لا باز/ 14 أكتوبر/رويترز: تحدى الرئيس البوليفي ايفو موراليس خصومه اليمينيين بالتعهد بتطبيق إصلاحات مثيرة للانقسامات وذلك بعد ساعات فقط من ظهور علامات على التوصل لحل وسط لوقف العنف الذي أودى بحياة 17 شخصا ودفع إلى فرض الأحكام العرفية . واتهم موراليس في كلمة أمام حشد ضم آلافا في مدينة كوتشابامبا في المنطقة التي تزرع الكوكا في ذلك البلد الفقير الواقع في جبال الانديز خصومه بالسعي إلى إسقاط حكومته من خلال العنف ووصفهم بأعداء بوليفيا. وقال موراليس وهو أول رئيس لبوليفيا من أصل هندي «أنهم يتآمرون ضدنا بانقلاب فاشي وعنصري.» وتعهد بإقرار دستور جديد مؤيد لسكان بوليفيا الأصليين وللفقراء ويعارضه بشدة حكام أقاليم يمينيون يطالبون بالحكم الذاتي. وقال موراليس «خطتهم إسقاط الهندي.ربما يسقطون الهندي ولكنهم لن يسقطوا أبدا الشعب البوليفي. «تخيلوا فقط مدى عدم وطنيتهم. أنهم أعداء كل الشعب البوليفي.» وأعلنت الحكومة البوليفية الأحكام العرفية في ساعة متأخرة من ليل الجمعة في منطقة باندو النائية في الأمازون التي كانت مسرحا لأسوأ أعمال عنف بين أنصار موراليس وأنصار حكام الأقاليم. وصرح مسئولون بان 15 شخصا على الأقل معظمهم من الفلاحين المؤيدين للحكومة قتلوا في اشتباكات وقعت يوم الخميس مع أنصار ليوبولدو فرنانديز الحاكم الإقليمي المعارض لباندو والذي توعدت الحكومة باعتقاله. وأعلن وزير شؤون الرئاسة خوان رامون أن بحارا ومدنيا قتلا أيضا في اشتباك منفصل عندما انتزع الجيش السيطرة على المطار في كوبيخا عاصمة باندو من المحتجين . واندلعت أعمال عنف على بعد 48 كيلومترا خارج مدينة سانتا كروز يوم السبت عندما اشتبك محتجون مطالبون بالحكم الذاتي مع مزارعين مؤيدين لموراليس بمتفجرات محلية الصنع. وعرض موراليس في بادئ الأمر مراجعة ومناقشة دستوره المقترح في تلويح على ما يبدو بغصن زيتون لخصومه. ولكن كلمته الملتهبة في كوتشابامبا كانت تتناقض بشكل واضح مع إشارات الحلول الوسط التي صدرت من الحكومة وماريو كوسيو حاكم إقليم تاريخا الغني بالغاز الطبيعي بعد محادثات مطولة الليلة قبل الماضية مع نائب الرئيس البوليفي . وبعد الاجتماع قال كوسيو الذي يمثل حكاما يمينيين آخرين رفضوا الحضور « حققنا الهدف المتعلق بفتح حوار ودعونا نأمل بان يتحول هذا خلال الساعات المقبلة إلى عملية دائمة من الحوار الذي يسفر عن اتفاق لحل المشكلات في إطار مصالحة وطنية.» واطلع كوسيو في وقت لاحق ثلاثة آخرين من الحكام المناهضين لموراليس على نتائج محادثاته في سانتا كروز وقالوا إنهم سيزورون باندو إظهارا للتضامن. وقال انه سيحضر محادثات من المقرر عقدها مع الحكومة في لاباز ولكنه حذر من انهيارها إذا سقط مزيد من القتلى. وأثار موراليس وهو مزارع سابق لنبات الكوكا وأول رئيس لبوليفيا من أصل هندي غضب خصومه بخطط لتغيير الدستور وتقسيم المزارع الكبيرة لإعطاء ارض للفلاحين. وأنحى مسئولو موراليس باللائمة على فرنانديز في عمليات القتل التي وقعت في باندو قائلين انه نسق «مذبحة» للمزارعين المؤيدين للحكومة. ورفض فرنانديز هذا الاتهام . وقال لمحطة إذاعة محلية «أنهم يتهمونني باستخدام قتلة في الوقت الذي يعرف فيه الجميع أن هؤلاء الفلاحين الاشتراكيين هؤلاء الفلاحين المزيفين كانوا مسلحين.» وواصل المحتجون المناهضون للحكومة إغلاق الطرق في المناطق الشرقية مما سبب نقصا في الوقود والغذاء في مدينة سانتا كروز التي تقودها المعارضة . وصرح مسئولون بأن المحتجين دمروا أو أشعلوا النار في نحو 30 مبنى عاما. وأجبرت أعمال العنف السلطات على قطع صادرات الغاز الطبيعي إلى الأرجنتين والبرازيل على الرغم من أن الصادرات شبه الطبيعية استؤنفت في وقت لاحق . وأيد زعماء الدول المجاورة موراليس الذي طرد السفير الأمريكي متهما إياه بإثارة الاضطرابات . وأعلن اتحاد دول أمريكا الجنوبية الذي يضم معظم زعماء المنطقة عن اجتماع قمة رئاسي طارئ بشأن بوليفيا اليوم الاثنين في سانتياجو بتشيلي. وقال الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز في كراكاس «علينا أن نوقف جنون الفاشية في بوليفيا ونحول دون حدوث مأساة اكبر.» واتهم تشافيز الجيش البوليفي بعدم قيامه بما يكفي لوقف أعمال العنف.