د / لينا عقيل العبادي عدن المدينة الحالمة على بحار العالم تشهد الآن بداية نهضة أخرى من تحسينات وفرض القوانين فيها ليتلاءم ومكانتها كونها في يوم من الأيام كانت ثاني أهم ميناء بالعالم وفي يوم من الأيام كانت عدن تشع نور في حين أن الجزيرة العربية بأكملها كانت في ظلام دامس وفي هذه المدينة كانت هناك أول إذاعة في الجزيرة العربية وفي هذه المدينة أول نادي لكرة القدم في الجزيرة العربية في هذه المدينة انبزاغ الأمل بأن عدن بوابة اليمن لكن الآن وعلى مستوى الجزيرة وكل المدن اليمنية حالياً فصنعاء وعدن والحديدة والمكلا وتعز أصبحن يشهدن حراكاً في جميع المجالات ونقول كبقية المدن اليمنية لكن عدن ليست كبقية المدن اليمنية فهي المدينة الثانية بعد صنعاء بل هي من يعول عليها أن تأخذ بيد اليمن وبقوة إلى الأمام لا ننكر أن هناك تغيرات ملموسة تشهدها عدن خصوصاً في السنوات الأربع الأخيرة إلا أن عدن ينقصها الكثير على الرغم أن ما أنجز يعد ذا قيمة إلا أن عدن تحتاج المزيد وأهم ما يجب أن يهتم به في عدن هو الجانب التعليمي ونذكر هنا التعليم الجامعي فكون عدن لا توجد بها سوى جامعة حكومية واحدة معترف بها من قبل الحكومة بينما الجامعات الأهلية وهي فروع للجامعات الموجودة بالعاصمة لم تعترف بها يعد اجحاف بحق مدينة عدن نعم نحن مع النظام بل نطالب بأن يكون هناك نظام في التعليم باليمن على خطى مدروسة ليس التعليم الجامعي فحسب ولكن التعليم بجميع مستوياته وبجميع المناطق في ربوع اليمن لكن أن نغلق فروع الجامعات لأنها مجرد فروع من غير وضع أساسيات إن طبقت فبإمكان الجامعة المضي وإلا فهي تستحق الإغلاق! أما أن تكون القضية أن الفروع تغلق لمجرد أنها فروع فهذا شيء غير منطقي، نتمنى من الحكومة أن تكون أكثر تفهماً وتضع شروط ومعايير ومقاييس للجامعات الأهلية تقوم بالسير على خطاها أما غير ذلك فهو اجحاف فكثير من جامعات العالم العريقة لديها فروع أما إغلاق فرع جامعة لكونها فرع هذا شيء غير طبيعي وعدن لأهميتها في قلوب اليمنيين وأهمية أن يكون هناك جامعة أهلية بعدن حيث أنها ملاذ للمغتربين وللعرب الوافدين وما يشكله وجود جامعة أهلية بعدن من حراك اقتصادي مهم ينشط الحركة التجارية والسياحية بعدن وإغلاق فروع الجامعات الأهلية وما يترتب عليه من هروب الطلاب من عدن إلى العاصمة الأم يسبب نكسة لكثير من الطلاب والطالبات لأن هناك بعض التخصصات بالجامعات الأهلية غير متوفرة بجامعة عدن فما على الطلاب إلا السفر للعاصمة صنعاء وليس بمقدور الكل السفر إلى صنعاء نتيجة لما يترتب على ذلك من دفع مبالغ إضافية وهناك طلاب لا يستطيعون تحملها إضافة لوجود طالبات العادات الاجتماعية تمنعهن من السفر إلى صنعاء بمفردهن وبنفس الوقت هناك من الطالبات اللواتي لم يتبقى لهن إلا سنة واحدة لتخرج إذن الطالب أو الطالبة لم يتبقى له إلا سنة واحدة وهو لا يستطيع السفر وتحت أي ظرف من الظروف وجامعة عدن لا تحتوي جميع التخصصات إذن ماذا يفعل بسنوات عمره الثلاث التي قضاها في جامعةغير معترف بها أو لنقل أنه بالسنة النهائية وهذه الشهادة غير معترف بها إذن ماذا عساه أن يفعل؟ إضافة إلى أنه من غير المعقول أن تكون هناك ست جامعات في صنعاء ولا يوجد بعدن إلا جامعة واحدة حكومية لا تلبي جميع احتياجات الطلاب وخصوصاً أن عدن تعتبر مركزاً رئيسياً ومنفذ لعدد من المحافظات اليمنية فنزوح الطلاب من عدن يعني أن هناك نزوح موارد سكان عدن الذين هم في أمس الحاجة لها فوجود الطالب في عدن يقتضي أن يجد لنفسه منزل وأن يستخدم المواصلات وإن ينشط الحركة التجارية وأن يجلب أسرته إلى عدن ويتطور الأمر عند البعض أن يقوم بفتح مشروع تجاري في عدن وهكذا وعدم وجود جامعة أهلية بعدن يعني أيضاً أن هناك الكثير من الطلاب والطالبات الذين لن يقبلوا في جامعة عدن ولن يكون مصيرهم إلا الرضا بما هو موجود أو السفر إلى صنعاء حالهم كحال المدن الأخرى باليمن ولتصبح اليمن بأكملها صنعاء.
رأي
أخبار متعلقة