لندن/14 أكتوبر/بيتر جريفيث: ذكر قائد البحرية البريطانية أمس الاثنين أن تصادما وقع بين غواصتين نوويتين إحداهما بريطانية والأخرى فرنسية بينما كانت كل واحدة تقوم بدورية تحت مياه المحيط الأطلسي. وذكر اللورد أميرال جوناثون باند قائد البحرية الملكية البريطانية أن الحادث وقع هذا الشهر لكن لم تلحق أي أضرار بالأسلحة التي كانتا تحملانها. ولم يقدم المسئولون البريطانيون والفرنسيون تفسيرا حتى الآن لإمكانية حدوث تصادم بين غواصتين متطورتين تابعتين لدولتين متحالفتين في المياه المفتوحة وهو حادث نادر يمثل حرجا بالغا للبحريتين. وقال باند في مؤتمر صحفي في لندن «وقع احتكاك بين الغواصتين بينما كانتا تبحران بسرعة بطيئة للغاية .. الغواصتان ما تزالان سالمتين ولم تقع إصابات.» «لم يكن هناك أي تهديد للسلامة النووية.» وذكرت صحف بريطانية أن الغواصتين لحقت بهما أضرار بالغة في الحادث واضطرتا للعودة إلى الميناء. ولم يعلق باند أو وزارتا الدفاع في لندن وباريس على تلك التقارير. وقالت وزارة الدفاع الفرنسية «حدث احتكاك بينهما تحت الماء لفترة وجيزة بينما كانتا تتحركان بسرعة بطيئة للغاية. لم تقع أي إصابات. ولم تتأثر قدرتهما على الردع أو السلامة النووية.» وأضافت أن أضرارا لحقت بكابينة الغواصة التي تحتوي على أجهزة الابحار والرصد لكنها تمكنت وبقوتها الذاتية من العودة إلى قاعدتها في ليل لونج في منطقة بريتاني. وأضافت في بيان «لم يصب أي من أفراد طاقم الغواصة في الحادث الذي لم يهدد الأمن النووي على الإطلاق. ولم يؤثر الأمر على قدرة الردع النووية.» وتشير قواعد بيانات عسكرية إلى أنه كان من المفترض وجود أكثر من 110 أفراد على متن كل منهما في ذلك الوقت. وقالت صحيفة (صن) إن التكنولوجيا الحديثة المضادة للرصد من خلال الموجات فوق الصوتية متطورة لدرجة يحتمل معها أن تكون كل من الغواصتين قد فشلت في رصد الأخرى في الوقت المناسب. وأضافت أن الغواصة (إتش.إم.إس فانجارد) التابعة للبحرية الملكية البريطانية عادت بعد الحادث الذي وقع في وسط المحيط الأطلسي إلى قاعدتها بمدينة فاسلين غرب اسكتلندا وبدت أثار احتكاكات وانبعاجات على بدنها. واتهم الحزب الوطني الاسكتلندي وزارة الدفاع البريطانية بالاختباء وراء سرية العمليات وطالبها بإصدار بيان أشمل بشأن الحادث. وقال انجوس روبرتسون المشرع عن الحزب «ينبغي توضيح كيف يمكن لغواصة تحمل أسلحة دمار شامل أن تصطدم بأخرى تحمل أسلحة دمار شامل وسط ثاني أكبر محيط في العالم.» وقالت منظمة (الحملة من أجل نزع السلاح النووي) إن هذا أسوأ حادث تتعرض له غواصة نووية منذ غرق الغواصة الروسية كورسك في عام 2000. وقالت كيت هادسون رئيس المنظمة «إنه كابوس نووي من الدرجة الأولى. كان من الممكن لتصادم غواصتين نوويتين تعملان بمفاعلين نوويين ومسلحتين بأسلحة نووية أن يتسبب في انبعاث كميات هائلة من الإشعاع ويبعثر عشرات الرؤوس الحربية النووية في قاع المحيط.» وأطلقت الغواصة فانجارد عام 1992 وهي واحدة من أربع غواصات بريطانية تحمل الصاروخ ترايدنت النووي الذي يمثل نظام الدفاع النووي البريطاني. وبدأت الغواصة الفرنسية (لو تريومفانت) عملها عام 1997 وتحمل 16 صاروخا نوويا وهي واحدة من أربع غواصات مسلحة بأسلحة نووية في الأسطول الفرنسي.