محافظة عدن
ملمح ومقارنة بسيطة كافية لتبيان ماشهدته وتشهده العاصمة الاقتصادية والتجارية لليمن الموحد "عدن" كما ان حجم التطور الكمي والنوعي المجسد بالحراك السياسي والازدهار الاقتصادي يعبر عن الصورة التي كانت عليها من عام 1967م وحتى العام 1990م يوم استعاد اليمن هويته الموحدة بقيام الجمهورية اليمنية.والسنوات المنصرمة من عمر الوحدة المباركة، ومانعنيه هنا فيما ذهبنا اليه من اشارة ومقارنة هو فقط في جانب واحد يرتبط بالأهمية والمكانة التي كانت لعدن والتي هي عليها اليوم، فخلال مايقرب من عقدين ونيف لم يزرعدن أكثر من احد عشر رئيساً ونذكرهم بالتفصيل هنا بدءاً من الرئيس الكوبي فيدل كاسترو وأمير دولة الكويت ومعمرالقذافي ورئيس الوزراء الاثيوبي السابق منجستو هايلا مريام، والرئيس الجيبوتي السابق حسن جوليد والرئيس الصومالي السابق حسين بري والرئيس ياسر عرفات والرئيس الالماني الشرقي ايريش هونيكر ورئيس الوزراء الروسي كوسجين.أما في سنوات الوحدة المباركة، فقد زارها تسعة رؤساء جمهوريات وهم: الرئيس المصري محمد حسني مبارك، والملك عبدالله بن عبد العزيز وأمير دولة قطرالشيخ حمد بن خليفة والرئيس الاريتري اسياسي افورقي والرئيس الموريتاني السابق معاوية ولد الطايع، والرئيس السوداني عمرالبشير، ورئيس وزراء اثيوبيا مليس زيناوي والرئيس الصومالي عبدالله يوسف،والرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر وأكثر من 40رئيس حزب سياسي من الدول الشقيقة والصديقة.. يؤكد ذلك العهد المشرق الذي تعيشه عدن .كما احتضنت عدن خلال سنوات الوحدة الممتدة لـ15عاماً حتى الآن فعاليات سياسية واقتصادية وثقافية عربية ودولية، لعل ابرزها قمة دول تجمع صنعاء،وفعالية وزراء التربية لدول مجلس التعاون الخليجي،هذا على الصعيد الاقليمي،أما على الصعيد المحلي فقد كانت فعالية انعقاد المؤتمرالسابع للمؤتمرالشعبي العام الذي مثل تظاهرة سياسية وطنية بعدد المشاركين فيه الذين بلغوا ستة آلاف عضو يمثلون مختلف تكوينات وبنى المؤتمر الشعبي التنظيمية على امتداد مساحة الوطن وشرائحه وفئاته.وتبقى قمة دول تجمع صنعاء المتواصلة أعمالها في عدن ليس فقط في ما تجسده القمة من دور سياسي واقتصادي اقليمي محوري، ولكن لمضامينه في تعزيزالأواصر والروابط بين دول منطقة القرن الأفريقي و جنوب البحرالأحمر التي اصبح الاستقرارفيها يكتسب أهمية دولية كون هذه المنطقة تطل على شريان حيوي لمصالح عالمية، واليمن بزعامة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح أدركت من وقت مبكر وانطلاقاً من مسؤولياتها الاقليمية والدولية أن الامن والاستقرار في هذه المنطقة لايحققه إلاّ ايجاد حلول حقيقية لمشاكلها بصورة تضامنية من كافة دول الاقليم وتحظى بدعم واسناد دولي، وبكل تأكيد فإن السبب الرئيسي المهدد للاستقرارهي الاوضاع الاقتصادية التي تعيشها هذه الدول، فكان التوجه لهذا التجمع منذ البداية يعطي هذا العامل اولوية، كونه الأساس الذي عليه تقام بناه الاخرى، وذلك لن يتأتى إلاّ بارساء دعائم ثابتة لعلاقات تعاون اقتصادي تجاري واستثماري مؤسس على رؤية مدورسة لامكانية كل بلد وحجم سوقها ومايمكن أن تستوعبه من مشاريع مجدية تعود بالنفع على الجميع ويكفي الإشارة الى ان عددسكان الدول الاربع المشكلة لهذا التجمع يتجاوز الـ 140 مليون نسمة وهو ثقل بشري كبير وسوق اقتصادية واسعة يأخذ طابع الظاهرة الديموغرافية في موقع جيولوبيتكي مهم على الصعيدين الاقليمي والقاري افريقياً وآسيوياً وأوروبياً و له دلالاته وأبعاده الاقتصادية المؤثرة على الاستقرار العالمي.. وبالتالي فإن سلامة الملاحة الدولية في البحر الأحمر يرتبط بمفصليته ومحوريته الرئيسية بانجاح هذا التجمع في تحقيق الاهداف والغايات التي قام من أجلها وفي صدارتها إيجاد شراكة تفضي الى تكامل اقتصادي يمكنَّ دول منطقة جنوب البحرالأحمر منفردة ومجتمعة من تجاوز صعوباتها الاقتصادية التي تعني حلّ قضاياها ومشكلاتها السياسية منهيةً كافة بواعث الصراعات فيها وفيما بينها لنخلص الى القول أن مثل هذا التجمع يتطلب إدراكاً لما يمثله من أهمية راهنة ومستقبلية أولاً من كافة دول هذه المنطقة، لاسيما وأنه منظومة اقليمية مفتوحة أمام الراغبين في الانضمام إليه.إن التجمع الذي اعلن قادته منذ البداية انه مفتوح وغير مغلق على ذاته ويرحب بكل من يرغب في الانضمام اليه ضمن دول الاقليم حري به أن يحظى بدعم عربي وأفريقي ودولي كون استمراره عماداً ضرورياً يسهم بقسط وافر في توفير الظروف الملائمة لتطور وازدهار وتقدم - ليس فقط الدول المنضوية في عضويته-وانما يمتد ايضاً الى كل دول المحيط الاقليمي بامتداداته الأفريقية والآسيوية ليمتد ماهو أشمل فضاء الأمن والاستقرار والسلام العالمي.وانعقاد قمة دول تجمع صنعاء في عدن يحمل في مضمونه دلالةً متعددة الأبعاد بالنسبة لليمن ولهذا التجمع مستمدة من النماء والتطور والازدهار الذي تعيشه اليوم عدن في ظل راية الوحدة المباركة.افتتاحية صحيفة "26 سبتمبر"