كمال محمود علي اليماني :عن دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة بالأردن الشقيق ومن إصدارات العام المنصرم 2007م، صدر كتاب جديد للدكتور علوي عبدالله طاهر وهو الأستاذ المحاضر في كلية التربية بجامعة عدن.. وقد جاء الكتاب في 415 صفحة من المقاس الكبير، والكتاب يعد واحداً من الكتب القليلة التي درست القيادة التربوية، لاسيما في شقها الإسلامي ولقد جاء تحت عنوان (الأ نموذج القيادي التربوي الإسلامي) .والحق فإن الدراسات التي تناولت موضوع القيادة بصورة عامة، والقيادة التربوية بصورة خاصة، قد تعددت منذ عام 1900م ، إذ تم إعداد مئات من أوراق العمل التي تناولت القيادة وطبيعتها ، ولقد تم – كما جاء في مقدمة الكتاب – بناء عدد من الأنموذجات القيادية التربوية، بيد أنها كانت جميعها متلائمة مع المجتمعات الغربية والأوروبية ، وإيماناً من الكاتب بما قدمه التراث العربي والإسلامي من إسهامات لايستهان بها في هذه الجوانب ، وفي قدرة هذا التراث على الإسهام بفاعلية إذا ما أعيدت قراءته ، وفقاً لمقتضيات العصر ، فقد أخضع د. علوي طاهر التراث العربي والإسلامي لنوع جديد من المعالجة ، وقرأه برؤية جديدة معاصرة ، بهدف توظيفه لبناء الأنموذج القيادي التربوي بما يتفق وواقع حياتنا الإسلامية المعاصرة، وبما يحقق مافيه الفائدة ، ورفد المكتبة العربية بمرجع يبحث في القيادة التربوية الإسلامية لتقييم الدافع القيادي التربوي الحالي، وكدليل يهتدي به في ترسيخ العمل القيادي التربوي في هذه المؤسسات . ولقد احتوى الكتاب على خمسة فصول، استعرض الكاتب في الفصل الأول جملة من النظريات القيادية وأنموذجاتها لما قبل الثورة الصناعية ، فمن نظرية الرجل العظيم، إلى نظرية السمايتين ، مروراً بالنظريات السلوكية والموقفية والتفاعلية ولم يكتف المؤلف باستعراض هذه النظريات وتبيان مالها وما عليها من الوجهة العلمية، بل راح يفندها ضمن رؤية إسلامية معاصرة، وتبيان مافي التراث العربي والإسلامي مما يندرج تحت مفاهيم إسلامية أقرها الشارع. أما الأنموذجات القيادية العامة، فلقد تم استعراضها في الفصل الثاني ، وأشار في هذا الفصل إلى أن العقد الأخير من القرن العشرين قد شهد ثورة بناء الأنموذجات ، والتي شملت الحياة وأنظمتها المختلفة، ولقد خلص في هذا الفصل إلى أن بناء الأنموذج يعد في الوقت الحاضر أهم وسيلة هادفة إلى تحقيق أهداف النظام التربوي.وأفرد د. علوي طاهر الفصل الثالث لاستعراض أنموذجات القيادة العصرية ، والتي كانت ولادتها، كما أشار – مخاضاً للتطورات الهائلة التي شهدها العقدان الأخيران من القرن الماضي.ولعل من أهم أنموذجاتها، أنموذج إدارة الجودة الشاملة . وفي تسلسل منطقي في أنموذجات القيادة، يوصلنا المؤلف إلى أنموذجات القيادة التربوية ، وبعد أن أشبع الموضوع بحثاً ودراسة خلص إلى أن بناء الأنموذجات أصبح اتجاهاً ملازماً للمؤسسات التربوية منذ العقد الأخير في القرن العشرين ، بعد أن نجح تطبيقة في كثير من الدول. أن الحاجة لبناء أنموذجات في القيادة التربوية، هي حاجة ملحة على أن تشتق هذه الأنموذجات مسلماتها من التراث العربي الإسلامي لأن معظم أو كل الأنموذجات المطروحة والمتداولة صممت لبيئات غير إسلامية.أما الفصل الخامس، فقد توسع فيه د. علوي طاهر، حيث راح يشرح أنموذجات القيادة التربوية الإسلامية ، ولعل هذا الفصل، هو أهم فصول الكتاب ، إذا أن ما سبقه من فصول إنما كان يهدف إلى تعبيد الطريق للوصول إلى رؤية الكاتب ومقترحاته بشأن هذه الأنموذجات .ولهذا فقد حظيت الأنموذجات المستعرضة بكثير من التفصيل والتوضيح لعناصرها الأساسية والثانوية، بصورة تجعل الأمر جلياً واضحاً أمام القارئ، ولم ينس أن يؤكد في ختام فصله هذا أن ما قدمه المفكرون المسلمون أمثال ابن خلدون ، والقلقشندي والغزالي وابن تيمية وغيرهم في المجال الإداري ، لو أنه قرئ قراءة واعية لدل دلالة واضحة على أن التراث الإسلامي غني بالمعطيات التي يمكن أن تثري الفكر الإداري المعاصر .سعدت كثيراً بقراءة هذا الكتاب، وأحسب أنه لوكان الأمر بيدي لجعلته ضمن مقررات الجامعة في كليات الإدارة ، لما فيه من رؤية إسلامية معاصرة وجديدة تكاد تخلو منها مكتباتنا وكلياتنا.
|
ثقافة
د. علوي عبدالله طاهر في أحدث كتبه
أخبار متعلقة