لا يوجد أناس على مر التاريخ وحقبه المتوالية صنعوا ما يشابه صنيع أولئك (الحوثيين) المتمردين على ثرى هذا الوطن الميمون , ولا أرى لهم مثلاً إلا كراكب سفينة في عرض البحر آل به تفكيره الأحمق والقاصر إلى أن يخرق السفينة من البقعة الجالس عليها وما ذلك كله إلا حقد على ربان السفينة وراكبيها , ولم يحن عليه عقله الأجوف والفارغ تماماً ويذكره بأنه سيغرق أيضا في لج ذلك البحر . أن الفتنة النائمة في بعض مناطق صعده والتي أيقظها مجددا المتمرد عبد الملك الحوثي وإخوانه سلطت الضوء على السماحة والصبر وطول البال كما هي الحكمة والحنكة التي يتحلى بهما فخامة الرئيس القائد / علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية ـ حفظه الله ـ والتي تعد عصارة تجربة في الحكم والإمساك بزمام الأمور تراوحت على مدى (28) عاماً وقّل من يمتلك مثل ذلك , ولا أجد نفسي وقعت في عظيم المبالغة إذا قلت إن أسلوب الحوار والتفاوض الذي فضّله فخامة الرئيس لحل هذه المعضلة وإخماد الفتنة يفوق مستوى هذه الشرذمة الضالة ولكنه محسوب لصاحبه .على مدى العصور المتعاقبة وتراب هذا الوطن مقبرة كل غازٍ همّت قدمه أن تطأ شموخ هذا الثرى المتعالي بشموخه نجوم السماء المتلألئة , كما هو مقبرة المتمردين عليه والخارجين عن الطوق من أهله وذويه لكن هذا القول لا يحظر إلا في ظل هذه الفتنة الوليدة التي لم تلد لها أما من قبل ولم تشهد اليمن وتاريخها الممتد على مر العصور ولادتها القبيحة والمشوهة .إن أبناء اليمن من أقصاه إلى أقصاه يعلّقون آمالهم على أبناء القوات المسلحة البواسل في دحر هذه الشرذمة الغارقة في التيه , كما هي آمالهم أيضا معلّقة على أولئك الغيورين على وطنهم وشعبه من أبناء محافظة صعده الأبيّة في القضاء على الخارجين عن العادات والتقاليد والأعراف القبلية السائدة على المحافظة والخارجين عن ولاة الأمر وقتل حماة هذا الوطن الساهرين على أن ينام أبناؤه هانئين , وإيجاد الفرقة وشق الصف , وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية , وهذا ما يتعارض مع العادات والتقاليد والأعراف والتي تعد مصدر من مصادر التشريع , كما يتعارض مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الداعي إلى المساواة وإصلاح الشأن وإتباع ولي الأمر ونبذ الفرقة والتطرف والغلّو .وحفظ الله لهذا الوطن أمنه واستقراره , وعاش الشعب حرا أبيا. عبد الباسط الصمدي
|
فكر
.. لعن الله من أيقظها
أخبار متعلقة