واشنطن / 14 أكتوبر / رويترز:خلص ضابط كبير بالبحرية الأمريكية في إطار مراجعة الأوضاع في معتقل جوانتانامو التي طلبها الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى إن السجن الحربي في خليج جوانتانامو بكوبا يطبق الآن معايير معاهدات جنيف للمعاملة الإنسانية.وقاد نائب الاميرال باتريك والش فريقا من المحققين في زيارة استمرت 13 يوما للتحقيق في أوضاع المعسكر القائم في القاعدة البحرية الأمريكية بكوبا وصرح بأنه لم يرصد انتهاكات لمعاهدات جنيف التي تحظر معاملة السجناء بقسوة وإذلال وإهانة.وخلصت المراجعة إلى أن السجن الخاص بمن يشتبه بارتكابهم لجرائم تتعلق بالإرهاب مطابق للمادة الثالثة العامة من المواثيق التي تحكم المعاملة الإنسانية للمعتقلين.واعتبرت عمليات الاحتجاز في سجن جوانتانامو على نطاق واسع وصمة في سجل الولايات المتحدة لحقوق الإنسان ورمزا لانتهاك حقوق السجناء والاحتجاز دون اتهام.وصرح والش يوم الاثنين الماضي بأن فريقه استجوب أكثر من 100 حارس ومحقق وضابط كبير وضابط معاون وأكثر من 12 سجينا في جوانتانامو يشتبه أنهم من نشطي القاعدة وطالبان.وأقر والش بأن فريقه لم يلتق مع سجناء سابقين زعموا أنهم تعرضوا للتعذيب كما أن فريقه لم يحاول أن يعرف ما إذا كان السجن الحربي الأمريكي قد التزم بمعايير جنيف طوال فترة عمله التي امتدت سبع سنوات.وقال والش في إفادة لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) «لم أكن في موقف يسمح لي بالنظر إلى الخلف. كلفت تحديدا بأن أعرف ما إذا كان المعسكر يلتزم الآن (بجنيف) وهو كذلك بالفعل.»وقدم فريقه عددا من التوصيات أهمها أن السجناء المحتجزين في زنازين انفرادية على غرار سجون الولايات المتحدة التي تطبق عليها إجراءات امن مشددة يجب أن تتاح لهم فرصة التعامل مع آخرين والتحفيز الذهني من خلال السماح لهم بتناول الطعام والصلاة مع الآخرين.كما حث على تصوير عمليات معسكر جوانتانامو على شرائط فيديو بشكل روتيني كدليل على الطريقة التي يعامل بها السجناء.وطالب والش أيضا المسؤولين الأمريكيين بالعمل على تهدئة مخاوف السجناء وانزعاجهم على مستقبلهم والذي يمكن أن يؤثر على صحتهم العقلية. وقال إن الإحباط يدفع البعض إلى رفض الطعام وأعمال الترفيه.وقال «البعد العقلي يجب أن يكون جزءا من الحوار الدائر حول ما هو إنساني».وذكر أن قرار الرئيس الأمريكي الذي اتخذه في يناير كانون الثاني بإغلاق سجن جوانتانامو خلال عام منشور في كل أرجاء المعسكر «وان الكل يعرف أن المعسكر سيغلق.»ويحتجز نحو 425 معتقلا حاليا في جوانتامو وذلك طبقا لإحصاءات البنتاجون.وفي واحد من أوائل قراراته في السلطة أمر اوباما الشهر الماضي بأن يغلق في غضون عام ذلك المعتقل الذي واجه انتقادات على نطاق واسع من قبل جماعات حقوق الإنسان وحكومات أجنبية.كما طلب اوباما من وزير الدفاع روبرت جيتس مراجعة الأوضاع هناك خلال 30 يوما لضمان حصول المعتقلين على معاملة إنسانية. وعين جيتس والش نائب رئيس العمليات البحرية لإجراء هذه المراجعة.وسرعان ما انتقد الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية المراجعة التي خلص والش خلالها إلى التزام جوانتانامو بمعايير معاهدات جنيف ووصفها بأنها «هزلية».كما قال بارديس كبرياي المحامي بمركز الحقوق الدستورية الذي يمثل السجناء «إنهم واقعون في دائرة مفرغة فالعزل يحدث أضرارا نفسية وذلك يجعلهم يتصرفون بشكل غريب مما يعرضهم لمزيد من الانتهاكات ويبقيهم في العزلة.«إذا كان هذا سيستمر عاما أو حتى مجرد يوم واحد فهذا يجب أن يتوقف.»وأمر أوباما بتجميد محاكمات اللجان العسكرية لسجناء جوانتانامو بينما يدرس مسؤولون ما إذا كانوا سيغيرون نظام محاكمتهم.