المفتتح
في أول المطاف نحيي كل مدرس يعطي دماً وعرقاً لكل الاجيال.. فنحن بحاجة الى مدرس كفؤ له القدرة على تخطي الصعاب.. وخاصة في عصرنا هذا الملىء بالمتناقضات الجسام من اعلام مرئي وصحف صفراء فاقع لونها تسر الناظرين.. ومن تكنولوجيا ملأت المنازل ومن الانترنت لا تخدم العلم والمعرفة.. كل هذا ومدرسينا لا زال يجهل نفسه فهو متقوقع بين المدرسة والمنزل.. يلبس نظارة سوداء على عيناه وقفاز على يديه.. اننا بحاجة الى مدرس ينظر بالست الحواس وليس بالخمس.. حيث جبلنا على تقويم مدرسينا من خلال سجلات الحضور والغياب والنجاح والفشل امام طلابه لا تقويمه من خلال تفانية بحب العمل.. وحب اداء الواجب المقى على عاتقة.اننا نقوم المدرس وكأنه سلعة.. بسعر اليوم كا الطماط.. الذي يعلو ويرخص سعرة.. لا نريد ذلك التقويم.. نريد تقويم معنوي ومادي معاً.ان أكثر مدرسينا الافاضل والجيدين اما ان يكون "متفرغاً" او "موجهاً" او "إدارياً" هكذا يحرم الطالب والطالبة من هذا الاستاذ الجيد.بالامس قرأت موضوع عن كيف يتم اختيار المدرس في المرحلة الابتدائية.. يتم اختياره من مدرسين أكاديميين.. ودكاترة متخصصين.. ليكون مع الطالب في اول ابتدائي.. يعيش معه همومه في المنزل والمدرسة معاً.. وليس كما يحصل في مدارسنا اختيار مدرس في هذه المراحل من المرحلة الثانوية حديث التخرج ليعيش مع الطالب وكأنه مثله تماماً نريد تقويم لمدرسينا على منهج قويم.نشاهد كثير من مدرسينا حديثي التخرج لا يهمهم سوى الكسب السريع بايجاد دروس خصوصية وليس دروس تدريسية.. فكم القادر على تدريس ابنه لدى هؤلاء والذين لا يفهمون التدريس اصلاً.لماذا لا يوضع استبيان للمدرس والطالب كل ثلاثة اشهر لمعرفة مدى وعي الطالب واهتمام المدرس في مادة ما.. وهذا اقل شيء نعلمه اذا اردنا ان يكون لدينا جيل واعي يخدم الوطن.اذا نريد تقويم صحيح للمدرس من خلال ما يقوم به.. وليس من خلال.. الغياب والحضور للطلاب والنجاح والفشل.* عبداللاه سلام