بكين / 14 أكتوبر/ رويترز : قاد السباح الياباني كوسوكي كيتاجيما ولاعب الجمباز الصيني يانج وي يوما من ذهب لآسيا أمس الخميس لتتأكد القوة المتعاظمة للقارة العملاقة في عالم الرياضة. وخطف كيتاجيما أعظم سباح في آسيا الأضواء من العملاق الأمريكي مايكل فيلبس بتحقيقه ثنائية مزدوجة غير مسبوقة في سباقات سباحة الصدر بالدورات الاولمبية وأضاف ذهبية سباق 200 متر إلى فوزه السابق بسباق 100 متر وهما نفس اللقبين اللذين حصدهما في اولمبياد أثينا 2004. وفجرت الصين التي تتصدر ترتيب جدول الميداليات في اليوم السادس للمنافسات برصيد 22 ذهبيةمفاجأة بحصولها على ذهبية وفضية في سباق واحد بمنافسات السباحة. وحطمت الصينية ليو زيجي (19 عاما) الرقم القياسي العالمي لسباق 200 متر فراشة للسيدات بينما حصلت مواطنتها جياو ليويانج على الميدالية الفضية متقدمة على الاسترالية جيسيكا شيبر بطلة العالم التي اكتفت بالمركز الثالث والميدالية البرونزية. وكان يوم أمس رائعا بالنسبة لأوكرانيا بحصولها على ذهبية في سيف المبارزة لفرق السيدات ومنغوليا التي نالت أول ذهبية في تاريخها الاولمبي في منافسات الجو دو لوزن 100 كيلوجرام للرجال. وفي المقابل تواصل تواضع الأداء العربي فخرج المصارع المصري كرم جابر صاحب ذهبية وزن 96 كيلوجراما في أثينا من دور 16 بينما تلقت بلاده هزيمة ثالثة على التوالي في الكرة الطائرة للرجال على يد ألمانيا. ولم يكن الفريق المصري لكرة اليد بأفضل من ذلك فسقط أمام ألمانيا أيضا ليخسر للمرة الثانية في بكين. وشهد يوم الخميس انتصارات رائعة للاعب الجمباز الصيني يانج وي الذي وضع حدا لمعاناة بلاده على مدار ثماني سنوات في منافسات كل الأجهزة للفردي وللرامية دو لي التي انخرطت بعد فوزها في البكاء بعد فشلها في أول أيام المنافسات في الفوز بذهبية.
ولم تكتف الصين بذلك بل مضت لتحصد ميدالية ذهبية غير مسبوقة في القوس والسهم بفضل لاعبتها تشانج جوان جوان منهية هيمنة كوريا الجنوبية التي فازت بجميع الميداليات الاولمبية لهذه اللعبة منذ دورة لوس انجليس في 1984. وحصدت الدول الأسيوية نصف الميداليات الذهبية التي وزعت في بكين حتى الآن. وتحتل الولايات المتحدة المركز الثاني وراء الصين بعشر ذهبيات تدين بالفضل في خمس منها لسباحها النادر فيلبس لكن يتوقع أن تعوض تأخرها حين تنطلق منافسات ألعاب القوى اليوم الجمعة. وتتقاسم كوريا الجنوبية وايطاليا وألمانيا المركز الثالث ولكل منها ست ذهبيات. وأشادت صحيفة يصدرها الحزب الشيوعي الحاكم في الصين بحصيلة الذهب الأسيوية في الدورة كدليل على الأنماط التاريخية والاقتصادية التي أذابت «الفوارق القديمة» في المنافسات الرياضية. وقالت صحيفة (الشعب ) «القوى الرياضية التقليدية ستواجه تحديات أقوى وأقوى.» وبعد الحرب الباردة حلت الصين محل الغريم القديم روسيا كأبرز متحديي الولايات المتحدة في الدورات الاولمبية واحتلت المركز الثاني في أثينا 2004 وبإمكانها تحقيق نتيجة أفضل على أرضها.
وكشفت الصين كبرى دول العالم من حيث عدد السكان عن ثروتها وثقتها وقدراتها التكنولوجية الجديدة بعرض مبهر في حفل الافتتاح وبإنفاق رقم غير مسبوق بلغ 43 مليار دولار لتنظيم الدورة وبتشييد عدد من الملاعب بالغة الروعة وبأسلوب متقن في التنظيم. [c1] أشياء غير حميدة [/c]وخطفت المصارعة الرومانية الأضواء لأسباب غير حميدة في فعاليات الخميس حين رفض السويدي ارا ابراهميان ميداليته البرونزية وأعلن اعتزاله المنافسات. وصرخ ابراهميان وضرب حاجزا معدنيا بقبضته بسبب قرار للقضاة أثناء نزاله في الدور قبل النهائي ضد الايطالي اندريا مينجوتسي الذي مضى ليفوز بالذهبية. وقال مينجوتسي إن احتجاج السويديين أفسد النصر. وقال «يمكن لأي شخص دائما التشكيك في القرارات التي يتخذها الحكام لكن ينبغي في الرياضة إظهار الروح الرياضية وتقبل القرارات.»
وتطغى الآن سخونة المنافسات الرياضية على الضغط الذي مورس قبل بداية الدورة من قبل الغرب على الصين بسبب سجلها في مجال حقوق الإنسان وحكمها في إقليم التبت. [c1] إثارة تحت الماء[/c]وفي مجمع مكعب الماء الذي يستضيف منافسات السباحة تواصلت الإثارة. وفاز الفرنسي الان برنار بدرة السباقات وهو 100 متر حرة بفارق ضئيل عن الاسترالي ايمون سوليفان بعدما كان متأخرا في منتصف مسافة السباق. وبالنسبة لبرنار عوض انتصاره اليوم مرارة خسارة سباق التتابع أربعة في 100 متر حرة أمام الفريق الأمريكي. وكان يوم السباحة الاسترالية ستيفاني رايس صديقة سوليفان السابقة أفضل من يومه بحصدها ثالث ميدالية ذهبية لها في بكين وذلك في سباق التتابع أربعة في 200 متر حرة.
وصرخت عضوات الفريق الاسترالي من فرط السعادة واحتضن بعضهن بعضا بعدما حطمن الرقم القياسي العالمي بفارق ست ثوان تقريبا. وكان أداء الصين أفضل في سباق 200 متر فراشة بخطف الميداليتين الذهبية والفضية في مشهد نادر للصين في منافسات السباحة بفضل سباحيها الذين يتطورون بسرعة كبيرة. وقالت ليو للتلفزيون الصيني وهي تحاول التغلب على الضغط الذي شكله الجمهور المحلي والتحلي بهدوء كذلك الذي يملكه فيلبس « أتعامل مع الموقف بهدوء.. هذا طبعي دائما.» وفي سباق 200 متر صدر تصدر كيتاجيما من البداية ليحصل على ثاني ذهبية له في الدورة والرابعة له في تاريخ مشاركاته الاولمبية. وقال «لم أفكر في فوزي بثنائيتين ذهبيتين في دورتين اولمبيتين متعاقبتين.. ركزت فقط على بذل قصارى جهدي في بكين.» وبعدما أصبح أنجح رياضي في تاريخ الدورات الاولمبية بحصوله على 11 ذهبية عاش ظاهرة السباحة الأمريكي فيلبس يوما هادئا وحقق فوزا سهلا في الدور قبل النهائي لسباق 200 متر فردي متنوع. [c1]هيمنة صينية[/c]
وهيمنت الصين على منافسات الجمباز في هذه الدورة وأتبع يانج الذي لم يهزم في أي بطولة على الصعيد الدولي منذ 2006 ذهبية الفرق التي حصدتها بلاده بأخرى في الفردي على كل الأجهزة للرجال. ومن فرط القلق وضع يانج يداه على أذنيه ولم يستمع لهتاف الجمهور قبل أن يعلن القضاة النتيجة النهائية. وجاءت فرحته مضاعفة بسبب الإخفاقات السابقة التي عاشها بعد حصوله على الفضية في سيدني وخروجه خالي الوفاض في أثينا. [c1] نتيجة رائعة[/c]وحققت (دو) رامية الصين نتيجة رائعة هي الأخرى بفوزها بذهبية منافسات الرماية بالبندقية من مسافة 50 مترا من ثلاثة أوضاع للسيدات. وقالت دو إنها أوشكت على الاعتزال بعد فشلها في الفوز بأي ميدالية يوم السبت الماضي رغم الآمال العريضة التي علقتها عليها بلادها. [c1] دخان وعواصف . . [/c]وبددت العواصف الرعدية الدخان من سماء بكين لكنها تسببت أيضا في إلغاء منافسات التنس والكرة اللينة وسباقات قوارب الكانوي والتجديف بينما تسبب ضعف الرياح في تأجيل انطلاق منافسات الشراع. وعانى لاعبو ولاعبات الكرة الطائرة الشاطئية وهم يلعبون على الرمال.