حـــضـــرمـــوت
حضرموت / أحمد سعيد بزعل: يعتبر القطاع الصناعي من أهم القطاعات الإنتاجية في حضرموت ويعزى إليه الدور الحاسم في تحقيق التنمية الاقتصادية بنسبة تفوق القطاعات الأخرى ويمثل القاعدة المادية للنهوض بالاقتصاديات المختلفة بمساهمته في ارتفاع مستويات الإنتاج والدخل القومي ورفع مستوى الاستخدام والاستغلال العلمي والموضوعي للموارد المتاحة وحسن استخدام وتأهيل الموارد البشرية.وتشير مسودة إستراتيجية النمو والتخفيف من الفقر لمحافظة حضرموت حتى 2015م الصادرة عن وزارة التخطيط والتعاون الدولي والسلطة المحلية في حضرموت بالتعاون مع المؤسسة الألمانية للتعاون الفني (جي تي زد ) وغرفة تجارة وصناعة حضرموت وجهات أخرى إلى أن في محافظة حضرموت العديد من العوامل التي تساعد على نمو الصناعة ،يأتي في مقدمتها الموقع المتوسط للمحافظة ومحاذاتها لعدد من المحافظات وموقعها البحري الذي يسهل الوصول إلى الأسواق الخارجية الإقليمية والدولية.وفي جانب الموارد توجد بها ثروات طبيعية منها النفط والغاز وهما الأساس لصناعات التكرير والبتروكيماويات والأحياء البحرية المتواجدة على طول الشريط الساحلي وجزيرة سقطرى إلا أن معظم الموارد المتاحة لم يتم استغلالها بعد.وتوجد في محافظة حضرموت كمية كبيرة من خام الفلورايت الذي يمكن استخدامه في صناعة وإنتاج حمض الفلوريك المستخدم في تنظيف الفولاذ وإزالة الطلاء ومعالجة اليورانيوم وغيرها من الصناعات إلى جانب الخامات المعدنية الفلزية وخصوصا الذهب والفضة والنحاس والنيكل التي أثبتت الاستكشافات وجودها بكميات تجارية كبيرة , كما توجد خامات السيراميك والدولوميت وخامات الزجاج الحجر الجيري والصخور التي تدخل في صناعة الطلاء والبلاستيك والمواد الصحية والاسمنت والصناعات الإنشائية وغيرها , وتوجد خامات صناعة الاسمنت والزجاج والسيراميك والطوب الأحمر.وفي مجال البنية التحتية تحققت خطوات مهمة رغم تواضعها ولكنها تهيئ لتوسع أكبر في المستقبل وخصوصا في توفير الطاقة الكهربائية والمياه ووسائط النقل والاتصالات وتحديد المواقع للمناطق الصناعية على أسس تخطيطية وبيئية واقتصادية متكاملة , والسعي لمدها بالخدمات اللازمة .وتسهم الصناعات التحويلية بحوالي (%63.9)من قيمة الإنتاج الصناعي الإجمالي , والكهرباء بـ (35.8) والصناعات الاستخراجية ( بدون استخراج النفط ) بأقل من (%0.3) وتتركز الصناعات التحويلية في الفروع التالية : صناعة تعليب الأسماك , مصانع الفيبر جلاس, مصنع الأنابيب البلاستيكية , مواد البناء مثل الطوب الأحمر والرخام والبلاط , الصناعات الغذائية مثل الوجبات الخفيفة والزيوت والمياه المعدنية , صناعة الإسفنج.أما الصناعات الاستخراجية فتقتصر حتى الآن على استخراج النفط ومعامل تقطيع الأحجار والكسارات , وهناك غياب شبه كامل للصناعات التعدينية وصناعة المواد الأساسية باستثناء صناعة الاسمنت .وقد عرفت محافظة حضرموت منذ القدم صناعات حرفية كبيرة وصغيرة لتلبية احتياجات السكان ومعيشتهم , منها ماقد اندثر بفعل مناقسة المنتوج المستورد والبعض نتيجة لتخلف تكنولوجيا الإنتاج وأخرى بسبب اندثار التقاليد الإنتاجية الموروثة , وفي الوقت الراهن فان هذه المهن والحرف هي مستلزمات الزراعة (أدوات حديدية وخشبية ) صناعة الملبوسات (الحياكة والغزل والنسيج ) صناعة مستلزمات الصيد التقليدي ( قوارب خشبية , شباك صيد وغيرهما) صناعة مستلزمات البناء والتشييد ( أحجار طوب طيني , نورة , جبس) صناعة الأثاث ومستلزمات المعيشة المنزلية: صناعة الزيوت باستعمال العصر الميكانيكي (معاصر زيت الجلجل) صناعة الحلي من الذهب والفضة.تنقسم المنشآت الصناعية بمعيار القوة العاملة إلى : صناعات كبيرة وتضم المصانع التي تستخدم (10)عمال فأكثر , وصناعات متوسطة وتستخدم بين (5ـ 9) عمال وصناعات صغيرة وتستخدم (1ـ4) عمالأ، ويشمل القطاع الصناعي كذلك الصناعات الحرفية والمشغولات اليدوية والتي تنخرط فيها العمالة التقليدية وتأتي في المرتبة الثانية من حيث الاستخدام بعد الصناعات الصغيرة بنسبة (%43.4) أما الصناعات الكبيرة والمتوسطة فلا تزيد نسبة الاستخدام على (%0.89و%3.8).لايزال القطاع الصناعي بوزنه الكبير في مراحل تكوينه الأولى بعد ظهور عدد من المصانع الكبيرة والمتوسطة مثل الصناعات الغذائية وتعليب الأسماك والصناعات التشكيلية المعدنية والبلاستيكية ولا تزال الغلبة للصناعات الصغيرة والحرفية التي يعمل بها شخص أو شخصان .يتجه معظم الإنتاج الصناعي إلى تلبية احتياجات المحافظة ماعدا تعليب التونا الذي يتجه جزء كبير منه إلى التصدير الداخلي والخارجي .ولايوجد تكامل بين المنشآت الصناعية من حيث إنتاج بعض المصانع لمدخلات المصانع الأخرى , بينما يوجد نوع من التكامل بين القطاع الصناعي والقطاع السمكي , حيث أن القطاع الصناعي يوفر بعض محتاجات القطاع السمكي ( قوارب فيبرجلاس وصناديق بوليسترين ) وبالمقابل القطاع السمكي يوفر للقطاع الصناعي المادة الخام ( الأسماك ) لمصانع تعليب(التونا).يتركز القطاع الصناعي الكبير والمتوسط في المناطق الحضرية المحيطة بمدينتي المكلا وسيئون وفي مديريات أرياف المكلا وغيل باوزير وبروم / ميفع والشر .تنتشر الحرف المهنية واليدوية في معظم المديريات وتتباين من حيث العدد ونوعية المنتجات من مديرية لأخرى .تتوفر في محافظة حضرموت العديد من العناصر الجاذبة للاستثمار منها المساحات والمواقع الملائمة لإقامة المنشآت الاستثمارية والمواقع المخططة للمناطق الصناعية وتوفر المواد الخام الزراعية والسمكية والحيوانية ومواد البناء المعدنية والنفطية وخصوصا في المجالات التالية :- صناعة الاسمنت . - توجد مواد خام منتوجات زراعية تؤهل لقيام صناعة الطماطم والتمور والزيوت والخضروات .- إقامة حظائر تربية أغنام حديثة لتلبي حاجة السوق المحلية من اللحوم والألبان ومشتقات الألبان.- صناعة الجلود.- حظائر الدواجن لتلبية حاجة السوق من الدجاج والبيض.- تصنيع شمع العسل حتى يتم الاستغناء عن الاستيراد من الخارج .- معامل خياطة لتصنيع الملابس لسد حاجة السوق المحلية .كما تتوفر في المحافظة مواد خام للصناعات الإنشائية وبعض الصناعات الغذائية و توفر مواد خام للصناعات السمكية.وهناك مؤشرات لتوفر المعادن وخاصة الذهب والفضة والنيكل وتوفر قطاع كبير من الصناعات الصغيرة إضافة إلى موقع المحافظة القريب من شواطئ شرق إفريقيا والخليج يدعم فرص القطاع الصناعي لأغراض التصدير .وتواجد النفط والغاز بالمحافظة وكذا موانئ التصدير على ساحل المحافظة وتوفر رؤوس الأموال من المغتربين من أبناء المحافظة إضافة إلى توفر الأيدي العاملة الرخيصة مقارنة بالدول المجاورة وكذا توفر المساحات الكافية لإقامة المناطق الصناعية ووجود ميناء بحري رئيسي بالمحافظة والتوجهات لتوسعته وإقامة منطقة حرة بجانبه.أما الكثافة السكانية للمحافظة وللمحافظات المجاورة فإنه يدعم فرص القطاع الصناعي الملبي حاجة الاستهلاك المحلي .