الأستاذ التربوي القدير/ عزت مصطفى منصور في ضيافة المنتدى التربوي والثقافي بمديرية الشيخ عثمان
[c1]المدرسة ليست عبارة عن كتب وأقلام وطباشير وسبورة بل مهنة التدريس تعني رسالة وعشقاً قبل كل شيء [/c]أوضح الأستاذ/ عزت مصطفى منصور إلى أن مسألة التربية والتعليم لا تعد أساساً في المدرسة كذلك تكوين بناء شخصية الطالب النموذجي بل إنها عملية تكاملية تكافلية يقوم بها ويشترك فيها جنباً إلى جنب المدرسة أولياء أمور الطلاب فهم وحدهم الذين يستطيعون زراعة أوليات المبادئ الأساسية في بناء الشخصية لأبنائهم ويخططون لوضع صنع أجيال المستقبل كونهم يمثلون نموذجاً حياً للمجتمع الكبير ويغرسون في ابنائهم حب العمل والعلم ويزرعون فيهم الابتسامة.مشيراً في هذا السياق الى أنه قد عمل بكل حب وإخلاص ووفاء عندما جاء منذ نهاية القرن المنصرم عام 54م في منطقة »الوهط« مدرساً فيها أباً لأبنائها.. وقد حرص كل الحرص عن تعليم تلاميذه بإخلاص ليغرس فيهم حب الإيمان بالوطن والعلم والوحدة والحرية والديمقراطية.حتى يكونوا مثالاً في الإخلاص والوفاء في أخلاقياتهم وسلوكياتهم في تعاملهم مع الآخرين وحبهم وقدوة ومثالاً في الإخلاص بالوطن والوطنية.وكذلك هي العزة والرفعة، والمكانة لبناء ونهضة الأمم والشعوب لاتتحقق إلاّ بفضل وإرادة وعزيمة شبابها المتنورين وطلائعها المثقفة والمفكرة في البناء والعمل . هكذا كانوا تلاميذي نجباء مخلصين في صنع غدهم المشرق في يمن التاريخ والحضارة والوحدة والديمقراطية.وكذلك المدرسة كانت بالنسبة لي ليست عبارة عن كتاب وقلم وسبورة وطبشور وكراسة للتلميذ بل إن مهنة التدريس كانت تعني لي رسالة وعشقاً قبل كل شيء وعلاقة حميمية ومباشرة في العطاء المستمر بين المدرس والتلاميذ بتقديم كل جديد ومفيد.بين المدرس والطالب وبهذا التواصل تستمر العملية في الرسالة التربوية والتعليمية كما تكتمل سمفونية العشق التربوية في البناء والعطاء.ففي واقع الأمر وحقيقته إن إمكانات أمس »الخمسينات« لا تقارن بإمكانيات اليوم في هذا القرن العصري فهناك بون شاسع وشتان مابين ما شهدته من تطور عمراني وحضاري ونهوض فاعل مع قيام دولة الوحدة.فقبل نصف قرن من زيارتي لليمن عام 54م شاهدت مباني مدرسية بكثرة وكثافة طلابية في المدارس وأبوابها مفتوحة صباحاً ومساءً للتلاميذ فهذا إن دلّ على شيء فإنما يدلُّ عن الصحوة الحقيقية للنهوض وبمدة وجيزة باليمن والجهود المبذولة من قبل فخامة الأخ/ علي عبداللّه صالح رئيس الجمهورية فكما أندهشت عند زيارتي لليمن فقد أندهش أهلي بمصر وعن ذلك الوفاء النادر بعد »خمسين« عاماً هاهم أبنائي المخلصون يدعونني لزيارة اليمن وبالذات تلامذتي في منطقة »الوهط« وهم ممن تعرفت عليهم عندما كانوا ناشئة وذكرتهم عند مقابلتي لهم فرداً فرداً.فمهنة التدريس مهنة سامية وراقية فالمدرس إذا عشق مهنته أبدع فيها وتوصل الى أرقى المستويات وهذا ما حصل معي بالذات وللّه الحمد.فلقد كانت المدارس بسيطة ومتواضعة في منطقة »الوهط« فبدأت التركيز أولاً على المدرسين من أهل المنطقة ثم انطلقت في التركيز ثانياً عن أولياء الأمور للدفع في مسار العملية التربوية وكذلك التعليمية . فكنت أقوم بتدريس تلامذتي في الفترة الصباحية والظهر.كما إنني استطعت أن أكون فيهم بناء الشخصية المستقلة فقد كانوا يقومون بأنفسهم بالأنشطة اللاصفية والزيارات الاستطلاعية الكشفية ويصدرون مجلة مدرسية تربوية في عام 55م.فكلما وجدته بمصر آنذاك نموذجاً مدرسياً طبقته في »الوهط« وفي بناءشخصيات أبنائي.فلم اقطع صلتي بهم في يوم من الأيام بل كانوا معي أينما كانت سواءً أكانوا في »الاسكندرية« أم »القاهرة« أو »طنطا« أو حتى داخل »الكويت« فقد درس أعداد من تلاميذي هناك فإنني أشعر بسعادة بالغة عند سماعي بنجاحهم وتطورهم المشهود ويغمرني فرح شديد كونهم قد تبوءوا مناصب كبيرة ومرموقة في بلادهم.فالهدف هو كيف نعمق مبدأ التربية في نفسية النشئ ونغرس مبدأ التعليم بوجدانهم ونعزز من مستوى الربط في هذه العلاقات الحيوية ما بين ما تقوم به المدرسة وما يقوم به أولياء أمور التلاميذ حتى يكون مستوى العلاقات متجانساً ومتناغماً مع سيمفونية العشق المدرسي للتلاميذ ونخلق نموذجاً للمجتمع الكبير وهو ربط الأسرة والمدرسة بالمجتمع.فمتى أدركنا ذلك الإحساس أستمرت الرسالة التربوية والتعليمية فللّه الحمد هناك جيل من أعظم الأجيال في اليمن.متمنياً في ختام كلمته للشعب اليمني كل التقدم والازدهار بقيادة قائد مسيرته الوحددية الأخ/ علي عبداللّه صالح رئيس الجمهورية .ولمسار العملية التربوية والتعليمية مزيداً من النجاح في مسارها التربوي والتعليمي.الجدير بالإشارة هنا إلى أن هذه الضيافة الترحيبية بالضيف التربوي الكبير عزت مصطفى منصور كانت تحت رعاية الأستاذين القديرين احمد حامد لملس مدير عام مديرية الشيخ عثمان والدكتور/ عبداللّه النهاري مدير عام مكتب التربية والتعليم بمحافظة عدن.وقد كان الأستاذ التربوي القدير عبده علي بعيصي مدير الأمسية ومتحدثها اللبق مع ضيفه الكبير القادم من أرض الكنانة مصر »وقل للزمان أرجع يازمان« وهو ماكان قد فتح شهية الكثيرين في الحديث عن مدارس زمان وأيام زمان وبالتحديد مدرسة »الوهط« حيث تحدث الأستاذ التربوي والشاعر علي مهدي محلتي حديثاً مسهباً مطرزاً بأرقى العبارات وأدق التفاصيل.حضر هذه الفعالية التكريمية الاحتفائية كل من الاخوة أحمد حامد لملس مدير عام المديرية والشيخ طارق الطاهري مدير عام مكتب الأوقاف م/ عدن.وعدد من مديري التربية والشخصيات التربوية والثقافية ورؤساء الجمعيات والمنتديات بالمديرية.كما قدمت للضيف التربوي الكبير بعض الهدايا الرمزية التذكارية والشهادات التقديرية.وذلك ألقيت بهذه المناسبة عدد من القصائد الشعرية ألقاها كل من الأخوة الشعراء جمال محلتي، نصر غازي، هاني جرادة، نالت الاستحسان والإعجاب من قبل الحاضرين.كما أشد عدد من الفنانين بعدد من الأغاني ذات الألوان الغنائية اليمنية المتميزة بنكهتها وغذوبتها وسحرها الغنائي المتميز في سماء الأغنية اليمنية.