14 اكتوبر تلتقي أحد قياديي القاعدة الطلابية للتنظيم الشعبي :
[c1]* لم يقتصر دورنا على توزيع جريدة "الثورة" والنشورات والمظاهرات .. بل تعدى كل ذلك إلى حد المشاركة العسكرية والاستشهاد![/c]أبو بسام مثلما كان للقطاع العسكري الدور الجوهري في حرب التحرير منذ يوم إعلان انطلاقة الثورة في 14 أكتوبر 1963م حتى يوم إعلان استقلال الجنوب اليمني وجلاء الاستعمار البريطاني في 30 نوفمبر 1967م كان للقطاع الشعبي الدور الداعم لذلك الدور الجوهري الذي اضطلع به القطاع العسكري.وإذا كان دور القطاع العسكري محصوراً في مهام قتالية، فقد تنوعت أشكال دور القطاع الشعبي ابتداءً من الدعم المعنوي للقطاع العسكري، مروراً بتحفيز وتأجيج المشاعر الثورية بين الناس لتوسيع قاعدة المؤيدين والمريدين في آن معاً.. إلى العمل الإعلامي المساند للثورة والمروج لها داخلياً وخارجياً.. إلى تحفيز الجمهور على القيام بالمظاهرات والمسيرات المناهضة للاستعمار في عدن والرافضة للحماية البريطانية ووصايتها على مختلف ولايات الجنوب، وضد حكم الدويلات الانعزالية المتخلفة، و.. وكان للقطاع الشعبي "بكافة تشكيلاته" دور على الصعيد العمالي، وعلى صعيد الحركة النسوية.. وانتهاءً بالاضطلاع بمهمة قيادة الحركة الطلابية. وأكثرنا يعلم قوة وتأثير الحركة الطلابية على مختلف الثورات التحررية في العالم أجمع. وفي بلادنا، كان الطلاب باستمرار في مقدمة المظاهرات والمسيرات المنددة والرافضة للاستعمار - كما هو الحال عند العمال - منذ ما قبل قيام الثورتين اليمنيتين بسنين عديدة.. بل وكانت مظاهرات الطلاب والعمال تندلع في عدن ولحج وحضرموت وتعز تأييداً ودعماً للثورات العربية التي سبقتنا في الشام ومصر والجزائر.وهنا نركز الحديث عن دور الحركة الطلابية في الجنوب اليمني.. وتحديداً خلال عامي1966م - 1967م. وهذه الفترة على قصرها الزمني فقد كانت الأطول باعاً في مسيرة حرب التحرير، والأكثر سخونة وحسماً، حيث بلغت ثورة 14أكتوبر التحررية ذروتها، بفتح جبهات عسكرية جديدة، خاصة بعدما دخل العمل العسكري إلى عدن وما جاورها في حوالي منتصف العام1965م. خلال هذه الفترة برزت منظمتان طلابيتان:" الاتحاد الوطني لطلاب الجنوب اليمني المحتل" و"القاعدة الطلابية للتنظيم الشعبي للقوى الثورية لجبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل" عرفت الأولى اختصاراً بـ "الاتحاد الطلابي" وكانت تتبع "الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل" والثانية عرفت اختصاراً بـ " القاعدة الطلابية" وكانت تتبع التنظيم الشعبي للقوى الثورية لجبهة التحرير. * أولئك الطلاب الصبية كان لهم ذاك الدور البطولي بمساندة ودعم ثورة التحرير في إطار حركتهم الطلابية: " القاعدة الطلابية" كانوا يتقدون نشاطاً وحيوية، الذين قبل أربعين سنة.. أولئك الشبيبة الذين كانوا يبادرون إلى تقديم يد العون والمدد.. للجماهير.. وللثوار.. هاهم اليوم أكثر الناس احتياجاً لمن يمد إليهم يد العون.. أو حتى التقدير المعنوي لما بذلوه، وأجزم أن أحداً منهم لم يفكر ـ في أي لحظة من ذاك الزمان- بأي أجر مادي على ما قاموا به من أي كان دون الله تعالى إرضاء له ولضمائرهم ووفاءً لواجبهم تجاه ناسهم ووطنهم. * يسرنا هنا أن نلتقي بواحد منهم.. انه عزيز طه أحد قادة "القاعدة الطلابية".. وقد صار اليوم الحاج عبدالعزيز طه. [c1]بادرت بسؤاله عن صحة ما كان يقال من "تبعية القاعدة الطلابية للجمهورية العربية اليمنية"؟[/c]برزت إدعاءات بأن القاعدة الطلابية هي نتاج مستورد من شمال الوطن وقيادته الحقيقية في تعز وانه لا وجود لأي نشاط لها، وهذا بالطبع إدعاء باطل لان قيادة القاعدة الطلابية هي من أبناء المنطقة، وكان لها دور كبير في تأسيس (اتحاد طلبة الجنوب المحتل) أو الاتحاد الطلابي وأساس تكوينهم يرجع إلى أن الجماعة الطلابية المرتبطة بالجبهة القومية حاولت جر العمل الطلابي إلى صفها وبالتالي ربطها بحركة القوميين العرب، لكن نحن وبالذات في إطار التنظيم الشعبي للقوى الثورية الذي كان يشكل قوة عسكرية حقيقية أقلقت المستعمر البريطاني وبالذات في الفترة من 1966 إلى 1967م، والمجموعة الطلابية لجبهة التحرير وكذلك المجموعة الطلابية التابعة لمنظمة البعث (طلائع حرب التحرير الشعبية)، عملنا معاً في إطار تكوين طلابي موحد باسم القاعدة الطلابية وضمن الحركة الطلابية في جنوب الوطن.وتحملنا مسؤولية قيادة العمل الطلابي بفاعلية وتأثير واسع بين الطلاب، ولا أحد يستطيع نكران ذلك سوى الجاحدين (من مناضلي ما بعد 6 نوفمبر 1967م وهم كثيرون جداً).* وإزاء حماسته الممزوجة بالحنق أو بشيء من الغبن حاولت أن استوضح منه ما كان يميز أدائهم.- إن ما ميز الطلاب المنتمون للفرق التابعة للتنظيم الشعبي وكذا جبهة التحرير لم تكن للمشاركة فقط في النضال السلمي.. كتوزيع المنشورات أو المظاهرات أو مراقبة أهداف الفدائيين أثناء العمليات.. إنما تعداها إلى المشاركة في العمل العسكري، وهناك شهداء أتذكر منهم الشهيد خالد عبدالله الصبري الذي استشهد أثناء زيارة البعثة الدولية التابعة للجمعية العمومية للأمم المتحدة إلى عدن. [c1]قيادات القاعدةوأسأله عن أبرز قيادات القاعدة الطلابية في تلك المرحلة؟[/c]ـ من أبرز الرموز القيادية اتذكر الأخ المناضل عمر قائد علي وكنت مساعداً له "عزيز طه صالح" محمد علي جحا وكان معنا الإخوة المناضلين فيصل علي عبيد ـ أمين عبدالحميد ـ الفقيد محسن علي حيدرة ـ الفقيد عصام سعيد سالم ـ الأستاذ احمد محمد الحبيشي ـ أمين محمد علي سكاريب ـ الفقيد محمد ناجي سعيد ـ مراد رفيق ـ مراد أنور ـ عادل علبي ـ د. محمد عبدالرقيب قباطي ـ علي مخشف ـ مسعد احمد صالح ـ الأستاذ محمد بن محمد عقلان ـ محفوظ هادي سعيد ـ د. نبيل عبادي ـ حسين الشيخ ـ عادل إبراهيم ـ الفقيد نجيب حزام وكثيرون.. وقد أقمنا مهرجان 14 أكتوبر 1967م في قصر السلطان دار سعد والذي به عرف الجميع كوادر القاعدة الطلابية طلبة وطالبات. [c1]6 نوفمبر 1967ممن المفارقات العجيبة المريبة في شهر نوفمبر :[/c]1) وقوع انقلاب عسكري في صنعاء على المشير عبدالله السلال رئيس الجمهورية العربية اليمنية يوم الخامس من نوفمبر 1967م2) ووقوع انقلاب شبيه في الجنوب المحتل تمثل في ان جيش الجنوب (جيش الاتحاد النظامي) وقوى الأمن (الحرس الاتحادي) وكليهما من صنيعة الاحتلال.. أعلنت انحيازها إلى جانب الجبهة القومية ضد جبهة التحرير والتنظيم الشعبي"..."؟ـ طبعاً أصبحنا منذ 6 نوفمبر 67م يوم الاعتراف من قبل الجيش والأمن بالجبهة القومية كممثل شرعي ووحيد مطاردين وفي السجون وهاربين خارج الوطن والغالبية في تعز التي احتضنت جميع مناضلي التنظيم الشعبي وجبهة التحرير وكان ما كان.. وطبعاً بالنسبة لي نقلت في 9 نوفمبر من سجون عدن (المنازل التي تحولت إلى سجون) ورحّلت إلى سجن جعار المركزي وبقيت فيه حتى 28/11/1967م. [c1]ويضيف عزيز طه:[/c]وبعد انقضاء فترة سجني في جعار مع آخرين عدنا إلى عدن ووجدنا الجميع فيالسجون وبالذات الإخوة عمر قائد علي ـ فيصل عبيد ـ محسن حيدرة والجميع دون استثناء.. وقد شكلت الجبهة القومية حينها لجنة لشؤون المعتقلين، وافرجت عن البعض وخاصة غير العسكريين..وعدنا إلى الدراسة وحينها تمت تسميتنا (بالثورة المضادة)، لكننا نحن لم نأبه لذلك فحاول الأخ عمرقائد علي ومعه فيصل عبيد وعزيز طه ومحمد إبراهيم والفقيد محسن علي حيدرة التواصل مع قيادة اتحاد الطلبة في الشيخ عثمان بالعمارة التي بجوار نادي الواي ( Y.C.C )، وعقدنا عدداً من اللقاءات للتواصل على الأقل حرصاً على وحدة الحركة الطلابية والاعتراف بالأمر الواقع.. إلا أنهم تجاوبوا معنا بلهجة المنتصر.. ولكن للأمانة وللتاريخ اسجل كل احترامي للإخوة صادق عبدالولي، الفقيد احمد الخامري، هاشم صادق، صلاح الدين عبدالله حامد، الأخ عادل صالح في قيادة كلية عدن، وكل التقدير لمواقفهم الطيبة التي لم تدم طويلاً، نتيجة لممارسات مناضلو ما بعد 6 نوفمبر 1967م، والذين كانوا سبباً بظهور إطار آخر هو "اتحاد طلبة تابع للقوات المسلحة "شلة العقداء" حينها، وكان يتزعمهم الطالب نعمان عبدالله نعمان وكان مناضلاً صلباً وجسوراً، وبالنسبة إلي فقد عاودت العمل بتأسيس جماعة الكشافة في كلية عدن (الكاديت) وترأستهم مشاركاً الآخرين، فيما بعد أسسنا مع الأخ عادل بكيلي أكبر تجمع كشفي في تاريخ الجنوب اليمني هو "الكشافة الطلابية" وتمكنا فيما بعد من تصحيح وضع الحركة الكشفية. [c1]توثيق[/c]كان الأخ عبدالعزيز طه قد جاء بوثائق بعضها نادر، كما جاء إلى ذكر العديد من رفاق الحركة الطلابية قديماً من "القاعدة الطلابية" وفيهم زملاء صحافيين بارزين مثل الفقيد الأستاذ عصام سعيد سالم (رحمة الله عليه).. وكذلك الأستاذ احمد محمد الحبيشي، فجرى الحديث حول مسألة توثيق تاريخ القاعدة الطلابية.. فقال عزيز طه:ـ إنني اقترح على الأخ احمد محمد الحبيشي باعتباره من القياديين في القاعدة الطلابية حينها وباعتباره حالياً رئيس تحرير والمسؤول الأول في صحيفة 14 أكتوبر أن يعمل على إقامة ندوة أو لقاءات مع كوادر الحركة الطلابية ما قبل 6 نوفمبر 1967م. لتوثيق وأرشفة هذا التاريخ ويمكن أن يتم بالتنسيق مع قيادة منظمة مناضلي الثورة اليمنية والدفاع عن الوحدة فرع عدن والمحافظات المجاورة، حتى لا يأتي يوم ويصبح صناع هذا الحدث قد استبدلوا.. كما قال المناضل "تشي جيفارا" " الثورات يخطط لها الدهاة وينفذها الشجعان ويكسبها الجبناء". [c1]تمنياتوحول ما يود قوله بمناسبة الذكرى 39 لجلاء الاستعمار والاستقلال الوطني (30 نوفمبر 1967م)؟[/c] ـ بهذه المناسبة الغالية أحب التأكيد على أن معظم الكوادر التي عانت ولازالت تعاني من التهميش هي التي قالت يوم العشرين من سبتمبر "نعم" للقائد الرمز المشير علي عبدالله صالح كما قالت أيضاً "نعم" لكل من انتخبتهم إلى عضوية المجالس المحلية، وكان الانتصار .. ولهذا أطالب فخامته الاعتناء بهذه الشريحة التي ناضلت في صباها وتحملت الأعباء وأن يمد لها يد العون ويغمرها بعطفه وقد صاروا اليوم عجائز، لان الإخوة في قيادة "منظمة مناضلي الثورة اليمنية والدفاع عن الوحدة" مازالوا يتعاملون بعقلية الماضي.. وأقولها بكل جرأة إنهم مهملون.. وهنا أذكر انه بعد اجتماع 29/11/2005م برعاية قيادة المنظمة وأمينها العام اللواء حمود بيدر والأمين العام المساعد في عدن اللواء عبدالله ياسين كنا شكلنا لجنة لعملية التمحيص والتدقيق في القوائم والكشوفات المرفوعة، لكن لا حياة لمن تنادي، وهذا يشكل وما يزال حالة إحباط قاسية لهم، لكن الأخوين حفظهما الله ورعاهما رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح ونائبه عبدربه منصور هادي لن يرضيا بهذا الشيء الحاصل، والكذب في التعامل، ونهيب بالمعنيين الاهتمام اللائق كون معظم المناضلين الآن احيلوا إلى التقاعد الوظيفي إما لأحد الآجلين أو بحسب امزجة المدراء الذين يرأسونهم في المؤسسات التي يعملون فيها وأدلل على ذلك ما اعانيه شخصياً من شركة النفط اليمنية إدارة صنعاء أو في فرع عدن من معاملة لا تليق أن يعامل بها حتى عملاء الاستعمار ولا الملكيين من قضم حقوق وعدم توظيف أبنائنا وبمباركة الخدمة المدنية وإدارة التأمينات.إن قيادة هذه المؤسسات هم أبناء مناضلين أفذاذ أو هم أنفسهم من المناضلين، وأقول لهم إن إهانة الرجال الشرفاء لا تغتفر في السماء وإن غفر لها على الأرض، ودوام الحال من المحال.. ونرجو من محافظ محافظة عدن الأستاذ احمد الكحلاني وقيادة المحافظة الاستفادة منهم وتمكينهم من ممارسة نشاطهم بحسب قدراتهم بدلاً من "الحسنات" التي تقدم باسم دعم المناضلين ويلتهمها "أصحاب الكروش" الأوصياء على المناضلين.[c1]وكمن نسي شيئاً مهما وتذكره[/c]فجأة أضاف :ـ كذلك أرجو ان تقدم لهم الرعاية من فرع عدن والمحافظات المجاورة لمنظمة مناضلي الثورة اليمنية والدفاع عن الوحدة بقيادة الأمين العام المساعد اللواء سالم عبدالله ياسين ورفاقه، وكذلك من جمعية المتقاعدين وأدعو إلى تزويد مكتب الشباب والرياضة بقيادة الأخ ضياء قباطي بالإمكانات المادية والمعنوية لكي يتمكن من استقطاب ورعاية الرواد الأوائل للحركة الطلابية بدلاً من أسلوب التهميش والتخلي عنهم، وعدم الاستفادة من خبراتهم المتراكمة.. خاصة أن غالبيتهم من ذوي التخصصات العملية المتميزة والكفاءات العالية، فلماذا لا تتم الاستفادة منهم كمستشارين كل في مجال تخصصه، في مكتب محافظ محافظة عدن وفي بقية مكاتب المحافظات الأخرى.. في مكتب الشباب والرياضة أو في جمعية الكشافة والمرشدات، وفي المؤسسات الأخرى.. إن العديد، بل الكثير ممن تم التخلي عنهم باحالتهم إلى المعاش مايزالون قادرين على العطاء، بل وفي قمة العطاء.. [c1]زيارتي للقاهرة [/c]وكنت قد علمت من الأخ عبدالعزيز طه انه كان في زيارة لجمهورية مصر العربية قبل أشهر قليلة.. فسألته عن ـ أثناء زيارتي إلى القاهرة في الأشهر الماضية التقيت الأخ د.عاطف عبدالمجيد وقدمت له التهنئة بانتخابه أمينا عاماً للحركة الكشفية العربية ورئيساً للمكتب الإقليمي، ومررت على اتحاد الجمعيات العربية والمحاربين القدامى وضحايا الحرب وأطلعت من خلال اللقاء بالأخ إبراهيم عامر أمين السر للاتحاد على نشاط الاتحاد والخدمات التي يقدمها، وكذا المساهمة بتبادل الخبرات بين الدول والمنظمات الأعضاء، ونحن عضو مؤسس فيه، ولكن يبدو أننا لم نستفد من هذه العضوية ولا من الخبرات التي لدى الأعضاء.. لاننا نرى ان المعاملة مع المناضلين وجرحى الحرب وأسر الشهداء لا تسرعدو ولا صديق.. ولكن في الحقيقة أنا أقول إن السبب هو ان القادة التاريخيين مصرون على عدم التعامل مع القادة التاريخيين الآخرين في إطار المنظمات التي كانت تسمى "بالثورة المضادة" أو الرابطيين أثناء حكمهم عليها، ولكن هذا قبل الوحدة ما المانع الآن.. أم أنهم مازالوا فقط هم القادة التاريخيين ما رأيهم أيضاً.. انها فرصة للمصارحة والمصالحة الحقيقية وليس كلام جرائد وخطابات وهذا ما أكده الأستاذ عبدالرحمن الجفري رئيس الرابطة أخيراً لدى عودته من المهجر الإجباري والذي مازال آخرون لم يصلوا بعد.. ونحن بانتظارهم أيها القائد الرمز علي عبدالله صالح.