[c1]فيسك: لماذا تجبن أوروبا أمام إسرائيل؟ [/c] تساءل الكاتب البريطاني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط روبرت فيسك عن سبب ما وصفه بالجبن الأوروبي والخوف من إسرائيل التي يتهم جيشها بارتكاب جرائم حرب.ولدى تعليقه على مقتل خمسة جنود إسرائيليين في تحطم طائرة أثناء عمليات تدريب عسكرية في رومانيا خلال الأسبوع الماضي، قال فيسك إن مقتل الإسرائيليين الخمسة لم يخرج خبرا رئيسيا إلا في حالات نادرة.وتابع ساخرا -في مقاله بصحيفة ذي إندبندنت تحت عنوان “إسرائيل تتسلل إلى أوروبا دون أن يلاحظ أحد”- أنه لو حدث ذلك لخمسة من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في رومانيا لكان التحقيق في هذه الظاهرة الاستثنائية على أوجه.ورغم أن فيسك أقر هنا بأنه لا يقارن بين إسرائيل وحماس، فإنه أشار إلى أن إسرائيل بلد قتل أكثر من 1300 فلسطيني في غزة قبل بنيران صديقة.وتساءل الكاتب عن سبب قيام حلف شمال الأطلسي بالمشاركة في تمارين حربية مع جيش متهم بارتكاب جرائم حرب، وحتى عن سبب تودد الاتحاد الأوروبي بشكل خاص للإسرائيليين.وأعرب فيسك عن دهشته لدى قراءته مقدمة كتاب لديفد كرونين تحت عنوان “علاقتنا مع إسرائيل” سينشر في نوفمبر/تشرين الثاني، حيث تقول المقدمة إن “إسرائيل طورت علاقات سياسية واقتصادية قوية مع الاتحاد الأوروبي خلال العقد الماضي، إلى درجة أنها أصبحت عضوا فعليا في كل شيء ما عدا الاسم”.وعلق فيسك على تصريح سابق لممثل السياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا أشار فيه إلى إن “إسرائيل عضو في الاتحاد دون أن تكون عضوا في المؤسسة”، قائلا من يعلم بذلك؟ ومن صوت لذلك؟ ومن سمح بذلك؟ وهل يعلم رئيس الحكومة (البريطانية) ديفد كاميرون بذلك ويوافق عليه؟.وحسب كرونين فإن الخوف الأوروبي من إسرائيل هو تناقض صارخ مع موقفه الذي اتخذه من الفظائع الكبرى التي وقعت في الصراعات الأخرى.فعقب الحرب الروسية الجورجية عام 2008، كلف الاتحاد لجنة مستقلة بالتحقيق في انتهاكات القانون الدولي، وطالب بإجراء تحقيق دولي في انتهاكات حقوق الإنسان بعد حرب سيريلانكا ضد نمور التاميل.ويسرد فيسك بعضا مما جاء في الكتاب بشأن مبيعات الأسلحة البريطانية لإسرائيل التي تحتل الضفة الغربية وغزة وتبني المستوطنات غير الشرعية لليهود على الأراضي العربية.ففي 1999 بلغت المبيعات 11.5 مليار جنيه إسترليني (نحو 18 مليار دولار)، وتضاعف خلال عامين إلى 22.5 مليار جنيه إسترليني (نحو 38 مليار دولار).ولفت فيسك إلى أن الاتحاد الأوروبي لم يعترض على استخدام تلك الأسلحة ضد الفلسطينيين عام 2002 وعام 2006.وفي 2006 -أثناء الحرب على حزب الله في لبنان- قامت الطائرات الأميركية المحملة بالأسلحة لإسرائيل بتعبئة طائراتها بالوقود من المطارات البريطانية والإيرلندية.وفي الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2008 -أي أثناء الحرب على غزة- أعطت بريطانيا رخصا لتقديم أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليون جنيه إسترليني (نحو 31 مليون دولار)، حيث استخدمت تلك الأسلحة ضد الفلسطينيين، كما يقول كرونين.ويشير فيسك إلى تحليل كرونين للأموال التي يقدمها الاتحاد الأوروبي للفلسطينيين، فيقول إن الاتحاد يمول المشاريع في غزة بالملايين، ولكن هذه المشاريع تدمرها إسرائيل بطائرات أميركية الصنع.وبعبارة أخرى، فإن دافع الضرائب الأوروبي يدفع ثمن المشاريع، ودافع الضرائب الأميركي يدفع ثمن الأسلحة التي تستخدمها إسرائيل لتدمير تلك المشاريع، ثم يتكبد الأوروبي ثمن إعادة بناء كل شيء.وفي الختام يسخر فيسك قائلا “إنه من الجيد أن يكون لدينا حليف قوي البنية مثل إسرائيل، رغم أن جيشها عبارة عن مجموعة من الرعاع ومجرمي الحرب”.[c1]التكنولوجيا نعمة للجاسوسية أم نقمة؟[/c] تساءلت مجلة ذي إيكونومست البريطانية عن مدى كون التكنولوجيا (التقنية) نعمة للجاسوسية أم نقمة عليها. وقالت إنه بات ممكنا الاستغناء عن الكاميرات المتناهية الصغر والمسجلات لصالح الأجهزة الإلكترونية التي تشبه في حجمها رأس الدبوس ويتم تشغيلها عن بعد.وبينما أشارت المجلة إلى أن المشكلة الكبرى في الأيام الخالية كانت تتمثل في تغيير بطاريات أجهزة التنصت التي يستخدمها الجواسيس، أضافت أن الاتصالات الإلكترونية باتت تشكل هدفا رائعا للحواسيب الضخمة الموجودة في أماكن مثل وكالة الأمن القومي الأميركي.وقالت ذي إيكونومست إن من شأن التقنيات الحديثة والمستقبلية التعامل مع الرسائل المشفرة بدرجة شديدة وفقا لمعايير ومقاييس اليوم، بحيث يمكنها تفكيكها بسهولة ما يثير الفزع في قلوب المسؤولين الأمنيين حول العالم.لكن تلك التطورات تجعل الأمور أصعب بالنسبة للجواسيس الذين يتعاملون مع البشر بدلا من تعاملهم مع المعدات الدقيقة والإلكترونية, حيث إن قواعد مهنة التجسس تقوم على انتهاك القوانين دون أن تتم ملاحظة ذلك، تماما كما حصل مع الجواسيس الروس الذين تم القبض عليهم الشهر الماضي داخل الولايات المتحدة وجرى إبعادهم.فقد كان الجواسيس الروس يتجولون عادة داخل الولايات المتحدة بحرية مستخدمين هويات مزورة، وكانوا يتسلمون ويسلمون الأموال بوسائل لا يمكن اكتشافها.وتضيف المجلة أن المشكلة الكبرى تتمثل في الهواتف النقالة التي تشكل بالنسبة لصيادي الجواسيس ولمن وصفتهم “بالإرهابيين” أجهزة تنصت وتتبع نموذجية ورائعة، وذلك عندما تكون مشحونة.لكن الهواتف النقالة تشكل مصدر إزعاج للجواسيس، حيث إن إزالة بطارياتها ووضع شرائحها داخل ثلاجة أو داخل أي حاوية معدنية من شأنه أن يشل عمل أي جهاز تنصت.وفي المقابل فإن من شأن إطفاء الهواتف النقالة ووضعها داخل حاويات معدنية زيادة نسبة الشك باستمرار, فإذا ما كان هناك شخصان يتم تتبعهما ومراقبتهما ويتخذان الاحتياطات غير العادية, بالقرب من نفس المكان، فإنه يمكن لأي شخص إدراك أو تخمين وجود نوع من الاجتماع السري الوشيك.وفي حين يعود الفضل إلى الإلكترونيات في تسهيل معرفة وجود زائر مشتبه بأمره أو التحقق من أختام التأشيرات من الدول الأخرى بواسطة حواسيب الهجرة، يمكن أيضا معرفة تاريخ صدور بطاقات الائتمان وعدد مرات استخدامها والتعرف على تاريخ أو سيرة عمل الشخص عن طريق الإنترنت, وأما سجل فواتير الهاتف النقال فيكشف عن اتصالاته السابقة إن كانت حدثت.وبينما كان البحث عن معلومات بشأن مشتبه به يتطلب من فرق مكافحة الجاسوسية في السابق أياما وأسابيع, فإن الأمر لا يستلزم هذه الأيام أكثر من نقرات قليلة على فأرة محرك الإنترنت.وفي حين يمكن بمجهود بسيط عمل هويات سارية المفعول، فإن التكنولوجيا الحديثة يمكنها قراءة جوازات السفر, بحيث يتم الربط بين اسم وبصمات أصابع من يدخل إلى الولايات المتحدة داخل حواسيب الحكومة إلى الأبد.كما يمكن التأكد من المعلومات بسهولة من جانب العشرات من حلفاء الولايات المتحدة, فالحصول على جواز سفر لطفل مع شهادة وفاة للطفل يعتبر على درجة متزايدة من المخاطرة كون سجلات النفوس محوسبة.كما أن سرقة جواز سفر سائح وتغيير الصورة (وهو تكتيك مفضل من قبل الموساد الإسرائيلي) لم يعد أمرا سهلا، ففي المستقبل سيتم فحص المعلومات المثبتة على الشريحة. كما أصبح بإمكان التقنيات الحديثة التأكد بطريقة خفية وعن بعد وبطريقة آلية أو أوتوماتيكية من أي مواد ملقاة في سلة المهملات أو أماكن أخرى، وعلى عكس المجهود الذي كان يبذل سابقا لنفس المهمات.وقالت ذي إيكونومست إن زمن العيش بطريقة غير شرعية لسنوات في دولة أجنبية بواسطة هوية مزورة اقترب من نهايته، حيث إن مسؤولي التجسس يلجؤون بشكل متزايد إلى استخدام “أشخاص حقيقيين”. وفي حين أشارت المجلة إلى الجاسوسة الروسية آنا تشابمان التي تمكنت من خلال اسمها البريطاني من الدراسة والزواج والعمل والعيش في مجموعة من الدول المختلفة، أضافت أنه لم يعد من حاجة للتفرغ تماما لمهنة التجسس حيث يمكن مزاولة التجسس أثناء تأدية أعمال أخرى.
أخبار متعلقة