام الماضي أي بزيادة مقدارها 29 بالمائة.واستعرض وزير الزراعة والري الانجازات التي حققتها الوزارة في المجالات الزراعية المختلفة ، مشيرا الى ان الوزارة بصدد توزيع اراضي الشباب بعد تدشين عملية استصلاحها واستكمال الدراسات الخاصة بها من حيث التربة وشبكات الري .ولفت الحوشبي الى انخفاض الكمية المستوردة من المبيدات من 3700 طن عام 2006م الى قرابة ألف طن عام 2007م ، الى جانب خفض عدد أنواع المبيدات المتداولة في اليمن من 1024 نوعا الى نحو 400 نوع خلال نفس الفترة على ان يتم خفضها الى 200 نوع العام الجاريوفي مجال السدود أشار الى أن الوزارة استكملت الدراسات الخاصة بالسدود الكبيرة الأربعة ، حسان ، سردود ، بنا ، الخارد ، وتم التوقيع على اتفاقية لتمويل سد حسان في أبين ، مبينا انه تم انجاز أكثر من21 مشروعا مائيا من سدود وحواجز وخزانات خلال العام 2007م وثماني منشآت خلال الربع الاول من العام الجاري ، وهناك عدد من المشاريع قيد التنفيذ وعشرات المشاريع تم استكمال دراستها وفي طريقها لاستكمال الاعلان والتنفيذ بحسب توفر التمويل اضافة الى شبكات الري الجاري تنفيذها في معظم محافظات الجمهورية .بعد ذلك قام الاخ يحيى علي الراعي ، رئيس مجلس النواب نيابة عن فخامة رئيس الجمهورية بتوزيع الحراثات على المزارعين والجمعيات الزراعية ، بحضور الاخ محمد علي الشدادي ، نائب رئيس مجلس النواب والدكتورة أمة الرزاق علي حمد، وزير الشئون الاجتماعية والعمل وعلي محمد المقدشي، محافظ صنعاء وعدد من المسئولين ورؤساء الجمعيات التعاونية الزراعية.