ألمانيـا اليـوم (قبلـة) العالـم
* العرب وفرصة ذهبية على حساب أحدهما عيدروس عبدالرحمناليوم مساء يتجه العالم بأسره صوب مدينة ميونخ الألمانية.. للبدء في تدشين أعراس الكرة العالمية.. اليوم "تكون الأراضي الألمانية هي قبلة العالم , وترتفع نسب مشاهدة هذا الحدث حتى كأس العالم باسره والكرة الأرضية قاطبة منحت الألمان حق الامتياز وصلاحيات الفرجة والمتعة.. فمنذ اليوم الجمعة يعيش العالم الوان وأشكالاً من الثقافة الكروية السائدة في العالم.. يأتي البرازيليون ليعطونا آخر دروس ومنهاج الدراسة الكروية وآخر صيحات السامبا البرازيلية.. كما يأتي اصحاب الأراضي المنخفضة هولندا, ليعيدوا لنا صورة مطابقة لامتاع وابداع أعظم هداف في تاريخ الكرة العالمية فان باستن بنسخته الجديدة فان نيستلرون.. ويقدم لنا العبقري زين أوراق اعتماده الأخيرة كأخر نابليونات فرنسا الأفذاذ والقادة العظماء مسلماًَ رايته الخالدة للفتى الأسمر فيري هنري.. وهاهو ديفيد بيكهام يضع النقاط على حروف الهجاء الانجليزية برفقة جيرارد وروني إذا عاد من اصابته اللعينة.. وهناك من غرب العالم نسمع ومنذ الآن طبول التانجو الأرجنتيني احفاد مارادونا وتلاميذ باتستوتا.. هؤلاء الراقصون على حبات البيض دون ان يخدشوها عاقدين العزم على طمس صورة مونديال اليابان وكوريا ومصممين على إعادة صياغة تاريخ الكرة العالمي بتقويم جديد بدايته المكسيك 1986م أو بيونس ايرس عام 1978م. ولكن ماذا نقول عن شعب وكرة عالمية عرفت معنى النجاح وفهمت تضاريس وجغرافيا الفوز باللقب طالما ان هذا العرس يسكن أراضيها.. فالألمان.. نصيحة لله احذروهم إذا كانوا يعيشون حالة الخمول وإذا اعلنوا للناس أنهم مختلفون كما يدعي قائدهم بالاك.. لأنهم في المونديال السابق دخلوه نياماً وخرجوا منه في مركز الوصيف ولولا غياب بالاك في النهائي لقلنا عنهم مالم يقله بيليه عن رونالدينو.. على ان الكبرياء الايطالي في هذه الاحتفالية الكروية العالمية كلمته ولهجته المليئة بالهمبورجر والاسباكيتي.. فالطليان يعيشون هذه الاثناء روائح الفضائح.. كما حدث لهم في اسبانيا 82م وحكاية روسي الخارج من قضبان السجن إلى هداف كأس العالم وإلى أفضل لاعب فيها.. واغرب من حمل تلك الكأس بعد خروجه من عامين اشغال شاقة.. الطليان يعتبرون ان نجمهم توتي هو ترمومتر نجاحهم إذا عادت له لياقته.. وعافيته وتخلص من عصبيته الزائدة.
ولأن أحداث المونديالات الأخيرة ومنذ حوالي أربعين سنة كان الحضور العربي الكروي حاضراً أو حجز لنفسه مكاناً في منصة تشريفات الحضور مع اختلاف ذلك الحضور ونسب الامتياز فيه. من محاسن الصدف والاقدار ان يكون هذا التمثيل العربي ثنائياًَ اسيوياً (السعودية) وافريقياً (تونس) فكلاهما شارك للمرة الرابعة.. وكلاهما تفوق على ذاته في مشاركته الاولى وتجاوز دور التمهيد وهما العربيان الوحيدان الحاصلان على التفوق ويخطىء الادوار الاولى وكلاهما ابطال لقاءهما.. وكلاهما في مجموعة واحدة هي الثامنة.. وسوف يلتقيان أولاً حتى يحكم الله بينهما وهو خير الحاكمين. وبدون تطاول وتجاوز للواقع يكفي هذان الممثلان العربيان شرف الوصول للمونديال.. مع انهما وفي هذا الجدول التنافسي يحصل واحد منهما على فرصة ذهبية ربما لايحصل عليها مستقبلاً بالتأهل لدور الـ 16 فاسبانيا كما رأيناها ليست بقوة وعظمة دوري بلادها.. واوكرانيا تسجل حضورها الأول حتى وان قادها من خارج الملعب واحد من أفضل نجوم أوروبا وحامل كرتها الذهبية آنذاك (بلوفين) ويقودها داخل الملعب (تشيفشنكو) حامل كرة أوروبا الذهبية قبل عامين. فالسعودية بصمتها قبيل المونديال تعطينا إحساساً صادقاً بعزمها الأكيد على محو خسارة الألمان بالثمانية المونديال السابق وبوجود مدربها حامل كأس العالم للشباب لبلاده البرازيل يزيد منسوب الثقة.. والسعودية تكرم أربعة من نجومها الأبطال لمشاركتهم الرابعة على التوالي في كؤوس العالم أما تونس, فهي سلمت صلاحيات تدريبها لحامل بطولة أمم أوروبا وبطولة أمم أفريقيا كمحصلة فريدة لم يسبقه بها أحد.. وتونس بخزائن نجومها الكرويين المتمرسين على اللعب الأوروبي كمحترفين هي الأوفر حظاً لتقديم الأفضل. الحضور العربي في المونديال بدايته هي بوابة العبور للدور القادم.. فالفائز منهما في لقاء الأخوة الأشقاء يضاعف الحظوظ ويفتح توافير الأمل للترقي للدور القادم على ان هناك فرقاً ومنتخبات مجهولة الهوية.. لكنها تؤدي فجأة دور البطولة في بعض المونديالات وتكون هي الحصان الأسود للبطولة.. فالتشيك بقيادة (نيدفيد) لايستهان بهم.. والأفارقة مع عزف (دروجبا) المنفرد جديرون بالمتابعة.. والكروات يحلمون بتكرار مونديال فرنسا. وعودة على بدء.. فان المونديال بكل مايحمله من امتاع واشباع وعروض لفنون وسيرك عالمية للكرة.. فانه لايخلو مونديال من وجود ضحايا.. وقرابين وسقوط مدوٍ لأبطال وفرق ومنتخبات كنا نظنهم سيكونون لنا علامة فارقة لكن واقع الحال يسجل غير ذلك.. فكلانا تابع سقوط الديك الفرنسي المونديال السابق وذبحه بالطريقة السنغالية.. وخروج الارجنتين كذلك وايطاليا.. وصعود فرق لم تكن بالحسبان خاصة كوريا وتركيا. باختصار قالوا قديماً فادرك شهريار الصباح فكف عن الحديث المباح.. دعونا نستمتع بسوق عكاظ العالمي.. بسوبر ماركت الكرة الحديثة.. بأفضل منتجع لعرض وتسويق فواكه كروية مشاهدتها أحلى والذ من طعم الفراولة والمانجو. دعونا نتوقف لأن مهرجان الافتتاح عزف نشيده الوطني .
![منتخب السعودية منتخب السعودية](https://14october.com/uploads/content/0606/7SWPMKSL-GVUPHQ/mnvdshj.jpg)
منتخب السعودية