البحرين
المنامة / بنا:قال سكرتير المنتدى العالمي لحوار الحضارات فلاديمير باتوكوف إن رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة سيكون على رأس الوفد المقرر أن يقوم بزيارة لروسيا في يونيو المقبل، وأن الجانب الروسي سيحرص على أن يشهد الوفد البحريني ظاهرة «الليلة البيضاء» التي تشهدها روسيا في أيام معدودة من شهر يونيو كل عام، إذ تستمر الشمس بازغة طوال اليوم لكي ينقلب الليل نهاراً. وفي حديث له مع «الوسط» أوضح باتوكوف أن بداية هذا المؤتمر جاءت منذ نحو ست سنوات، وبدأها الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، ثم تبناها عدد من الدول منها روسيا والهند واليونان، وشارك فيها إلى جانب الحكومات عدد من رجال القطاع الخاص. وأشار إلى أن هذه الفكرة يمكن استغلالها بجدية في موضوع الحوار بين الإسلام وغيره من الحضارات، إذ تم تطبيقها فعلاً في الحوار مع أوروبا، وبدأت دول آسيا تطبقها كذلك. وأضاف «نحن في روسيا نحاول إعادة فتح ثقافتنا على العالم، لم نشهد هذا الانفتاح من قبل في عهد الشيوعية، ولذلك صارت مسألة مبادرتنا بالحوار مع الشعوب الأخرى ضرورية. قام رئيس مجلس إدارة المنتدى في روسيا بإمساك المبادرة بنفسه، ولأنه كان في الوقت ذاته رئيساً لشركة سكك الحديد الروسية فقد استطاع تأمين دعم اقتصادي متميز، ومن هنا بدأت سلسلة المنتديات التي استمرت كل عام في جزيرة رودس في اليونان، آخرها كان في العام الماضي وحضره قرابة 800 شخص، إلى جانب عدد من اللقاءات المتفرقة التي يعتبر هذا اللقاء الرابع عشر منها». وعن فكرة عقد المنتدى في البحرين قال باتوكوف: «كان رجل الأعمال سلمان شيبة حاضراً مؤتمر الحوار الأخير، وهو الذي بدأ فكرة إقامة المنتدى والتنسيق مع الجانب البحريني في شأنه». وفي رد على سؤال «الوسط» بشأن الاتفاقيات الاقتصادية بين روسيا والبحرين التي قد يقود لها هذا المؤتمر أوضح باتوكوف أن من ضمن حضور هذا المؤتمر اقتصاديون كبار في روسيا، لذلك كان من الطبيعي محاولة التنسيق بين هؤلاء الاقتصاديين. لكنه أكد في الوقت نفسه أن هدف المؤتمر ليس خلق حوار واتفاقيات بين الحكومات، وإنما تشجيع التحاور بين الأفراد والمؤسسات أنفسهم، والذي يشمل الثقافات والجماعات. وأضاف «نحن سعداء بأن نعود إلى روسيا بصورة ذهنية جديدة عن هذا الجزء من العالم ونحاول أن نغير الفكرة السائدة عنه في روسيا... ليس هدفنا الدخول في نقاش سياسي، فنحن نؤمن بأن الثقافة والحضارة لا يتعارضان، فليس هناك رئيس أو مسئول عن أي منهما، فمن يحملهما هو الشعب نفسه، ولذلك تبدو مسألة الحوار أسهل، ولكنها في الوقت نفسه على جانب من التعقيد». وأكد باتوكوف «ضرورة محاولة القيام ببعض المبادرات لفهم أحدنا الآخر، فعندما تتحاور الحضارات يجب أن يتم الحوار بين بعضنا الآخر». موضحاً أن المؤتمر المقبل للمنتدى ينعقد في يونيو/ حزيران في كندا، بينما يشهد المؤتمر لقاء آخر في سبتمبر/ أيلول المقبل في فيينا.