بغداد / 14 أكتوبر / رويترزقالت الأمم المتحدة يوم أمس الثلاثاء إن انتهاكات حقوق الإنسان في العراق لا تزال متفشية رغم انخفاض كبير في العنف بشكل عام. وقالت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) في تقرير نشر قبل النقل المحتمل لآلاف المعتقلين من سيطرة الجيش الأمريكي إلى السلطات العراقية العام القادم إن الوضع في السجون العراقية قاس بشكل خاص. وأفاد التقرير بأن كثيرا من المعتقلين في السجون العراقية محتجزون منذ شهور أو سنوات دون أن يوجه إليهم اتهام أو يسمح لهم بالاتصال بمحامين أو حتى قاض. وأضاف أن المزاعم بشأن تفشي التعذيب وسوء المعاملة مبعث قلق خاص. وقال ستافان دي ميستورا رئيس البعثة في مؤتمر صحفي «ينبغي توجيه الاتهام إليهم والسماح لهم بالاتصال بمستشار قانوني.. وينبغي التحقيق في القضايا».وبموجب اتفاقية أمنية بين الولايات المتحدة والعراق يسري بدءاً من العام القادم تسليم القوات الأمريكية إلى السلطات العراقية أكثر من 16 ألف معتقل تحتجزهم حاليا في معسكرات أمريكية. ومن المرجح أن يودع من صدرت بحقهم مذكرات اعتقال عراقية في سجون العراق بينما سيتعين الإفراج عن الباقين. واحتجز كثير من هؤلاء في ذروة عمليات عسكرية للمسلحين العرب السنة والعنف الطائفي بين العرب السنة والشيعة. وقالت الأمم المتحدة إن السجون العراقية مزدحمة بالفعل وفي وضع محفوف بالمخاطر. وقال دي ميستورا «سيمثل الإفراج (عن هؤلاء المعتقلين) تحديا كبيرا بشكل واضح للسلطات العراقية.. لكن السلطات العراقية لديها النية وعليها واجب (لتهيئة) أفضل الظروف المحتملة لهؤلاء المعتقلين».وأشار تقرير الأمم المتحدة إلى الشهور الستة الأولى فقط من عام 2008 لأن كاتبه اضطر لأسباب شخصية للتوقف منذ منتصف العام وحتى آخره. وقالت الأمم المتحدة إن أوضاع النظام القضائي في إقليم كردستان بشمال العراق ليست في حال أفضل بكثير. وأضافت أنه كانت هناك حالات احتجاز لفترات طويلة بناء على اتهامات غامضة وتأخيرات لفترات تصل إلى أربع سنوات في تقديم أشخاص للمحاكمة. وتابعت أنه بصفة إجمالية كان هناك 50595 معتقلا في السجون العراقية حتى يونيو حزيران. وقال دي ميستورا «في أحد السجون .. وجد 123 سجينا في زنزانة مساحتها 50 مترا مربعا». وسلط تقرير الأمم المتحدة أيضا على استهداف الصحفيين والمعلمين والأطباء والقضاة ومسؤولي الحكومة والأقليات مثل المسيحيين والتركمان بالقتل بوصفها أسبابا تدعو للقلق. وعلاوة على ذلك قال التقرير إن النساء يواجهن صعوبات في أنحاء البلاد إذ تحاول جماعات محافظة تقييد حرياتهن. وأضاف أن حقوق المرأة مهددة أيضا في كردستان حيث قتلت 50 امرأة وأصيبت 150 بحروق في الشهور الستة الأولى من العام الحالي نتيجة لما يسمى «جرائم الشرف».
أخبار متعلقة