المبعوت الامريكي جورج ميتشل مع وزير الخارجية الأسرائيلي
القدس 14 اكتوبر (رويترز):نفى الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس أمس الخميس تكهنات باحتمال ان تشن اسرائيل هجوما على ايران لمنعها من امتلاك وسائل صنع اسلحة نووية وقال ان الجهود الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة هي الحل. وتفضل الادارة الامريكية الجديدة التفاوض لمنع ايران من تخصيب اليورانيوم وهي عملية يمكن ان تستخدم لانتاج قنابل نووية. وأثارت هذه المفاتحات شكوك اسرائيل التي تعتبر ان امتلاك ايران لاسلحة نووية تهديد مميت لوجودها بالرغم من أن طهران تنفي أي نوايا عدوانية. وضاعف وصول الحكومة اليمينة بقيادة بنيامين نتنياهو الى السلطة المخاوف الدولية من ان اسرائيل ربما تقرر بصورة منفردة شن ضربات وقائية على المواقع النووية لخصمها اللدود حتى وان أدى ذلك الى الاصطدام بادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما. ولكن مكتب بيريس نقل عنه قوله للمبعوث الامريكي جورج ميتشل الذي يزور اسرائيل “الحديث عن ضربة اسرائيلية محتملة لايران غير حقيقي. الحل في ايران ليس عسكريا.” ومنصب بيريس شرفي اذ لا يتمتع بصلاحيات تنفيذية لكنه مطلع على وضع السياسات الحالية. وحين كان أكبر مسؤول عسكري في الخمسينات لعب بيريس دورا رئيسيا في حصول اسرائيل على مفاعل ديمونة الفرنسي الصنع الذي يعتقد انه انتج الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط. كما شغل بيريس من قبل منصب رئيس الوزراء مرتين. وأحجم متحدث باسم نتنياهو عن التعقيب على تصريحات بيريس. ولن تكون السابقة الاولى من نوعها اذا ما اختلف رئيس الوزراء مع بيريس في مسألة على هذا القدر من الاهمية الاستراتيجية. وكزعيم للمعارضة عام 1981 حاول بيريس وفشل في أن يثني رئيس الوزراء حين ذاك مناحم بيجن عن قصف المفاعل النووي العراقي. وتعليقا على الجهود الغربية الأخيرة للدخول في حوار مع طهران قال بيريس “يجب خلق تعاون دولي واسع فيما يتعلق بالمسألة الايرانية. “من مصلحتنا المشتركة ان يكتشف العالم من خلال الحوار مع ايران ما اذا كانت هناك فرصة (للحل) أم ان ايران تخادع.” وقال البيان الصادر عن مكتب بيريس ان ميتشل كرر التزام واشنطن “المطلق والقوي بأمن دولة وشعب اسرائيل.” وكانت الولايات المتحدة شأنها شأن اسرائيل رفضت ان تستبعد اللجوء للقوة ضد ايران كخيار أخير. لكن كبار المسؤولين في ادارة أوباما لم يظهروا حماسا للفكرة خلال تصريحاتهم العلنية اخذين في الاعتبار الحربين الدائرتين في العراق وافغانستان. ونقلت صحيفة (يو.اس ارمي تايمز) التي يصدرها الجيش الامريكي عن وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس قوله في خطاب هذا الأسبوع انه بينما قد يعرقل أي هجوم برنامج ايران النووي لفترة قد تصل الى ثلاث سنوات الا انه “سيرسخ اصرارهم على امتلاك برنامج نووي ويزرع في كل البلاد كراهية لا تنتهي لمن هاجمهم.” وتعهدت ايران بالرد على اي هجوم بشن هجمات بصواريخ بعيدة المدى على اسرائيل وقواعد الولايات المتحدة في الخليج. وتعتزم اسرائيل اجراء اكبر مناورة دفاع صاروخي في تاريخها الشهر المقبل لكن مسؤولين يقولون انه لا صلة بين المناورة واي تهديدات محددة. وقال جيتس وفقا لما نقلته الصحيفة انه يمكن الحيلولة دون امتلاك ايران لقنبلة نووية فقط اذا “قرر الايرانيون انفسهم انها مكلفة للغاية.” وتابع “نحتاج الى ان ننظر في كل سبيل ممكن لزيادة تكاليف هذا البرنامج بالنسبة لهم سواء كان عبر العقوبات الاقتصادية او امور اخرى.”