كلام زايد
ظهر صدام حسين شجاعاً رابط الجأش وهو يواجه مغتاليه في المسرحية الهزلية، المقززة والهمجية في ذات الوقت التي أسمتها أمريكا ومرتزقتها في العراق بتنفيذ حكم الإعدام ولعل صدام حسين هو الوحيد من بين عدد من نظرائه رؤساء وملوك العرب الذي حظي بتأييد وتضامن وتعاطف شعبي عربي إلى درجة ان فتاة جزائرية انتحرت شنقاً وقالت وهي تشنق نفسها أنها تريد بلوغ شعور الالم الذي بلغه صدام والحبل يكظم أنفاسه ويكتمها إلى الأبد.صدام لم يكن مجرد حاكم عربي أو رئيس عابر للعراق، فهو الرئيس الذي حقق لشعبه أعلى دخل على مستوى الفرد وأنشأ نظاماً صحياً وتعليمياً وقبل هذا وبعده فإنه من بين نظرائه العرب المعاصرين الذي وقف ممانعاُ ومناهضاً للهيمنة الامريكية على العرب وثرواتهم وبهذا الموقف توحد مع الارادة الشعبية العربية التي ترى في أمريكا عدوها الأكبر إلى جانب إسرائيل بالطبع، امر واحد فقط انسجم فيه صدام مع بعض من نظرائه الحكام العرب وهو قمع حريات شعوبهم ومصادرتها والتنكيل بمن يخالفونهم الرأي من أبناء الشعوب التي يحكمون، وهذا بالطبع لاينفي فضل صدام الذي تميز به عن بقية الحكام وهو توفيره حياة مرفهة لشعبه قبل ان تصبح العراق هدفاً استراتيجياً لأمريكا لابد من تحقيقه خدمة للمصالح الأمريكية وذلك عن طريق غزو العراق واحتلاله وهو هدف امريكي واجب التحقيق بصدام او بغير صدام، على عكس الترويج السياسي والإعلامي الأمريكي الذي برر ويبرر احتلال أمريكا للعراق حيث برهنت الوقائع والاحداث سقوط كل الذرائع الأمريكية التي حاولت بها أمريكا تبرير هذا الاحتلال وتحاول بها اليوم تبرير الجرائم البشعة والكوارث الانسانية التي تقوم بها ضد الشعب العراقي، وغني عن القول هنا أن الشعوب العربية ناضجة بما فيه الكفاية لتدرك زيف وخداع وكذب أطروحات حكامها خصوصاً اولئك الذين يرددون عن أنفسهم ويردد إعلامهم عنهم إنهم جنبوا ويجنبون بلدانهم وشعوبهم غضب أمريكا واحتلالها، الشعوب العربية تدرك جيداً أن مثل هذا الكلام هو مجرد هراء يمارسه بعض الحكام العرب ليضعوا شعوبهم امام خيارين لاثالث لهما، هما الاحتلال الامريكي أو بقاء هؤلاء الحكام واستعبادهم لشعوبهم، ولعله من المناسب هنا إعادة السؤال الذي وجهه حراس غرفة إعدام صدام اليه وهو "لماذا افقرتنا"؟ رغم الرفاه الذي أشرنا إليه، وهذا السؤال بالضبط هو الذي يجب ان يتصدر أجندة الشعوب العربية اليوم وهي تسعى للخلاص من هذا الوضع الذي لايحتاج إلى احتلال أمريكي.