بغداد/14 أكتوبر/وليد إبراهيم وأسيل كامي: قالت الحكومة العراقية أن انتحاريا قتل 35 شخصا على الأقل وأصاب ما لا يقل عن 79 آخرين في هجوم على زوار كانوا يدخلون ضريحا شيعيا في شمال غرب بغداد أمس الأحد. وقع الانفجار عند نقطة تفتيش أمام ضريح الإمام موسى الكاظم في منطقة الكاظمية ذات الأغلبية الشيعية في بغداد فيما كان الشيعة يستعدون لإحياء ذكرى عاشوراء هذا الأسبوع. وقال المتحدث الأمني اللواء قاسم الموسوي أن معظم الضحايا زوار من إيران. وكان الموسوي قد قال في وقت سابق إن منفذ الهجوم امرأة ولكنه قال في وقت لاحق إن التحقيقات في موقع الهجوم توصلت إلى أنه كان رجلا. وقال أن عدد الضحايا بلغ 35 قتيلا و79 مصابا. وأعطت مصادر الأمن العراقية عددا اكبر قليلا للضحايا. وقال سعيد قاسم وهو شاهد عيان كان يوزع الطعام على الحجاج في المنطقة وقت الهجوم «كانت هناك جثث في كل مكان.. بعض منها كان من دون سيقان أو أذرع.. إنها كارثة.» وأضاف «لا يمكنني أن أفهم كيف.. لا يمكن لأحد أن يصل إلى هناك من دون المرور بسبع نقاط تفتيش.» وصدر بيان عن رجل دين شيعي دعا فيه رجال الأمن العراقيين إلى اليقظة وإلى معاقبة مدبري الهجمات. وجاء في بيان المرجع الديني محمد تقي المدرسي وهو احد المراجع الدينية الشيعية في مدينة النجف « أدان سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي الانفجار الذي حدث في الكاظمية ... داعياً الأجهزة الأمنية إلى المزيد من اليقظة ورصد العناصر التي قد تتسلل إليها.» وأضاف البيان نقلا عن المدرسي «أن الشعب العراقي...لن يركع لمثل هذه الجرائم المدبرة ضده وسوف يلقن الفاعلين دروسا لاتنسى.» وقال نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي «تزامنا مع موسم العزاء والامتحانات الكبرى...أقدمت عصابات التكفير والإرهاب على ارتكاب جريمة مروعة بالقرب من الصحن الشريف للإمامين موسى الكاظم ومحمد الجواد.. راح ضحيتها العشرات من الزوار الأبرياء.» وأضاف «أن هذه الجريمة النكراء التي جاءت بعد يومين من حادثة اليوسفية المروعة جاءت لتؤكد أن عصابات القاعدة والتكفير لا مكان لها في العراق وان حقدها الأسود على الشعب العراقي لن يزيده إلا صمودا وإصرارا على محاربة الإرهاب وإلحاق الهزيمة النهائية بالقاعدة وأذنابها القتلة والمجرمين.» وسيزور مئات الآلاف من الشيعة العراقيين مدينة كربلاء الواقعة على بعد 80 كيلومترا جنوب غربي بغداد خلال الاحتفال بذكرى عاشوراء. وكثيرا ما استهدف المسلحون السنة المناسبات الشيعية التي أصبحت تشارك فيها إعداد ضخمة منذ سقوط الرئيس الراحل صدام حسين الذي كان يمنع إقامتها. وفي 2004 قتل أكثر من 160 زائرا شيعيا في هجمات انتحارية منسقة على أضرحة في بغداد وكربلاء وذلك في أول احتفال بذكرى عاشوراء بعد سقوط صدام. وقال قائد شرطة كربلاء علي الغريري إن 22 من ضباط الشرطة نشروا في أنحاء المدينة لمنع تكرار المذبحة. وأضاف أنه جرى أيضا نشر كلاب مدربة وقناصة ووحدات لمكافحة الشغب. ورغم العنف فقد استمرت المناسبات الدينية في اجتذاب مئات الآلاف من الزوار وكثير منهم من إيران. وصارت القوات الأمريكية في العراق تحت سلطة عراقية اعتبارا من الأول من يناير عملا بالاتفاقية الأمنية التي تستوجب انسحاب القوات الأمريكية وعددها 140 ألفا بنهاية عام 2011. وسلمت القوات الأمريكية أمس الحكومة العراقية مسؤولية مجالس الصحوة في محافظة ديالى شمالي بغداد. وتراجع العنف بشكل كبير من ذروة الاقتتال الطائفي في عامي 2006 و2007 لكن مازالت هناك تفجيرات متكررة.
أخبار متعلقة