يمكن الموافقة على أن يطلقوا علينا نحن النساء صفة النصف الحلو من البشر ولكن هل يمكن الاتفاق مع هؤلاء الذين يعتقدون أننا “ الجنس الضعيف“ ! من الناحية البدنية ، برأيي فعلا أضعف بعض الشيء من الرجال ولكن الإدعاء بأن النساء يختلفن عن الرجال في كل شيء، لا يصدر إلا عن أصحاب المصلحة في زرع هذا الوهم والتضليل الذي تراكم على مر الدهور.. فالمرأة هي التي تؤثر على الرجل أكبر تأثير فهي صاحبة قوة معنوية وروحية هائلة ، وقوة سحر المرأة بالذات هي التي تهب القوة للرجال في حياتهم وأعمالهم وشؤونهم اليومية و تلهمهم الإبداع في شتى مناحي الحياة ، كالشعر والنحت وغيره . يقولون أننا متخلفات عن الرجال من حيث التطور الذهني والعقلي والعضلي ، ونقول نحن النساء أننا لسنا ضعيفات بالمعنى الذي يصوره البعض من الناحية البدنية .. إن النظرة الأساسية للمرأة التي تجعلها في هذه الصورة ليست سوى صورة قديمة عفا عليها الزمن ، فهذه النظرة كانت في مجتمعات الرق عندما كان الإنسان يمتلك من قبل إنسان آخر مثله مثل الجمادات والأشياء المملوكة ، وفرض على المرأة التبعية والضعف والخضوع ، ومع تطور القاعدة الإنتاجية للمجتمع تغيرت بنيتها الاجتماعية وجاء الإقطاع ليحل محل الرق ، ومع ذلك فإن الوضع الحقيقي للمرأة في الأسرة والمجتمع كان يتغير على نحو غير مرض لها كما كانت تود وترغب لأن المرأة المعاصرة ليست تلك التي غيرت فستانها وتسريحتها فقط .. فلم يعد من الممكن عزل المرأة عن أدوارها المتعددة في حياتها ، حيث يطرح العصر الحديث وهو عصر الصناعة والتقدم التقني السريع أدوارا متعددة للمرأة وتتوالى تلك الصور مع توالي سرعة التطورات كما تتوالى الصور مع تلك المتتاليات الاجتماعية والسياسية التي تحدث أيضا هنا وهناك فإذا كان التطور الاجتماعي والسياسي الحالي هو تطور الديمقراطية وحقوق الإنسان ، فالمرأة بأدوارها المتعددة ستخضع لكل ما يجري في العصر وعناصره في إطار كل هذه التطورات التقنية والاجتماعية والسياسية ... حيث لعبت المرأة أدوراها بحيوية على في مجتمعاتها على الرغم من الصعوبات التي تواجهها .
|
ومجتمع
رياح التغيير
أخبار متعلقة